عبق التواصل
مرحبا بك الزائر العزير بعد اطلاعك على المنتدى يسعدنا ويشرفنا بانضمامك الى منتداك الاول ولك فائق الشكر والتقدير
عبق التواصل
مرحبا بك الزائر العزير بعد اطلاعك على المنتدى يسعدنا ويشرفنا بانضمامك الى منتداك الاول ولك فائق الشكر والتقدير
عبق التواصل
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

عبق التواصل

الموقع الرسمى لأبناء القريه 20
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
مرحبا زائرنا الكريم تفضل بالتسجيل شبكة منتديات القريه عشرين تتشرف بانضمامكم اليها

مبروك قروب واتساب القريه عشرين بانجازاتهم المحققه
واتساب القريه عشرين يبشار اكبر انجاز مشروع طريق معبد يربط القريه عشرين بحلفاج
تشيد او حفر بئر مياه شرب عبر واتساب عشرين
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
Like/Tweet/+1
سحابة الكلمات الدلالية
الخطاب
المواضيع الأخيرة
» الرحيل المنسي(1)
2/ تفسير سورة البقره من الايه 26_57  Emptyالأربعاء يوليو 28, 2021 3:54 pm من طرف ابوهزاع الدقنسابي

» الرحيل المنسي (2)
2/ تفسير سورة البقره من الايه 26_57  Emptyالأربعاء يوليو 28, 2021 4:03 am من طرف ابوهزاع الدقنسابي

» رثاء المرحوم/ محمد عبدالرحمن قيل .... بقلم نورالدين ابونوباتيا
2/ تفسير سورة البقره من الايه 26_57  Emptyالسبت سبتمبر 29, 2018 3:11 am من طرف ابوهزاع الدقنسابي

» رثاء المرحوم الاستاذ/ محمد محي الدين عربي ... بقلم.ابونوباتيا
2/ تفسير سورة البقره من الايه 26_57  Emptyالسبت سبتمبر 29, 2018 2:13 am من طرف ابوهزاع الدقنسابي

» إختلف الوضع وتغيرت الحال مما عرفنا حاجه إسمها الإغتراب ...
2/ تفسير سورة البقره من الايه 26_57  Emptyالخميس أغسطس 09, 2018 11:39 pm من طرف ابوهزاع الدقنسابي

» العلاقه بين امبكول وارقو والسراريه
2/ تفسير سورة البقره من الايه 26_57  Emptyالخميس أغسطس 09, 2018 7:32 pm من طرف ابوهزاع الدقنسابي

» الإطار التشريعي لحماية آثار النوبة
2/ تفسير سورة البقره من الايه 26_57  Emptyالأربعاء أغسطس 01, 2018 12:59 am من طرف ابوهزاع الدقنسابي

» سياحمد برسي
2/ تفسير سورة البقره من الايه 26_57  Emptyالسبت يوليو 28, 2018 3:45 am من طرف ابوهزاع الدقنسابي

» الصعوط بالسين ولا الصاد
2/ تفسير سورة البقره من الايه 26_57  Emptyالجمعة يونيو 29, 2018 4:58 pm من طرف ابوهزاع الدقنسابي

مايو 2024
الأحدالإثنينالثلاثاءالأربعاءالخميسالجمعةالسبت
   1234
567891011
12131415161718
19202122232425
262728293031 
اليوميةاليومية
التواجد بالمنتدى والمشاركات
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية reddit      

قم بحفض و مشاطرة الرابط عبق التواصل على موقع حفض الصفحات

 

 2/ تفسير سورة البقره من الايه 26_57

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابوهزاع الدقنسابي
المدير العام
المدير العام
ابوهزاع الدقنسابي


عدد المساهمات : 890
نقاط : 5127
مرسئ : 0
تاريخ التسجيل : 26/08/2013
الموقع : شبكة منتديات القريه عشرين
العمل/الترفيه : المدير العام

2/ تفسير سورة البقره من الايه 26_57  Empty
مُساهمةموضوع: 2/ تفسير سورة البقره من الايه 26_57    2/ تفسير سورة البقره من الايه 26_57  Emptyالثلاثاء مارس 11, 2014 1:00 pm

-2 ﺗﻔﺴﻴﺮ ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ ﻋﺪﺩ ﺁﻳﺎﺗﻬﺎ 286
) ﺁﻳﺔ 57-26 (
ﻭﻫﻲ ﻣﺪﻧﻴﺔ
} 26 - 27 { } ﺇِﻥَّ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﻟَﺎ ﻳَﺴْﺘَﺤْﻴِﻲ ﺃَﻥْ
ﻳَﻀْﺮِﺏَ ﻣَﺜَﻠًﺎ ﻣَﺎ ﺑَﻌُﻮﺿَﺔً ﻓَﻤَﺎ ﻓَﻮْﻗَﻬَﺎ ﻓَﺄَﻣَّﺎ
ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﺁﻣَﻨُﻮﺍ ﻓَﻴَﻌْﻠَﻤُﻮﻥَ ﺃَﻧَّﻪُ ﺍﻟْﺤَﻖُّ ﻣِﻦْ
ﺭَﺑِّﻬِﻢْ ﻭَﺃَﻣَّﺎ ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﻛَﻔَﺮُﻭﺍ ﻓَﻴَﻘُﻮﻟُﻮﻥَ ﻣَﺎﺫَﺍ
ﺃَﺭَﺍﺩَ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﺑِﻬَﺬَﺍ ﻣَﺜَﻠًﺎ ﻳُﻀِﻞُّ ﺑِﻪِ ﻛَﺜِﻴﺮًﺍ
ﻭَﻳَﻬْﺪِﻱ ﺑِﻪِ ﻛَﺜِﻴﺮًﺍ ﻭَﻣَﺎ ﻳُﻀِﻞُّ ﺑِﻪِ ﺇِﻟَّﺎ
ﺍﻟْﻔَﺎﺳِﻘِﻴﻦَ * ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﻳَﻨْﻘُﻀُﻮﻥَ ﻋَﻬْﺪَ ﺍﻟﻠَّﻪِ
ﻣِﻦْ ﺑَﻌْﺪِ ﻣِﻴﺜَﺎﻗِﻪِ ﻭَﻳَﻘْﻄَﻌُﻮﻥَ ﻣَﺎ ﺃَﻣَﺮَ ﺍﻟﻠَّﻪُ
ﺑِﻪِ ﺃَﻥْ ﻳُﻮﺻَﻞَ ﻭَﻳُﻔْﺴِﺪُﻭﻥَ ﻓِﻲ ﺍﻟْﺄَﺭْﺽِ
ﺃُﻭﻟَﺌِﻚَ ﻫُﻢُ ﺍﻟْﺨَﺎﺳِﺮُﻭﻥَ {
ﻳﻘﻮﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ } ﺇِﻥَّ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﻟَﺎ ﻳَﺴْﺘَﺤْﻴِﻲ ﺃَﻥْ
ﻳَﻀْﺮِﺏَ ﻣَﺜَﻠًﺎ ﻣَﺎ { ﺃﻱ : ﺃﻱَّ ﻣﺜﻞ ﻛﺎﻥ
} ﺑَﻌُﻮﺿَﺔً ﻓَﻤَﺎ ﻓَﻮْﻗَﻬَﺎ { ﻻﺷﺘﻤﺎﻝ ﺍﻷﻣﺜﺎﻝ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ , ﻭﺇﻳﻀﺎﺡ ﺍﻟﺤﻖ , ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻻ
ﻳﺴﺘﺤﻴﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻖ، ﻭﻛﺄﻥ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ,
ﺟﻮﺍﺑﺎ ﻟﻤﻦ ﺃﻧﻜﺮ ﺿﺮﺏ ﺍﻷﻣﺜﺎﻝ ﻓﻲ
ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﺍﻟﺤﻘﻴﺮﺓ، ﻭﺍﻋﺘﺮﺽ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ
ﻓﻲ ﺫﻟﻚ. ﻓﻠﻴﺲ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻣﺤﻞ
ﺍﻋﺘﺮﺍﺽ. ﺑﻞ ﻫﻮ ﻣﻦ ﺗﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻌﺒﺎﺩﻩ
ﻭﺭﺣﻤﺘﻪ ﺑﻬﻢ . ﻓﻴﺠﺐ ﺃﻥ ﺗﺘﻠﻘﻰ ﺑﺎﻟﻘﺒﻮﻝ
ﻭﺍﻟﺸﻜﺮ . ﻭﻟﻬﺬﺍ ﻗﺎﻝ : } ﻓَﺄَﻣَّﺎ ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﺁﻣَﻨُﻮﺍ
ﻓَﻴَﻌْﻠَﻤُﻮﻥَ ﺃَﻧَّﻪُ ﺍﻟْﺤَﻖُّ ﻣِﻦْ ﺭَﺑِّﻬِﻢْ {
ﻓﻴﺘﻔﻬﻤﻮﻧﻬﺎ، ﻭﻳﺘﻔﻜﺮﻭﻥ ﻓﻴﻬﺎ.
ﻓﺈﻥ ﻋﻠﻤﻮﺍ ﻣﺎ ﺍﺷﺘﻤﻠﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ
ﺍﻟﺘﻔﺼﻴﻞ، ﺍﺯﺩﺍﺩ ﺑﺬﻟﻚ ﻋﻠﻤﻬﻢ ﻭﺇﻳﻤﺎﻧﻬﻢ،
ﻭﺇﻻ ﻋﻠﻤﻮﺍ ﺃﻧﻬﺎ ﺣﻖ، ﻭﻣﺎ ﺍﺷﺘﻤﻠﺖ ﻋﻠﻴﻪ
ﺣﻖ، ﻭﺇﻥ ﺧﻔﻲ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﺤﻖ ﻓﻴﻬﺎ
ﻟﻌﻠﻤﻬﻢ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻢ ﻳﻀﺮﺑﻬﺎ ﻋﺒﺜﺎ، ﺑﻞ
ﻟﺤﻜﻤﺔ ﺑﺎﻟﻐﺔ، ﻭﻧﻌﻤﺔ ﺳﺎﺑﻐﺔ.
} ﻭَﺃَﻣَّﺎ ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﻛَﻔَﺮُﻭﺍ ﻓَﻴَﻘُﻮﻟُﻮﻥَ ﻣَﺎﺫَﺍ ﺃَﺭَﺍﺩَ
ﺍﻟﻠَّﻪُ ﺑِﻬَﺬَﺍ ﻣَﺜَﻠًﺎ { ﻓﻴﻌﺘﺮﺿﻮﻥ
ﻭﻳﺘﺤﻴﺮﻭﻥ، ﻓﻴﺰﺩﺍﺩﻭﻥ ﻛﻔﺮﺍ ﺇﻟﻰ
ﻛﻔﺮﻫﻢ، ﻛﻤﺎ ﺍﺯﺩﺍﺩ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻮﻥ ﺇﻳﻤﺎﻧﺎ ﻋﻠﻰ
ﺇﻳﻤﺎﻧﻬﻢ، ﻭﻟﻬﺬﺍ ﻗﺎﻝ : } ﻳُﻀِﻞُّ ﺑِﻪِ ﻛَﺜِﻴﺮًﺍ
ﻭَﻳَﻬْﺪِﻱ ﺑِﻪِ ﻛَﺜِﻴﺮًﺍ { ﻓﻬﺬﻩ ﺣﺎﻝ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ
ﻭﺍﻟﻜﺎﻓﺮﻳﻦ ﻋﻨﺪ ﻧﺰﻭﻝ ﺍﻵﻳﺎﺕ ﺍﻟﻘﺮﺁﻧﻴﺔ .
ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ : } ﻭَﺇِﺫَﺍ ﻣَﺎ ﺃُﻧْﺰِﻟَﺖْ ﺳُﻮﺭَﺓٌ
ﻓَﻤِﻨْﻬُﻢْ ﻣَﻦْ ﻳَﻘُﻮﻝُ ﺃَﻳُّﻜُﻢْ ﺯَﺍﺩَﺗْﻪُ ﻫَﺬِﻩِ ﺇِﻳﻤَﺎﻧًﺎ
ﻓَﺄَﻣَّﺎ ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﺁﻣَﻨُﻮﺍ ﻓَﺰَﺍﺩَﺗْﻬُﻢْ ﺇِﻳﻤَﺎﻧًﺎ ﻭَﻫُﻢْ
ﻳَﺴْﺘَﺒْﺸِﺮُﻭﻥَ ﻭَﺃَﻣَّﺎ ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﻓِﻲ ﻗُﻠُﻮﺑِﻬِﻢْ
ﻣَﺮَﺽٌ ﻓَﺰَﺍﺩَﺗْﻬُﻢْ ﺭِﺟْﺴًﺎ ﺇِﻟَﻰ ﺭِﺟْﺴِﻬِﻢْ
ﻭَﻣَﺎﺗُﻮﺍ ﻭَﻫُﻢْ ﻛَﺎﻓِﺮُﻭﻥَ { ﻓﻼ ﺃﻋﻈﻢ ﻧﻌﻤﺔ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ ﻣﻦ ﻧﺰﻭﻝ ﺍﻵﻳﺎﺕ ﺍﻟﻘﺮﺁﻧﻴﺔ،
ﻭﻣﻊ ﻫﺬﺍ ﺗﻜﻮﻥ ﻟﻘﻮﻡ ﻣﺤﻨﺔ ﻭﺣﻴﺮﺓ
]ﻭﺿﻼﻟﺔ [ ﻭﺯﻳﺎﺩﺓ ﺷﺮ ﺇﻟﻰ ﺷﺮﻫﻢ،
ﻭﻟﻘﻮﻡ ﻣﻨﺤﺔ ] ﻭﺭﺣﻤﺔ [ ﻭﺯﻳﺎﺩﺓ ﺧﻴﺮ ﺇﻟﻰ
ﺧﻴﺮﻫﻢ، ﻓﺴﺒﺤﺎﻥ ﻣﻦ ﻓﺎﻭﺕ ﺑﻴﻦ ﻋﺒﺎﺩﻩ،
ﻭﺍﻧﻔﺮﺩ ﺑﺎﻟﻬﺪﺍﻳﺔ ﻭﺍﻹﺿﻼﻝ .
ﺛﻢ ﺫﻛﺮ ﺣﻜﻤﺘﻪ ﻓﻲ ﺇﺿﻼﻝ ﻣﻦ ﻳﻀﻠﻬﻢ
ﻭﺃﻥ ﺫﻟﻚ ﻋﺪﻝ ﻣﻨﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﻘﺎﻝ : } ﻭَﻣَﺎ
ﻳُﻀِﻞُّ ﺑِﻪِ ﺇِﻟَّﺎ ﺍﻟْﻔَﺎﺳِﻘِﻴﻦَ { ﺃﻱ : ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﻦ
ﻋﻦ ﻃﺎﻋﺔ ﺍﻟﻠﻪ ; ﺍﻟﻤﻌﺎﻧﺪﻳﻦ ﻟﺮﺳﻞ ﺍﻟﻠﻪ ;
ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺻﺎﺭ ﺍﻟﻔﺴﻖ ﻭﺻﻔﻬﻢ ; ﻓﻼ ﻳﺒﻐﻮﻥ
ﺑﻪ ﺑﺪﻻ، ﻓﺎﻗﺘﻀﺖ ﺣﻜﻤﺘﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ
ﺇﺿﻼﻟﻬﻢ ﻟﻌﺪﻡ ﺻﻼﺣﻴﺘﻬﻢ ﻟﻠﻬﺪﻯ، ﻛﻤﺎ
ﺍﻗﺘﻀﺖ ﺣﻜﻤﺘﻪ ﻭﻓﻀﻠﻪ ﻫﺪﺍﻳﺔ ﻣﻦ
ﺍﺗﺼﻒ ﺑﺎﻹﻳﻤﺎﻥ ﻭﺗﺤﻠﻰ ﺑﺎﻷﻋﻤﺎﻝ
ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﺔ.
ﻭﺍﻟﻔﺴﻖ ﻧﻮﻋﺎﻥ : ﻧﻮﻉ ﻣﺨﺮﺝ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻳﻦ،
ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻔﺴﻖ ﺍﻟﻤﻘﺘﻀﻲ ﻟﻠﺨﺮﻭﺝ ﻣﻦ
ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ; ﻛﺎﻟﻤﺬﻛﻮﺭ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻳﺔ
ﻭﻧﺤﻮﻫﺎ، ﻭﻧﻮﻉ ﻏﻴﺮ ﻣﺨﺮﺝ ﻣﻦ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ
ﻛﻤﺎ ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ : } ﻳَﺎ ﺃَﻳُّﻬَﺎ ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ
ﺁﻣَﻨُﻮﺍ ﺇِﻥْ ﺟَﺎﺀَﻛُﻢْ ﻓَﺎﺳِﻖٌ ﺑِﻨَﺒَﺈٍ ﻓَﺘَﺒَﻴَّﻨُﻮﺍ {
] ﺍﻵﻳﺔ [ .
ﺛﻢ ﻭﺻﻒ ﺍﻟﻔﺎﺳﻘﻴﻦ ﻓﻘﺎﻝ : } ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ
ﻳَﻨْﻘُﻀُﻮﻥَ ﻋَﻬْﺪَ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﻣِﻦْ ﺑَﻌْﺪِ ﻣِﻴﺜَﺎﻗِﻪِ {
ﻭﻫﺬﺍ ﻳﻌﻢ ﺍﻟﻌﻬﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻭﺑﻴﻨﻪ
ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻭﺑﻴﻦ ﻋﺒﺎﺩﻩ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻛﺪﻩ
ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺑﺎﻟﻤﻮﺍﺛﻴﻖ ﺍﻟﺜﻘﻴﻠﺔ ﻭﺍﻹﻟﺰﺍﻣﺎﺕ،
ﻓﻼ ﻳﺒﺎﻟﻮﻥ ﺑﺘﻠﻚ ﺍﻟﻤﻮﺍﺛﻴﻖ ; ﺑﻞ
ﻳﻨﻘﻀﻮﻧﻬﺎ ﻭﻳﺘﺮﻛﻮﻥ ﺃﻭﺍﻣﺮﻩ ﻭﻳﺮﺗﻜﺒﻮﻥ
ﻧﻮﺍﻫﻴﻪ ; ﻭﻳﻨﻘﻀﻮﻥ ﺍﻟﻌﻬﻮﺩ ﺍﻟﺘﻲ ﺑﻴﻨﻬﻢ
ﻭﺑﻴﻦ ﺍﻟﺨﻠﻖ.
} ﻭَﻳَﻘْﻄَﻌُﻮﻥَ ﻣَﺎ ﺃَﻣَﺮَ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﺑِﻪِ ﺃَﻥْ ﻳُﻮﺻَﻞَ {
ﻭﻫﺬﺍ ﻳﺪﺧﻞ ﻓﻴﻪ ﺃﺷﻴﺎﺀ ﻛﺜﻴﺮﺓ، ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻠﻪ
ﺃﻣﺮﻧﺎ ﺃﻥ ﻧﺼﻞ ﻣﺎ ﺑﻴﻨﻨﺎ ﻭﺑﻴﻨﻪ ﺑﺎﻹﻳﻤﺎﻥ
ﺑﻪ ﻭﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﻌﺒﻮﺩﻳﺘﻪ، ﻭﻣﺎ ﺑﻴﻨﻨﺎ ﻭﺑﻴﻦ
ﺭﺳﻮﻟﻪ ﺑﺎﻹﻳﻤﺎﻥ ﺑﻪ ﻭﻣﺤﺒﺘﻪ ﻭﺗﻌﺰﻳﺮﻩ
ﻭﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﺤﻘﻮﻗﻪ، ﻭﻣﺎ ﺑﻴﻨﻨﺎ ﻭﺑﻴﻦ
ﺍﻟﻮﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﺍﻷﻗﺎﺭﺏ ﻭﺍﻷﺻﺤﺎﺏ ; ﻭﺳﺎﺋﺮ
ﺍﻟﺨﻠﻖ ﺑﺎﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﺘﻠﻚ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻣﺮ
ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻥ ﻧﺼﻠﻬﺎ.
ﻓﺄﻣﺎ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻮﻥ ﻓﻮﺻﻠﻮﺍ ﻣﺎ ﺃﻣﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻪ
ﺃﻥ ﻳﻮﺻﻞ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ، ﻭﻗﺎﻣﻮﺍ
ﺑﻬﺎ ﺃﺗﻢ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ، ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﻔﺎﺳﻘﻮﻥ،
ﻓﻘﻄﻌﻮﻫﺎ، ﻭﻧﺒﺬﻭﻫﺎ ﻭﺭﺍﺀ ﻇﻬﻮﺭﻫﻢ ;
ﻣﻌﺘﺎﺿﻴﻦ ﻋﻨﻬﺎ ﺑﺎﻟﻔﺴﻖ ﻭﺍﻟﻘﻄﻴﻌﺔ ;
ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﺎﻟﻤﻌﺎﺻﻲ ; ﻭﻫﻮ : ﺍﻹﻓﺴﺎﺩ ﻓﻲ
ﺍﻷﺭﺽ.
ﻓـ } ﻓَﺄُﻭﻟَﺌِﻚَ { ﺃﻱ : ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺻﻔﺘﻪ } ﻫُﻢُ
ﺍﻟْﺨَﺎﺳِﺮُﻭﻥَ { ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﺍﻵﺧﺮﺓ،
ﻓﺤﺼﺮ ﺍﻟﺨﺴﺎﺭﺓ ﻓﻴﻬﻢ ; ﻷﻥ ﺧﺴﺮﺍﻧﻬﻢ
ﻋﺎﻡ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺃﺣﻮﺍﻟﻬﻢ ; ﻟﻴﺲ ﻟﻬﻢ ﻧﻮﻉ
ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺑﺢ؛ ﻷﻥ ﻛﻞ ﻋﻤﻞ ﺻﺎﻟﺢ ﺷﺮﻃﻪ
ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ; ﻓﻤﻦ ﻻ ﺇﻳﻤﺎﻥ ﻟﻪ ﻻ ﻋﻤﻞ ﻟﻪ ;
ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﺨﺴﺎﺭ ﻫﻮ ﺧﺴﺎﺭ ﺍﻟﻜﻔﺮ، ﻭﺃﻣﺎ
ﺍﻟﺨﺴﺎﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﻛﻔﺮﺍ ; ﻭﻗﺪ
ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻌﺼﻴﺔ ; ﻭﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﺗﻔﺮﻳﻄﺎ ﻓﻲ
ﺗﺮﻙ ﻣﺴﺘﺤﺐ، ﺍﻟﻤﺬﻛﻮﺭ ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ :
} ﺇِﻥَّ ﺍﻟْﺈِﻧْﺴَﺎﻥَ ﻟَﻔِﻲ ﺧُﺴْﺮٍ { ﻓﻬﺬﺍ ﻋﺎﻡ
ﻟﻜﻞ ﻣﺨﻠﻮﻕ ; ﺇﻻ ﻣﻦ ﺍﺗﺼﻒ ﺑﺎﻹﻳﻤﺎﻥ
ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ ; ﻭﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻲ ﺑﺎﻟﺤﻖ ;
ﻭﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻲ ﺑﺎﻟﺼﺒﺮ ; ﻭﺣﻘﻴﻘﺔ ﻓﻮﺍﺕ
ﺍﻟﺨﻴﺮ ; ﺍﻟﺬﻱ ] ﻛﺎﻥ [ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﺑﺼﺪﺩ
ﺗﺤﺼﻴﻠﻪ ﻭﻫﻮ ﺗﺤﺖ ﺇﻣﻜﺎﻧﻪ.
} 28 { ﺛﻢ ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ : } ﻛَﻴْﻒَ ﺗَﻜْﻔُﺮُﻭﻥَ
ﺑِﺎﻟﻠَّﻪِ ﻭَﻛُﻨْﺘُﻢْ ﺃَﻣْﻮَﺍﺗًﺎ ﻓَﺄَﺣْﻴَﺎﻛُﻢْ ﺛُﻢَّ ﻳُﻤِﻴﺘُﻜُﻢْ
ﺛُﻢَّ ﻳُﺤْﻴِﻴﻜُﻢْ ﺛُﻢَّ ﺇِﻟَﻴْﻪِ ﺗُﺮْﺟَﻌُﻮﻥَ {
ﻫﺬﺍ ﺍﺳﺘﻔﻬﺎﻡ ﺑﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺘﻌﺠﺐ ﻭﺍﻟﺘﻮﺑﻴﺦ
ﻭﺍﻹﻧﻜﺎﺭ، ﺃﻱ : ﻛﻴﻒ ﻳﺤﺼﻞ ﻣﻨﻜﻢ ﺍﻟﻜﻔﺮ
ﺑﺎﻟﻠﻪ ; ﺍﻟﺬﻱ ﺧﻠﻘﻜﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺪﻡ ; ﻭﺃﻧﻌﻢ
ﻋﻠﻴﻜﻢ ﺑﺄﺻﻨﺎﻑ ﺍﻟﻨﻌﻢ ; ﺛﻢ ﻳﻤﻴﺘﻜﻢ ﻋﻨﺪ
ﺍﺳﺘﻜﻤﺎﻝ ﺁﺟﺎﻟﻜﻢ ; ﻭﻳﺠﺎﺯﻳﻜﻢ ﻓﻲ
ﺍﻟﻘﺒﻮﺭ ; ﺛﻢ ﻳﺤﻴﻴﻜﻢ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺒﻌﺚ
ﻭﺍﻟﻨﺸﻮﺭ ; ﺛﻢ ﺇﻟﻴﻪ ﺗﺮﺟﻌﻮﻥ ; ﻓﻴﺠﺎﺯﻳﻜﻢ
ﺍﻟﺠﺰﺍﺀ ﺍﻷﻭﻓﻰ، ﻓﺈﺫﺍ ﻛﻨﺘﻢ ﻓﻲ ﺗﺼﺮﻓﻪ ;
ﻭﺗﺪﺑﻴﺮﻩ ; ﻭﺑﺮﻩ ; ﻭﺗﺤﺖ ﺃﻭﺍﻣﺮﻩ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ;
ﻭﻣﻦ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺗﺤﺖ ﺩﻳﻨﻪ ﺍﻟﺠﺰﺍﺋﻲ ;
ﺃﻓﻴﻠﻴﻖ ﺑﻜﻢ ﺃﻥ ﺗﻜﻔﺮﻭﺍ ﺑﻪ ; ﻭﻫﻞ ﻫﺬﺍ ﺇﻻ
ﺟﻬﻞ ﻋﻈﻴﻢ ﻭﺳﻔﻪ ﻭﺣﻤﺎﻗﺔ ؟ ﺑﻞ ﺍﻟﺬﻱ
ﻳﻠﻴﻖ ﺑﻜﻢ ﺃﻥ ﺗﺆﻣﻨﻮﺍ ﺑﻪ ﻭﺗﺘﻘﻮﻩ
ﻭﺗﺸﻜﺮﻭﻩ ﻭﺗﺨﺎﻓﻮﺍ ﻋﺬﺍﺑﻪ ; ﻭﺗﺮﺟﻮﺍ
ﺛﻮﺍﺑﻪ .
} 29 { } ﻫُﻮَ ﺍﻟَّﺬِﻱ ﺧَﻠَﻖَ ﻟَﻜُﻢْ ﻣَﺎ ﻓِﻲ
ﺍﻟْﺄَﺭْﺽِ ﺟَﻤِﻴﻌًﺎ ﺛُﻢَّ ﺍﺳْﺘَﻮَﻯ ﺇِﻟَﻰ ﺍﻟﺴَّﻤَﺎﺀِ
ﻓَﺴَﻮَّﺍﻫُﻦَّ ﺳَﺒْﻊَ ﺳَﻤَﺎﻭَﺍﺕٍ ﻭَﻫُﻮَ ﺑِﻜُﻞِّ ﺷَﻲْﺀٍ
ﻋَﻠِﻴﻢٌ {
} ﻫُﻮَ ﺍﻟَّﺬِﻱ ﺧَﻠَﻖَ ﻟَﻜُﻢْ ﻣَﺎ ﻓِﻲ ﺍﻟْﺄَﺭْﺽِ
ﺟَﻤِﻴﻌًﺎ { ﺃﻱ : ﺧﻠﻖ ﻟﻜﻢ , ﺑﺮﺍ ﺑﻜﻢ
ﻭﺭﺣﻤﺔ , ﺟﻤﻴﻊ ﻣﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ ,
ﻟﻼﻧﺘﻔﺎﻉ ﻭﺍﻻﺳﺘﻤﺘﺎﻉ ﻭﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭ.
ﻭﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻳﺔ ﺍﻟﻌﻈﻴﻤﺔ ﺩﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ
ﺍﻷﺻﻞ ﻓﻲ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﺍﻹﺑﺎﺣﺔ ﻭﺍﻟﻄﻬﺎﺭﺓ ,
ﻷﻧﻬﺎ ﺳﻴﻘﺖ ﻓﻲ ﻣﻌﺮﺽ ﺍﻻﻣﺘﻨﺎﻥ،
ﻳﺨﺮﺝ ﺑﺬﻟﻚ ﺍﻟﺨﺒﺎﺋﺚ , ﻓﺈﻥ ]ﺗﺤﺮﻳﻤﻬﺎ
ﺃﻳﻀﺎ [ ﻳﺆﺧﺬ ﻣﻦ ﻓﺤﻮﻯ ﺍﻵﻳﺔ , ﻭﻣﻌﺮﻓﺔ
ﺍﻟﻤﻘﺼﻮﺩ ﻣﻨﻬﺎ , ﻭﺃﻧﻪ ﺧﻠﻘﻬﺎ ﻟﻨﻔﻌﻨﺎ , ﻓﻤﺎ
ﻓﻴﻪ ﺿﺮﺭ , ﻓﻬﻮ ﺧﺎﺭﺝ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ، ﻭﻣﻦ
ﺗﻤﺎﻡ ﻧﻌﻤﺘﻪ , ﻣﻨﻌﻨﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺒﺎﺋﺚ , ﺗﻨﺰﻳﻬﺎ
ﻟﻨﺎ.
ﻭﻗﻮﻟﻪ : } ﺛُﻢَّ ﺍﺳْﺘَﻮَﻯ ﺇِﻟَﻰ ﺍﻟﺴَّﻤَﺎﺀِ
ﻓَﺴَﻮَّﺍﻫُﻦَّ ﺳَﺒْﻊَ ﺳَﻤَﺎﻭَﺍﺕٍ ﻭَﻫُﻮَ ﺑِﻜُﻞِّ ﺷَﻲْﺀٍ
ﻋَﻠِﻴﻢٌ {
} ﺍﺳْﺘَﻮَﻯ { ﺗﺮﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻋﻠﻰ ﺛﻼﺛﺔ
ﻣﻌﺎﻧﻲ : ﻓﺘﺎﺭﺓ ﻻ ﺗﻌﺪﻯ ﺑﺎﻟﺤﺮﻑ، ﻓﻴﻜﻮﻥ
ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ , ﺍﻟﻜﻤﺎﻝ ﻭﺍﻟﺘﻤﺎﻡ , ﻛﻤﺎ ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ
ﻋﻦ ﻣﻮﺳﻰ : } ﻭَﻟَﻤَّﺎ ﺑَﻠَﻎَ ﺃَﺷُﺪَّﻩُ ﻭَﺍﺳْﺘَﻮَﻯ
{ ﻭﺗﺎﺭﺓ ﺗﻜﻮﻥ ﺑﻤﻌﻨﻰ " ﻋﻼ " ﻭ " ﺍﺭﺗﻔﻊ
" ﻭﺫﻟﻚ ﺇﺫﺍ ﻋﺪﻳﺖ ﺑـ " ﻋﻠﻰ " ﻛﻤﺎ ﻓﻲ
ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ : } ﺛﻢ ﺍﺳﺘﻮﻯ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺮﺵ
{ } ﻟِﺘَﺴْﺘَﻮُﻭﺍ ﻋَﻠَﻰ ﻇُﻬُﻮﺭِﻩِ { ﻭﺗﺎﺭﺓ
ﺗﻜﻮﻥ ﺑﻤﻌﻨﻰ " ﻗﺼﺪ " ﻛﻤﺎ ﺇﺫﺍ ﻋﺪﻳﺖ ﺑـ
" ﺇﻟﻰ " ﻛﻤﺎ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻳﺔ، ﺃﻱ : ﻟﻤﺎ
ﺧﻠﻖ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺍﻷﺭﺽ , ﻗﺼﺪ ﺇﻟﻰ ﺧﻠﻖ
ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﺍﺕ } ﻓﺴﻮﺍﻫﻦ ﺳﺒﻊ ﺳﻤﺎﻭﺍﺕ {
ﻓﺨﻠﻘﻬﺎ ﻭﺃﺣﻜﻤﻬﺎ , ﻭﺃﺗﻘﻨﻬﺎ , } ﻭﻫﻮ ﺑﻜﻞ
ﺷﻲﺀ ﻋﻠﻴﻢ { ﻓـ } ﻳﻌﻠﻢ ﻣﺎ ﻳﻠﺞ ﻓﻲ
ﺍﻷﺭﺽ ﻭﻣﺎ ﻳﺨﺮﺝ ﻣﻨﻬﺎ ﻭﻣﺎ ﻳﻨﺰﻝ ﻣﻦ
ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻭﻣﺎ ﻳﻌﺮﺝ ﻓﻴﻬﺎ { ﻭ } ﻳَﻌْﻠَﻢُ ﻣَﺎ
ﺗُﺴِﺮُّﻭﻥَ ﻭَﻣَﺎ ﺗُﻌْﻠِﻨُﻮﻥَ { ﻳﻌﻠﻢ ﺍﻟﺴﺮ
ﻭﺃﺧﻔﻰ .
ﻭﻛﺜﻴﺮﺍ ﻣﺎ ﻳﻘﺮﻥ ﺑﻴﻦ ﺧﻠﻘﻪ ﻟﻠﺨﻠﻖ
ﻭﺇﺛﺒﺎﺕ ﻋﻠﻤﻪ ﻛﻤﺎ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻳﺔ , ﻭﻛﻤﺎ
ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ : } ﺃَﻟَﺎ ﻳَﻌْﻠَﻢُ ﻣَﻦْ ﺧَﻠَﻖَ
ﻭَﻫُﻮَ ﺍﻟﻠَّﻄِﻴﻒُ ﺍﻟْﺨَﺒِﻴﺮُ { ﻷﻥ ﺧﻠﻘﻪ
ﻟﻠﻤﺨﻠﻮﻗﺎﺕ , ﺃﺩﻝ ﺩﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﻋﻠﻤﻪ ,
ﻭﺣﻜﻤﺘﻪ , ﻭﻗﺪﺭﺗﻪ.
} 30 - 34 { } ﻭَﺇِﺫْ ﻗَﺎﻝَ ﺭَﺑُّﻚَ ﻟِﻠْﻤَﻠَﺎﺋِﻜَﺔِ ﺇِﻧِّﻲ
ﺟَﺎﻋِﻞٌ ﻓِﻲ ﺍﻟْﺄَﺭْﺽِ ﺧَﻠِﻴﻔَﺔً ﻗَﺎﻟُﻮﺍ ﺃَﺗَﺠْﻌَﻞُ ﻓِﻴﻬَﺎ
ﻣَﻦْ ﻳُﻔْﺴِﺪُ ﻓِﻴﻬَﺎ ﻭَﻳَﺴْﻔِﻚُ ﺍﻟﺪِّﻣَﺎﺀَ ﻭَﻧَﺤْﻦُ
ﻧُﺴَﺒِّﺢُ ﺑِﺤَﻤْﺪِﻙَ ﻭَﻧُﻘَﺪِّﺱُ ﻟَﻚَ ﻗَﺎﻝَ ﺇِﻧِّﻲ ﺃَﻋْﻠَﻢُ
ﻣَﺎ ﻟَﺎ ﺗَﻌْﻠَﻤُﻮﻥَ * ﻭَﻋَﻠَّﻢَ ﺁﺩَﻡَ ﺍﻟْﺄَﺳْﻤَﺎﺀَ ﻛُﻠَّﻬَﺎ ﺛُﻢَّ
ﻋَﺮَﺿَﻬُﻢْ ﻋَﻠَﻰ ﺍﻟْﻤَﻠَﺎﺋِﻜَﺔِ ﻓَﻘَﺎﻝَ ﺃَﻧْﺒِﺌُﻮﻧِﻲ
ﺑِﺄَﺳْﻤَﺎﺀِ ﻫَﺆُﻟَﺎﺀِ ﺇِﻥْ ﻛُﻨْﺘُﻢْ ﺻَﺎﺩِﻗِﻴﻦَ * ﻗَﺎﻟُﻮﺍ
ﺳُﺒْﺤَﺎﻧَﻚَ ﻟَﺎ ﻋِﻠْﻢَ ﻟَﻨَﺎ ﺇِﻟَّﺎ ﻣَﺎ ﻋَﻠَّﻤْﺘَﻨَﺎ ﺇِﻧَّﻚَ ﺃَﻧْﺖَ
ﺍﻟْﻌَﻠِﻴﻢُ ﺍﻟْﺤَﻜِﻴﻢُ * ﻗَﺎﻝَ ﻳَﺎ ﺁﺩَﻡُ ﺃَﻧْﺒِﺌْﻬُﻢْ
ﺑِﺄَﺳْﻤَﺎﺋِﻬِﻢْ ﻓَﻠَﻤَّﺎ ﺃَﻧْﺒَﺄَﻫُﻢْ ﺑِﺄَﺳْﻤَﺎﺋِﻬِﻢْ ﻗَﺎﻝَ ﺃَﻟَﻢْ
ﺃَﻗُﻞْ ﻟَﻜُﻢْ ﺇِﻧِّﻲ ﺃَﻋْﻠَﻢُ ﻏَﻴْﺐَ ﺍﻟﺴَّﻤَﺎﻭَﺍﺕِ
ﻭَﺍﻟْﺄَﺭْﺽِ ﻭَﺃَﻋْﻠَﻢُ ﻣَﺎ ﺗُﺒْﺪُﻭﻥَ ﻭَﻣَﺎ ﻛُﻨْﺘُﻢْ
ﺗَﻜْﺘُﻤُﻮﻥَ * ﻭَﺇِﺫْ ﻗُﻠْﻨَﺎ ﻟِﻠْﻤَﻠَﺎﺋِﻜَﺔِ ﺍﺳْﺠُﺪُﻭﺍ ﻟِﺂﺩَﻡَ
ﻓَﺴَﺠَﺪُﻭﺍ ﺇِﻟَّﺎ ﺇِﺑْﻠِﻴﺲَ ﺃَﺑَﻰ ﻭَﺍﺳْﺘَﻜْﺒَﺮَ ﻭَﻛَﺎﻥَ ﻣِﻦَ
ﺍﻟْﻜَﺎﻓِﺮِﻳﻦَ {
ﻫﺬﺍ ﺷﺮﻭﻉ ﻓﻲ ﺫﻛﺮ ﻓﻀﻞ ﺁﺩﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ
ﺃﺑﻲ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺣﻴﻦ ﺃﺭﺍﺩ ﺧﻠﻘﻪ ﺃﺧﺒﺮ
ﺍﻟﻤﻼﺋﻜﺔ ﺑﺬﻟﻚ , ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﺴﺘﺨﻠﻔﻪ ﻓﻲ
ﺍﻷﺭﺽ.
ﻓﻘﺎﻟﺖ ﺍﻟﻤﻼﺋﻜﺔ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﺴﻼﻡ: } ﺃَﺗَﺠْﻌَﻞُ
ﻓِﻴﻬَﺎ ﻣَﻦْ ﻳُﻔْﺴِﺪُ ﻓِﻴﻬَﺎ { ﺑﺎﻟﻤﻌﺎﺻﻲ
} ﻭَﻳَﺴْﻔِﻚُ ﺍﻟﺪِّﻣَﺎﺀَ { ]ﻭ [ ﻫﺬﺍ ﺗﺨﺼﻴﺺ ﺑﻌﺪ
ﺗﻌﻤﻴﻢ , ﻟﺒﻴﺎﻥ ] ﺷﺪﺓ [ ﻣﻔﺴﺪﺓ ﺍﻟﻘﺘﻞ، ﻭﻫﺬﺍ
ﺑﺤﺴﺐ ﻇﻨﻬﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﺍﻟﻤﺠﻌﻮﻝ ﻓﻲ
ﺍﻷﺭﺽ ﺳﻴﺤﺪﺙ ﻣﻨﻪ ﺫﻟﻚ , ﻓﻨﺰﻫﻮﺍ ﺍﻟﺒﺎﺭﻱ
ﻋﻦ ﺫﻟﻚ , ﻭﻋﻈﻤﻮﻩ , ﻭﺃﺧﺒﺮﻭﺍ ﺃﻧﻬﻢ ﻗﺎﺋﻤﻮﻥ
ﺑﻌﺒﺎﺩﺓ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﺧﺎﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻔﺴﺪﺓ
ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ : } ﻭَﻧَﺤْﻦُ ﻧُﺴَﺒِّﺢُ ﺑِﺤَﻤْﺪِﻙَ { ﺃﻱ:
ﻧﻨﺰﻫﻚ ﺍﻟﺘﻨﺰﻳﻪ ﺍﻟﻼﺋﻖ ﺑﺤﻤﺪﻙ ﻭﺟﻼﻟﻚ،
} ﻭَﻧُﻘَﺪِّﺱُ ﻟَﻚَ { ﻳﺤﺘﻤﻞ ﺃﻥ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ:
ﻭﻧﻘﺪﺳﻚ , ﻓﺘﻜﻮﻥ ﺍﻟﻼﻡ ﻣﻔﻴﺪﺓ ﻟﻠﺘﺨﺼﻴﺺ
ﻭﺍﻹﺧﻼﺹ، ﻭﻳﺤﺘﻤﻞ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ : ﻭﻧﻘﺪﺱ ﻟﻚ
ﺃﻧﻔﺴﻨﺎ، ﺃﻱ: ﻧﻄﻬﺮﻫﺎ ﺑﺎﻷﺧﻼﻕ ﺍﻟﺠﻤﻴﻠﺔ ,
ﻛﻤﺤﺒﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺧﺸﻴﺘﻪ ﻭﺗﻌﻈﻴﻤﻪ , ﻭﻧﻄﻬﺮﻫﺎ
ﻣﻦ ﺍﻷﺧﻼﻕ ﺍﻟﺮﺫﻳﻠﺔ .
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻟﻠﻤﻼﺋﻜﺔ : } ﺇِﻧِّﻲ ﺃَﻋْﻠَﻢُ { ﻣﻦ
ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ } ﻣَﺎ ﻟَﺎ ﺗَﻌْﻠَﻤُﻮﻥَ { ؛ ﻷﻥ
ﻛﻼﻣﻜﻢ ﺑﺤﺴﺐ ﻣﺎ ﻇﻨﻨﺘﻢ , ﻭﺃﻧﺎ ﻋﺎﻟﻢ
ﺑﺎﻟﻈﻮﺍﻫﺮ ﻭﺍﻟﺴﺮﺍﺋﺮ , ﻭﺃﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﺨﻴﺮ
ﺍﻟﺤﺎﺻﻞ ﺑﺨﻠﻖ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ , ﺃﺿﻌﺎﻑ
ﺃﺿﻌﺎﻑ ﻣﺎ ﻓﻲ ﺿﻤﻦ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺮ ﻓﻠﻮ ﻟﻢ
ﻳﻜﻦ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ , ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺃﺭﺍﺩ ﺃﻥ
ﻳﺠﺘﺒﻲ ﻣﻨﻬﻢ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﻭﺍﻟﺼﺪﻳﻘﻴﻦ ,
ﻭﺍﻟﺸﻬﺪﺍﺀ ﻭﺍﻟﺼﺎﻟﺤﻴﻦ , ﻭﻟﺘﻈﻬﺮ ﺁﻳﺎﺗﻪ
ﻟﻠﺨﻠﻖ , ﻭﻳﺤﺼﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺒﻮﺩﻳﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻢ
ﺗﻜﻦ ﺗﺤﺼﻞ ﺑﺪﻭﻥ ﺧﻠﻖ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ,
ﻛﺎﻟﺠﻬﺎﺩ ﻭﻏﻴﺮﻩ , ﻭﻟﻴﻈﻬﺮ ﻣﺎ ﻛﻤﻦ ﻓﻲ ﻏﺮﺍﺋﺰ
ﺑﻨﻲ ﺁﺩﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﻭﺍﻟﺸﺮ ﺑﺎﻻﻣﺘﺤﺎﻥ ,
ﻭﻟﻴﺘﺒﻴﻦ ﻋﺪﻭﻩ ﻣﻦ ﻭﻟﻴﻪ , ﻭﺣﺰﺑﻪ ﻣﻦ ﺣﺮﺑﻪ ,
ﻭﻟﻴﻈﻬﺮ ﻣﺎ ﻛﻤﻦ ﻓﻲ ﻧﻔﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺮ
ﺍﻟﺬﻱ ﺍﻧﻄﻮﻯ ﻋﻠﻴﻪ , ﻭﺍﺗﺼﻒ ﺑﻪ , ﻓﻬﺬﻩ ﺣﻜﻢ
ﻋﻈﻴﻤﺔ , ﻳﻜﻔﻲ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ .
ﺛﻢ ﻟﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻗﻮﻝ ﺍﻟﻤﻼﺋﻜﺔ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﺴﻼﻡ ,
ﻓﻴﻪ ﺇﺷﺎﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﻓﻀﻠﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﺍﻟﺬﻱ
ﻳﺠﻌﻠﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ , ﺃﺭﺍﺩ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ , ﺃﻥ
ﻳﺒﻴﻦ ﻟﻬﻢ ﻣﻦ ﻓﻀﻞ ﺁﺩﻡ , ﻣﺎ ﻳﻌﺮﻓﻮﻥ ﺑﻪ
ﻓﻀﻠﻪ , ﻭﻛﻤﺎﻝ ﺣﻜﻤﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻋﻠﻤﻪ ﻓـ } ﻋَﻠَّﻢَ
ﺁﺩَﻡَ ﺍﻟْﺄَﺳْﻤَﺎﺀَ ﻛُﻠَّﻬَﺎ { ﺃﻱ : ﺃﺳﻤﺎﺀ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ,
ﻭﻣﺎ ﻫﻮ ﻣﺴﻤﻰ ﺑﻬﺎ، ﻓﻌﻠﻤﻪ ﺍﻻﺳﻢ
ﻭﺍﻟﻤﺴﻤﻰ , ﺃﻱ: ﺍﻷﻟﻔﺎﻅ ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﻧﻲ , ﺣﺘﻰ
ﺍﻟﻤﻜﺒﺮ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﻤﺎﺀ ﻛﺎﻟﻘﺼﻌﺔ، ﻭﺍﻟﻤﺼﻐﺮ
ﻛﺎﻟﻘﺼﻴﻌﺔ .
} ﺛُﻢَّ ﻋَﺮَﺿَﻬُﻢْ { ﺃﻱ: ﻋﺮﺽ ﺍﻟﻤﺴﻤﻴﺎﺕ
} ﻋَﻠَﻰ ﺍﻟْﻤَﻠَﺎﺋِﻜَﺔِ { ﺍﻣﺘﺤﺎﻧﺎ ﻟﻬﻢ , ﻫﻞ
ﻳﻌﺮﻓﻮﻧﻬﺎ ﺃﻡ ﻻ؟.
} ﻓَﻘَﺎﻝَ ﺃَﻧْﺒِﺌُﻮﻧِﻲ ﺑِﺄَﺳْﻤَﺎﺀِ ﻫَﺆُﻟَﺎﺀِ ﺇِﻥْ ﻛُﻨْﺘُﻢْ
ﺻَﺎﺩِﻗِﻴﻦَ { ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻜﻢ ﻭﻇﻨﻜﻢ , ﺃﻧﻜﻢ ﺃﻓﻀﻞ
ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ .
} ﻗَﺎﻟُﻮﺍ ﺳُﺒْﺤَﺎﻧَﻚَ { ﺃﻱ: ﻧﻨﺰﻫﻚ ﻣﻦ
ﺍﻻﻋﺘﺮﺍﺽ ﻣﻨﺎ ﻋﻠﻴﻚ , ﻭﻣﺨﺎﻟﻔﺔ ﺃﻣﺮﻙ . } ﻟَﺎ
ﻋِﻠْﻢَ ﻟَﻨَﺎ { ﺑﻮﺟﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺟﻮﻩ } ﺇِﻟَّﺎ ﻣَﺎ ﻋَﻠَّﻤْﺘَﻨَﺎ
{ ﺇﻳﺎﻩ , ﻓﻀﻼ ﻣﻨﻚ ﻭﺟﻮﺩﺍ، } ﺇِﻧَّﻚَ ﺃَﻧْﺖَ
ﺍﻟْﻌَﻠِﻴﻢُ ﺍﻟْﺤَﻜِﻴﻢُ { ﺍﻟﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺣﺎﻁ ﻋﻠﻤﺎ
ﺑﻜﻞ ﺷﻲﺀ , ﻓﻼ ﻳﻐﻴﺐ ﻋﻨﻪ ﻭﻻ ﻳﻌﺰﺏ
ﻣﺜﻘﺎﻝ ﺫﺭﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﺍﺕ ﻭﺍﻷﺭﺽ , ﻭﻻ
ﺃﺻﻐﺮ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻭﻻ ﺃﻛﺒﺮ.
ﺍﻟﺤﻜﻴﻢ: ﻣﻦ ﻟﻪ ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﺘﺎﻣﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ
ﻳﺨﺮﺝ ﻋﻨﻬﺎ ﻣﺨﻠﻮﻕ , ﻭﻻ ﻳﺸﺬ ﻋﻨﻬﺎ ﻣﺄﻣﻮﺭ،
ﻓﻤﺎ ﺧﻠﻖ ﺷﻴﺌﺎ ﺇﻻ ﻟﺤﻜﻤﺔ: ﻭﻻ ﺃﻣﺮ ﺑﺸﻲﺀ
ﺇﻻ ﻟﺤﻜﻤﺔ، ﻭﺍﻟﺤﻜﻤﺔ : ﻭﺿﻊ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﻓﻲ
ﻣﻮﺿﻌﻪ ﺍﻟﻼﺋﻖ ﺑﻪ، ﻓﺄﻗﺮﻭﺍ , ﻭﺍﻋﺘﺮﻓﻮﺍ ﺑﻌﻠﻢ
ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺣﻜﻤﺘﻪ , ﻭﻗﺼﻮﺭﻫﻢ ﻋﻦ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺃﺩﻧﻰ
ﺷﻲﺀ، ﻭﺍﻋﺘﺮﺍﻓﻬﻢ ﺑﻔﻀﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ ;
ﻭﺗﻌﻠﻴﻤﻪ ﺇﻳﺎﻫﻢ ﻣﺎ ﻻ ﻳﻌﻠﻤﻮﻥ .
ﻓﺤﻴﻨﺌﺬ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ: } ﻳَﺎ ﺁﺩَﻡُ ﺃَﻧْﺒِﺌْﻬُﻢْ
ﺑِﺄَﺳْﻤَﺎﺋِﻬِﻢْ { ﺃﻱ: ﺃﺳﻤﺎﺀ ﺍﻟﻤﺴﻤﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ
ﻋﺮﺿﻬﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻼﺋﻜﺔ ; ﻓﻌﺠﺰﻭﺍ ﻋﻨﻬﺎ،
} ﻓَﻠَﻤَّﺎ ﺃَﻧْﺒَﺄَﻫُﻢْ ﺑِﺄَﺳْﻤَﺎﺋِﻬِﻢْ { ﺗﺒﻴﻦ ﻟﻠﻤﻼﺋﻜﺔ
ﻓﻀﻞ ﺁﺩﻡ ﻋﻠﻴﻬﻢ ; ﻭﺣﻜﻤﺔ ﺍﻟﺒﺎﺭﻱ ﻭﻋﻠﻤﻪ
ﻓﻲ ﺍﺳﺘﺨﻼﻑ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ، } ﻗَﺎﻝَ ﺃَﻟَﻢْ ﺃَﻗُﻞْ
ﻟَﻜُﻢْ ﺇِﻧِّﻲ ﺃَﻋْﻠَﻢُ ﻏَﻴْﺐَ ﺍﻟﺴَّﻤَﺎﻭَﺍﺕِ ﻭَﺍﻟْﺄَﺭْﺽِ {
ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﻏﺎﺏ ﻋﻨﺎ ; ﻓﻠﻢ ﻧﺸﺎﻫﺪﻩ، ﻓﺈﺫﺍ ﻛﺎﻥ
ﻋﺎﻟﻤﺎ ﺑﺎﻟﻐﻴﺐ ; ﻓﺎﻟﺸﻬﺎﺩﺓ ﻣﻦ ﺑﺎﺏ ﺃﻭﻟﻰ،
} ﻭَﺃَﻋْﻠَﻢُ ﻣَﺎ ﺗُﺒْﺪُﻭﻥَ { ﺃﻱ: ﺗﻈﻬﺮﻭﻥ } ﻭَﻣَﺎ
ﻛُﻨْﺘُﻢْ ﺗَﻜْﺘُﻤُﻮﻥَ {
ﺛﻢ ﺃﻣﺮﻫﻢ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺑﺎﻟﺴﺠﻮﺩ ﻵﺩﻡ ; ﺇﻛﺮﺍﻣﺎ ﻟﻪ
ﻭﺗﻌﻈﻴﻤﺎ ; ﻭﻋﺒﻮﺩﻳﺔ ﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ، ﻓﺎﻣﺘﺜﻠﻮﺍ ﺃﻣﺮ
ﺍﻟﻠﻪ ; ﻭﺑﺎﺩﺭﻭﺍ ﻛﻠﻬﻢ ﺑﺎﻟﺴﺠﻮﺩ، } ﺇِﻟَّﺎ ﺇِﺑْﻠِﻴﺲَ
ﺃَﺑَﻰ { ﺍﻣﺘﻨﻊ ﻋﻦ ﺍﻟﺴﺠﻮﺩ ; ﻭﺍﺳﺘﻜﺒﺮ ﻋﻦ ﺃﻣﺮ
ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻋﻠﻰ ﺁﺩﻡ، ﻗﺎﻝ : } ﺃَﺃَﺳْﺠُﺪُ ﻟِﻤَﻦْ ﺧَﻠَﻘْﺖَ
ﻃِﻴﻨًﺎ { ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻹﺑﺎﺀ ﻣﻨﻪ ﻭﺍ
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://plus.google.com/app/basic/111256749054740632836
ابوهزاع الدقنسابي
المدير العام
المدير العام
ابوهزاع الدقنسابي


عدد المساهمات : 890
نقاط : 5127
مرسئ : 0
تاريخ التسجيل : 26/08/2013
الموقع : شبكة منتديات القريه عشرين
العمل/الترفيه : المدير العام

2/ تفسير سورة البقره من الايه 26_57  Empty
مُساهمةموضوع: رد: 2/ تفسير سورة البقره من الايه 26_57    2/ تفسير سورة البقره من الايه 26_57  Emptyالجمعة أبريل 11, 2014 11:30 am

نواصل
_______
امتنع عن السجود; واستكبر عن أمر الله وعلى آدم، قال: { أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا } وهذا الإباء منه والاستكبار; نتيجة الكفر الذي هو منطو عليه; فتبينت حينئذ عداوته لله ولآدم وكفره واستكباره.

وفي هذه الآيات من العبر والآيات; إثبات الكلام لله تعالى; وأنه لم يزل متكلما; يقول ما شاء; ويتكلم بما شاء; وأنه عليم حكيم، وفيه أن العبد إذا خفيت عليه حكمة الله في بعض المخلوقات والمأمورات فالوجب عليه; التسليم; واتهام عقله; والإقرار لله بالحكمة، وفيه اعتناء الله بشأن الملائكة; وإحسانه بهم; بتعليمهم ما جهلوا; وتنبيههم على ما لم يعلموه.

وفيه فضيلة العلم من وجوه:

منها: أن الله تعرف لملائكته; بعلمه وحكمته ، ومنها: أن الله عرفهم فضل آدم بالعلم; وأنه أفضل صفة تكون في العبد، ومنها: أن الله أمرهم بالسجود لآدم; إكراما له; لما بان فضل علمه، ومنها: أن الامتحان للغير; إذا عجزوا عما امتحنوا به; ثم عرفه صاحب الفضيلة; فهو أكمل مما عرفه ابتداء، ومنها: الاعتبار بحال أبوي الإنس والجن; وبيان فضل آدم; وأفضال الله عليه; وعداوة إبليس له; إلى غير ذلك من العبر.

{ 35 - 36 } { وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ * فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ }

لما خلق الله آدم وفضله; أتم نعمته عليه; بأن خلق منه زوجة ليسكن إليها; ويستأنس بها; وأمرهما بسكنى الجنة; والأكل منها رغدا; أي: واسعا هنيئا، { حَيْثُ شِئْتُمَا } أي: من أصناف الثمار والفواكه; وقال الله له: { إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَى وَأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَى }

{ وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ } نوع من أنواع شجر الجنة; الله أعلم بها، وإنما نهاهما عنها امتحانا وابتلاء [أو لحكمة غير معلومة لنا] { فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ } دل على أن النهي للتحريم; لأنه رتب عليه الظلم.

فلم يزل عدوهما يوسوس لهما ويزين لهما تناول ما نهيا عنه; حتى أزلهما، أي: حملهما على الزلل بتزيينه. { وَقَاسَمَهُمَا } بالله { إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ } فاغترا به وأطاعاه; فأخرجهما مما كانا فيه من النعيم والرغد; وأهبطوا إلى دار التعب والنصب والمجاهدة.

{ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ } أي: آدم وذريته; أعداء لإبليس وذريته، ومن المعلوم أن العدو; يجد ويجتهد في ضرر عدوه وإيصال الشر إليه بكل طريق; وحرمانه الخير بكل طريق، ففي ضمن هذا, تحذير بني آدم من الشيطان كما قال تعالى { إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ } { أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا }

ثم ذكر منتهى الإهباط إلى الأرض، فقال: { وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ } أي: مسكن وقرار، { وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ } انقضاء آجالكم, ثم تنتقلون منها للدار التي خلقتم لها, وخلقت لكم، ففيها أن مدة هذه الحياة, مؤقتة عارضة, ليست مسكنا حقيقيا, وإنما هي معبر يتزود منها لتلك الدار, ولا تعمر للاستقرار.

{ 37 } { فَتَلَقَّى آدَمُ }

{ فَتَلَقَّى آدَمُ } أي: تلقف وتلقن, وألهمه الله { مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ } وهي قوله: { رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا } الآية، فاعترف بذنبه وسأل الله مغفرته { فَتَابَ } الله { عَلَيْهِ } ورحمه { إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ } لمن تاب إليه وأناب.

وتوبته نوعان: توفيقه أولا, ثم قبوله للتوبة إذا اجتمعت شروطها ثانيا.

{ الرَّحِيمِ } بعباده, ومن رحمته بهم, أن وفقهم للتوبة, وعفا عنهم وصفح.

{ 38 - 39 } { قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ }

كرر الإهباط, ليرتب عليه ما ذكر وهو قوله: { فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى } أي: أيَّ وقت وزمان جاءكم مني -يا معشر الثقلين- هدى, أي: رسول وكتاب يهديكم لما يقربكم مني, ويدنيكم مني; ويدنيكم من رضائي، { فمن تبع هداي } منكم, بأن آمن برسلي وكتبي, واهتدى بهم, وذلك بتصديق جميع أخبار الرسل والكتب, والامتثال للأمر والاجتناب للنهي، { فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ }

وفي الآية الأخرى: { فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى }

فرتب على اتباع هداه أربعة أشياء:

نفي الخوف والحزن والفرق بينهما, أن المكروه إن كان قد مضى, أحدث الحزن, وإن كان منتظرا, أحدث الخوف، فنفاهما عمن اتبع هداه وإذا انتفيا, حصل ضدهما, وهو الأمن التام، وكذلك نفي الضلال والشقاء عمن اتبع هداه وإذا انتفيا ثبت ضدهما، وهو الهدى والسعادة، فمن اتبع هداه, حصل له الأمن والسعادة الدنيوية والأخروية والهدى، وانتفى عنه كل مكروه, من الخوف, والحزن, والضلال, والشقاء، فحصل له المرغوب, واندفع عنه المرهوب، وهذا عكس من لم يتبع هداه, فكفر به, وكذب بآياته.

فـ { أولئك أصحاب النار } أي: الملازمون لها, ملازمة الصاحب لصاحبه, والغريم لغريمه، { هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ } لا يخرجون منها، ولا يفتر عنهم العذاب ولا هم ينصرون.

وفي هذه الآيات وما أشبهها, انقسام الخلق من الجن والإنس, إلى أهل السعادة, وأهل الشقاوة, وفيها صفات الفريقين والأعمال الموجبة لذلك، وأن الجن كالإنس في الثواب والعقاب, كما أنهم مثلهم, في الأمر والنهي.

ثم شرع تعالى يذكِّر بني إسرائيل نعمه عليهم وإحسانه فقال:

{ 40 - 43 } { يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ * وَآمِنُوا بِمَا أَنْزَلْتُ مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ وَلَا تَكُونُوا أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ * وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ * وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ }

{ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ } المراد بإسرائيل: يعقوب عليه السلام، والخطاب مع فرق بني إسرائيل, الذين بالمدينة وما حولها, ويدخل فيهم من أتى من بعدهم, فأمرهم بأمر عام، فقال: { اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ } وهو يشمل سائر النعم التي سيذكر في هذه السورة بعضها، والمراد بذكرها بالقلب اعترافا, وباللسان ثناء, وبالجوارح باستعمالها فيما يحبه ويرضيه.

{ وَأَوْفُوا بِعَهْدِي } وهو ما عهده إليهم من الإيمان به, وبرسله وإقامة شرعه.

{ أُوفِ بِعَهْدِكُمْ } وهو المجازاة على ذلك.

والمراد بذلك: ما ذكره الله في قوله: { وَلَقَدْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَبَعَثْنَا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا وَقَالَ اللَّهُ إِنِّي مَعَكُمْ لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلَاةَ [وَآتَيْتُمُ الزَّكَاةَ وَآمَنْتُمْ بِرُسُلِي] } إلى قوله: { فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ }

ثم أمرهم بالسبب الحامل لهم على الوفاء بعهده, وهو الرهبة منه تعالى, وخشيته وحده, فإن مَنْ خشِيَه أوجبت له خشيته امتثال أمره واجتناب نهيه.

ثم أمرهم بالأمر الخاص, الذي لا يتم إيمانهم, ولا يصح إلا به فقال: { وَآمِنُوا بِمَا أَنْزَلْتُ } وهو القرآن الذي أنزله على عبده ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم، فأمرهم بالإيمان به, واتباعه, ويستلزم ذلك, الإيمان بمن أنزل عليه، وذكر الداعي لإيمانهم به، فقال: { مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ } أي: موافقا له لا مخالفا ولا مناقضا، فإذا كان موافقا لما معكم من الكتب, غير مخالف لها; فلا مانع لكم من الإيمان به, لأنه جاء بما جاءت به المرسلون, فأنتم أولى من آمن به وصدق به, لكونكم أهل الكتب والعلم.

وأيضا فإن في قوله: { مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ } إشارة إلى أنكم إن لم تؤمنوا به, عاد ذلك عليكم, بتكذيب ما معكم, لأن ما جاء به هو الذي جاء به موسى وعيسى وغيرهما من الأنبياء، فتكذيبكم له تكذيب لما معكم.

وأيضا, فإن في الكتب التي بأيدكم, صفة هذا النبي الذي جاء بهذا القرآن والبشارة به، فإن لم تؤمنوا به, كذبتم ببعض ما أنزل إليكم, ومن كذب ببعض ما أنزل إليه, فقد كذب بجميعه، كما أن من كفر برسول, فقد كذب الرسل جميعهم.

فلما أمرهم بالإيمان به, نهاهم وحذرهم من ضده وهو الكفر به فقال: { وَلَا تَكُونُوا أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ } أي: بالرسول والقرآن.

وفي قوله: { أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ } أبلغ من قوله: { ولا تكفروا به } لأنهم إذا كانوا أول كافر به, كان فيه مبادرتهم إلى الكفر به, عكس ما ينبغي منهم, وصار عليهم إثمهم وإثم من اقتدى بهم من بعدهم.

ثم ذكر المانع لهم من الإيمان, وهو اختيار العرض الأدنى على السعادة الأبدية، فقال: { وَلَا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا } وهو ما يحصل لهم من المناصب والمآكل, التي يتوهمون انقطاعها, إن آمنوا بالله ورسوله, فاشتروها بآيات الله واستحبوها, وآثروها.

{ وَإِيَّايَ } أي: لا غيري { فَاتَّقُونِ } فإنكم إذا اتقيتم الله وحده, أوجبت لكم تقواه, تقديم الإيمان بآياته على الثمن القليل، كما أنكم إذا اخترتم الثمن القليل, فهو دليل على ترحل التقوى من قلوبكم.

ثم قال: { وَلَا تَلْبِسُوا } أي: تخلطوا { الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ } فنهاهم عن شيئين, عن خلط الحق بالباطل, وكتمان الحق؛ لأن المقصود من أهل الكتب والعلم, تمييز الحق, وإظهار الحق, ليهتدي بذلك المهتدون, ويرجع الضالون, وتقوم الحجة على المعاندين؛ لأن الله فصل آياته وأوضح بيناته, ليميز الحق من الباطل, ولتستبين سبيل المهتدين من سبيل المجرمين، فمن عمل بهذا من أهل العلم, فهو من خلفاء الرسل وهداة الأمم.

ومن لبس الحق بالباطل, فلم يميز هذا من هذا, مع علمه بذلك, وكتم الحق الذي يعلمه, وأمر بإظهاره, فهو من دعاة جهنم, لأن الناس لا يقتدون في أمر دينهم بغير علمائهم, فاختاروا لأنفسكم إحدى الحالتين.

ثم قال: { وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ } أي: ظاهرا وباطنا { وَآتُوا الزَّكَاةَ } مستحقيها، { وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ } أي: صلوا مع المصلين، فإنكم إذا فعلتم ذلك مع الإيمان برسل الله وآيات الله, فقد جمعتم بين الأعمال الظاهرة والباطنة, وبين الإخلاص للمعبود, والإحسان إلى عبيده، وبين العبادات القلبية البدنية والمالية.

وقوله: { وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ } أي: صلوا مع المصلين, ففيه الأمر بالجماعة للصلاة ووجوبها، وفيه أن الركوع ركن من أركان الصلاة لأنه عبّر عن الصلاة بالركوع، والتعبير عن العبادة بجزئها يدل على فرضيته فيها.

{ 44 } { أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ }

{ أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ } أي: بالإيمان والخير { وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ } أي: تتركونها عن أمرها بذلك، والحال: { وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ } وأسمى العقل عقلا لأنه يعقل به ما ينفعه من الخير, وينعقل به عما يضره، وذلك أن العقل يحث صاحبه أن يكون أول فاعل لما يأمر به, وأول تارك لما ينهى عنه، فمن أمر غيره بالخير ولم يفعله, أو نهاه عن الشر فلم يتركه, دل على عدم عقله وجهله, خصوصا إذا كان عالما بذلك, قد قامت عليه الحجة.

وهذه الآية, وإن كانت نزلت في سبب بني إسرائيل, فهي عامة لكل أحد لقوله تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ } وليس في الآية أن الإنسان إذا لم يقم بما أمر به أنه يترك الأمر بالمعروف, والنهي عن المنكر, لأنها دلت على التوبيخ بالنسبة إلى الواجبين، وإلا فمن المعلوم أن على الإنسان واجبين: أمر غيره ونهيه, وأمر نفسه ونهيها، فترك أحدهما, لا يكون رخصة في ترك الآخر، فإن الكمال أن يقوم الإنسان بالواجبين, والنقص الكامل أن يتركهما، وأما قيامه بأحدهما دون الآخر, فليس في رتبة الأول, وهو دون الأخير، وأيضا فإن النفوس مجبولة على عدم الانقياد لمن يخالف قوله فعله، فاقتداؤهم بالأفعال أبلغ من اقتدائهم بالأقوال المجردة.

{ 45 - 48 } { وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ * الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ * وَاتَّقُوا يَوْمًا لَا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلَا يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ }

أمرهم الله أن يستعينوا في أمورهم كلها بالصبر بجميع أنواعه، وهو الصبر على طاعة الله حتى يؤديها، والصبر عن معصية الله حتى يتركها, والصبر على أقدار الله المؤلمة فلا يتسخطها، فبالصبر وحبس النفس على ما أمر الله بالصبر عليه معونة عظيمة على كل أمر من الأمور, ومن يتصبر يصبره الله، وكذلك الصلاة التي هي ميزان الإيمان, وتنهى عن الفحشاء والمنكر, يستعان بها على كل أمر من الأمور { وَإِنَّهَا } أي: الصلاة { لَكَبِيرَةٌ } أي: شاقة { إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ } فإنها سهلة عليهم خفيفة؛ لأن الخشوع, وخشية الله, ورجاء ما عنده يوجب له فعلها, منشرحا صدره لترقبه للثواب, وخشيته من العقاب، بخلاف من لم يكن كذلك, فإنه لا داعي له يدعوه إليها, وإذا فعلها صارت من أثقل الأشياء عليه.

والخشوع هو: خضوع القلب وطمأنينته, وسكونه لله تعالى, وانكساره بين يديه, ذلا وافتقارا, وإيمانا به وبلقائه.

ولهذا قال: { الَّذِينَ يَظُنُّونَ } أي: يستيقنون { أَنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ } فيجازيهم بأعمالهم { وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ } فهذا الذي خفف عليهم العبادات وأوجب لهم التسلي في المصيبات, ونفس عنهم الكربات, وزجرهم عن فعل السيئات، فهؤلاء لهم النعيم المقيم في الغرفات العاليات، وأما من لم يؤمن بلقاء ربه, كانت الصلاة وغيرها من العبادات من أشق شيء عليه.

ثم كرر على بني إسرائيل التذكير بنعمته, وعظا لهم, وتحذيرا وحثا.

وخوفهم بيوم القيامة الذي { لَا تَجْزِي } فيه، أي: لا تغني { نَفْسٌ } ولو كانت من الأنفس الكريمة كالأنبياء والصالحين { عَنْ نَفْسٍ } ولو كانت من العشيرة الأقربين { شَيْئًا } لا كبيرا ولا صغيرا وإنما ينفع الإنسان عمله الذي قدمه.

{ وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا } أي: النفس, شفاعة لأحد بدون إذن الله ورضاه عن المشفوع له, ولا يرضى من العمل إلا ما أريد به وجهه، وكان على السبيل والسنة، { وَلَا يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ } أي: فداء { ولو أن للذين ظلموا ما في الأرض جميعا ومثله معه لافتدوا به من سوء العذاب } ولا يقبل منهم ذلك { وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ } أي: يدفع عنهم المكروه، فنفى الانتفاع من الخلق بوجه من الوجوه، فقوله: { لَا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا } هذا في تحصيل المنافع، { وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ } هذا في دفع المضار, فهذا النفي للأمر المستقل به النافع.

{ ولا يقبل منها شفاعة ولا يؤخذ منها عدل } هذا نفي للنفع الذي يطلب ممن يملكه بعوض, كالعدل, أو بغيره, كالشفاعة، فهذا يوجب للعبد أن ينقطع قلبه من التعلق بالمخلوقين, لعلمه أنهم لا يملكون له مثقال ذرة من النفع, وأن يعلقه بالله الذي يجلب المنافع, ويدفع المضار, فيعبده وحده لا شريك له ويستعينه على عبادته.

{ 49 - 57 } { وَإِذْ نَجَّيْنَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَلِكُمْ بَلَاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ * وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنْجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ * وَإِذْ وَاعَدْنَا مُوسَى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ * ثُمَّ عَفَوْنَا عَنْكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ * وَإِذْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَالْفُرْقَانَ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ * وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ * وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ * ثُمَّ بَعَثْنَاكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ * وَظَلَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْغَمَامَ وَأَنْزَلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ }

هذا شروع في تعداد نعمه على بني إسرائيل على وجه التفصيل فقال: { وَإِذْ نَجَّيْنَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ } أي: من فرعون وملئه وجنوده وكانوا قبل ذلك { يَسُومُونَكُمْ } أي: يولونهم ويستعملونهم، { سُوءَ الْعَذَابِ } أي: أشده بأن كانوا { يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ } خشية نموكم، { وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ } أي: فلا يقتلونهن، فأنتم بين قتيل ومذلل بالأعمال الشاقة، مستحيي على وجه المنة عليه والاستعلاء عليه فهذا غاية الإهانة، فمن الله عليهم بالنجاة التامة وإغراق عدوهم وهم ينظرون لتقر أعينهم.

{ وَفِي ذَلِكم } أي: الإنجاء { بَلَاءٌ } أي: إحسان { مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ } فهذا مما يوجب عليكم الشكر والقيام بأوامره.

ثم ذكر منته عليهم بوعده لموسى أربعين ليلة لينزل عليهم التوراة المتضمنة للنعم العظيمة والمصالح العميمة، ثم إنهم لم يصبروا قبل استكمال الميعاد حتى عبدوا العجل من بعده, أي: ذهابه.

{ وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ } عالمون بظلمكم, قد قامت عليكم الحجة, فهو أعظم جرما وأكبر إثما.

ثم إنه أمركم بالتوبة على لسان نبيه موسى بأن يقتل بعضكم بعضا فعفا الله عنكم بسبب ذلك { لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } الله.

{ وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً } وهذا غاية الظلم والجراءة على الله وعلى رسوله، { فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ } إما الموت أو الغشية العظيمة، { وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ } وقوع ذلك, كل ينظر إلى صاحبه، { ثُمَّ بَعَثْنَاكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ }

ثم ذكر نعمته عليكم في التيه والبرية الخالية من الظلال وسعة الأرزاق، فقال: { وَظَلَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْغَمَامَ وَأَنْزَلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ } وهو اسم جامع لكل رزق حسن يحصل بلا تعب، ومنه الزنجبيل والكمأة والخبز وغير ذلك.

{ وَالسَّلْوَى } طائر صغير يقال له السماني، طيب اللحم، فكان ينزل عليهم من المن والسلوى ما يكفيهم ويقيتهم { كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ } أي: رزقا لا يحصل نظيره لأهل المدن المترفهين, فلم يشكروا هذه النعمة, واستمروا على قساوة القلوب وكثرة الذنوب.

{ وَمَا ظَلَمُونَا } يعني بتلك الأفعال المخالفة لأوامرنا لأن الله لا تضره معصية العاصين, كما لا تنفعه طاعات الطائعين، { وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ } فيعود ضرره عليهم.


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://plus.google.com/app/basic/111256749054740632836
 
2/ تفسير سورة البقره من الايه 26_57
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» تفسير سورة البقره
» تفسير سورة البقرة من الايه 151حتى الايه 176
» تفسير سورة البقرة من الايه 79حتى الايه 100
» تفسير سورة البقرة من الايه 203 حتى 225
» تفسير سورة هود من الايه 50_83

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
عبق التواصل  :: المنتديات :: المنتدي الإسلامي :: القران والتفسير-
انتقل الى: