تجمعو في موسم الرحيل ... و الحزن يعمق جراحات اارحيل و الوداع .. سيودعون طير الكناري و الوزين و بلابل الدوح و
القمري فوق فووووق نخل الفريق
يبكي ويحن
نحمل رسائلنا و اشواقنا ل حبايبنا و للاهل
و للقاطعين الرسائل الاحلي من عسل النحل
ل ذات الضفائر الطايشة بين مجلس عشيرة و للاهل
بتسأل الدايرو
بلدنا ... حبايبنا ... وين سوق طيرهم
وجوج ف النخل
حليل ارض الجزائر و الطناببر الترن
تجمعو و القلب المفطور يحمله الصغير قبل الشيخ الوقور ... رجال ننقوري اصبح شاغلهم هم الرحيل المرغم
يتساءلون ... و ينجمون ...
يتخيلون القادم و عبق الماضي يعتصر افئدتهم ... و الفراق لتنقوري المكان و الزمان حتمي و لا خيارات حتي من جورج قرداحي الجميل الانيق
خيار واحد لا حوله استثناء و لا إستبدال ... النيل يبطئ في مسيره ... يقرا افكارهم و همومهم ... فقد ارضعتهم لبنا و نخيلا و أكندينا .. و زقزقة عصافير الجزيرة تتحول الي نغمات حزاينية ... اصبح الوداع يقينا ثقيلا عليهم و الفراق كابوسا يحوم حولهم ...
ما أشبه الليلة بالبارحة ... ولا اشبه البارحة ب ليلة الامس ... لاينامون ليلة و الوسادة خالية و جافة ... لا يستفيقون عمق الشخير ... بل اصبح النوم احلاما مزعجة مترعة بالخلعة و الخوف و الانين المندس ...
الونسات العذبة و مجلس الحوش الواسع و تلك آتية ساعة شاي اللبن المغيربي عند يويو أمنة ... تبدل
هم جالسون و خيم عليهم الصمت المبكي و الشرود المتقطع ... و نهم الحديث قد سكت
لا طعم لشاي .. و استجابة لسؤال ... و لا قول لحلول
... واجمون صامتون حائرون راجفون خائفون
كلمة و معني لم يخطر علي بالهم ابدا ... و لا حتي سردوها في عز سعادتهم و مرحهم
وداع المكان و فراق الارض و النيل و الجزيرة
انها حياتهم
فعلا سيفارقون الحياة
و العيش خارج الوطن كالسجن و المنفي و القيد
مثل طير الرهو الحبيس ... و البرم المتساقط الحزين
و لا أشبه البارحة ب ليلة امس
و حان ساعة الرحيل
بل حان ساعة الانشطار و الانقسام و الانتحار
كأنما قسمت ابدانهم و اجسادهم
القطار دارت عجلاتها نحو الافق البعيد ... الي أين ؟
لست ادري ... الي اين ؟ لست ادري ... الي أين ؟ لست ادري ... الصغار و الامتعة الهزيلة و الشيوخ و العناقريب بالقطار ... كانها الي سجن جوانتيمالا ... ما أصعب تلك اللحظات ... كل غضب الدنيا حبيسة الاعماق ... شرود و زهول و دموع و ضعف
و الشكوى لغير الله مذلة
كيف هانت عليك حلفا يا عبود ... كيف ستعيش و حلفا
تغرق تحت الماء ... أو لا تؤلمك ان قطعت اطرافك من جسمك ... أو لن تعيش معاقا و ... علي الآخرين ... الفتات و المخزون الفاسد من الآخرين. اصبح حكمك في سد تقلصات معدتك من شدة الجوع ... لو كنت عزيز في قومك اجزم أنك لن تعيش مذلا مهانا بدون اطرافك ... الانتحار اعز لك من الندم و الاحتقار و الاندثار
هكذا غرقت حلفا بسببك .. و سبب ملاعينك و اقزامك في سدة حكمك
انت لا تبالي اذن ... لأنك الرئيس و فرعون و قارون و لكن اين كان هامان ... عندما تسلطت و اطلقتها داوية
.. انا ربكم الاعلي ...
حتي فرعون عندما قالها .. لم يتنازل عن شبر من ارضه ووطنه لانه نوبي و الحضارة من صلب الفراعنة و النوبة ...
و لكنك اطلقتها خاوية فارغة .. و صوتك لم يكن داويا بل خافتا ... و بدون اصرار و ينقصه الشغف و الحسم ... لماذا
لأنك خائن ... خائن ... خائن ... بعت ارضك .. اذن بعت شرفك و اصلك و عنوتك .. لذلك اصبح السودان حقيرا للآخرين ... ذلولا للحاقدين ... سائغة للمتحفزين ...
هل هناك دجال غيرك قد يظهر في آخر الزمان ... يقولون ان المسيح الدجال سيظهر ...
و لكنك ظهرت ايها العدو الجهلول الدجال .. و لم تبق له من الظلم و الشر و الحقد شيئا
رحلو و ما تركو خبر
بالله يا طير المشارق
هل عرفت لهم خبر ... ومن خلف شباكي الحزين ... و انا اقبع خلف شنطتيي الحديد الخضر اللون في غرفة دامسة مظلمة ... استرق السمع و اسمع النحيب و البكاء ... و ما أقسي الوداع و الفراق ... لا تسمع غير تلاطم الحديد و الخشب و داخل القطار ... و القطار راحل ... لا تري سوي اليأس و الموت داخل القطار ... و الكل شرود و انزواء و اختفاء دون احتفاء
و كانت ساعة الوصول و النزول ... كأنما صوت الصيحة الكبري يأتين من كل فج عميق ... لا يدرون اين هم و ما هي البطانة ... و ما معني شرق البلاد ... و اين حلفا .. و اين النهر والنيل والنخيل و المراكب و الهكود و الاكندينا ... و الهبوت .. و السبنمن ... و الرمال الفضية و الذهبية و نقوش تقاليد النوبة علي الاسوار و الابواب
اين البط و الوزين و أمن دالا و الأركبي و الدقر بضم الدال و القاف
نزلو و ما خبرو اثر
البسطاء انخدعو عينا او نقدا ... و الحكام الجشعين الظلمة نجحو في اجنداتهم و مأرب اخري ...
و ليت عينا او نقدا
" />