عبق التواصل
مرحبا بك الزائر العزير بعد اطلاعك على المنتدى يسعدنا ويشرفنا بانضمامك الى منتداك الاول ولك فائق الشكر والتقدير
عبق التواصل
مرحبا بك الزائر العزير بعد اطلاعك على المنتدى يسعدنا ويشرفنا بانضمامك الى منتداك الاول ولك فائق الشكر والتقدير
عبق التواصل
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

عبق التواصل

الموقع الرسمى لأبناء القريه 20
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
مرحبا زائرنا الكريم تفضل بالتسجيل شبكة منتديات القريه عشرين تتشرف بانضمامكم اليها

مبروك قروب واتساب القريه عشرين بانجازاتهم المحققه
واتساب القريه عشرين يبشار اكبر انجاز مشروع طريق معبد يربط القريه عشرين بحلفاج
تشيد او حفر بئر مياه شرب عبر واتساب عشرين
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
Like/Tweet/+1
سحابة الكلمات الدلالية
الخطاب
المواضيع الأخيرة
» الرحيل المنسي(1)
تفسير سورة البقرة من الايه 58_78 Emptyالأربعاء يوليو 28, 2021 3:54 pm من طرف ابوهزاع الدقنسابي

» الرحيل المنسي (2)
تفسير سورة البقرة من الايه 58_78 Emptyالأربعاء يوليو 28, 2021 4:03 am من طرف ابوهزاع الدقنسابي

» رثاء المرحوم/ محمد عبدالرحمن قيل .... بقلم نورالدين ابونوباتيا
تفسير سورة البقرة من الايه 58_78 Emptyالسبت سبتمبر 29, 2018 3:11 am من طرف ابوهزاع الدقنسابي

» رثاء المرحوم الاستاذ/ محمد محي الدين عربي ... بقلم.ابونوباتيا
تفسير سورة البقرة من الايه 58_78 Emptyالسبت سبتمبر 29, 2018 2:13 am من طرف ابوهزاع الدقنسابي

» إختلف الوضع وتغيرت الحال مما عرفنا حاجه إسمها الإغتراب ...
تفسير سورة البقرة من الايه 58_78 Emptyالخميس أغسطس 09, 2018 11:39 pm من طرف ابوهزاع الدقنسابي

» العلاقه بين امبكول وارقو والسراريه
تفسير سورة البقرة من الايه 58_78 Emptyالخميس أغسطس 09, 2018 7:32 pm من طرف ابوهزاع الدقنسابي

» الإطار التشريعي لحماية آثار النوبة
تفسير سورة البقرة من الايه 58_78 Emptyالأربعاء أغسطس 01, 2018 12:59 am من طرف ابوهزاع الدقنسابي

» سياحمد برسي
تفسير سورة البقرة من الايه 58_78 Emptyالسبت يوليو 28, 2018 3:45 am من طرف ابوهزاع الدقنسابي

» الصعوط بالسين ولا الصاد
تفسير سورة البقرة من الايه 58_78 Emptyالجمعة يونيو 29, 2018 4:58 pm من طرف ابوهزاع الدقنسابي

مايو 2024
الأحدالإثنينالثلاثاءالأربعاءالخميسالجمعةالسبت
   1234
567891011
12131415161718
19202122232425
262728293031 
اليوميةاليومية
التواجد بالمنتدى والمشاركات
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية reddit      

قم بحفض و مشاطرة الرابط عبق التواصل على موقع حفض الصفحات

 

 تفسير سورة البقرة من الايه 58_78

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابوهزاع الدقنسابي
المدير العام
المدير العام
ابوهزاع الدقنسابي


عدد المساهمات : 890
نقاط : 5127
مرسئ : 0
تاريخ التسجيل : 26/08/2013
الموقع : شبكة منتديات القريه عشرين
العمل/الترفيه : المدير العام

تفسير سورة البقرة من الايه 58_78 Empty
مُساهمةموضوع: تفسير سورة البقرة من الايه 58_78   تفسير سورة البقرة من الايه 58_78 Emptyالثلاثاء مارس 11, 2014 1:36 pm

ﺗﻔﺴﻴﺮ ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ ﻋﺪﺩ ﺁﻳﺎﺗﻬﺎ 286 )
ﺁﻳﺔ 78-58 (
ﻭﻫﻲ ﻣﺪﻧﻴﺔ
} 58 - 59 { } ﻭَﺇِﺫْ ﻗُﻠْﻨَﺎ ﺍﺩْﺧُﻠُﻮﺍ ﻫَﺬِﻩِ ﺍﻟْﻘَﺮْﻳَﺔَ
ﻓَﻜُﻠُﻮﺍ ﻣِﻨْﻬَﺎ ﺣَﻴْﺚُ ﺷِﺌْﺘُﻢْ ﺭَﻏَﺪًﺍ ﻭَﺍﺩْﺧُﻠُﻮﺍ
ﺍﻟْﺒَﺎﺏَ ﺳُﺠَّﺪًﺍ ﻭَﻗُﻮﻟُﻮﺍ ﺣِﻄَّﺔٌ ﻧَﻐْﻔِﺮْ ﻟَﻜُﻢْ
ﺧَﻄَﺎﻳَﺎﻛُﻢْ ﻭَﺳَﻨَﺰِﻳﺪُ ﺍﻟْﻤُﺤْﺴِﻨِﻴﻦَ * ﻓَﺒَﺪَّﻝَ
ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﻇَﻠَﻤُﻮﺍ ﻗَﻮْﻟًﺎ ﻏَﻴْﺮَ ﺍﻟَّﺬِﻱ ﻗِﻴﻞَ ﻟَﻬُﻢْ
ﻓَﺄَﻧْﺰَﻟْﻨَﺎ ﻋَﻠَﻰ ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﻇَﻠَﻤُﻮﺍ ﺭِﺟْﺰًﺍ ﻣِﻦَ ﺍﻟﺴَّﻤَﺎﺀِ
ﺑِﻤَﺎ ﻛَﺎﻧُﻮﺍ ﻳَﻔْﺴُﻘُﻮﻥَ {
ﻭﻫﺬﺍ ﺃﻳﻀﺎ ﻣﻦ ﻧﻌﻤﺘﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺑﻌﺪ ﻣﻌﺼﻴﺘﻬﻢ
ﺇﻳﺎﻩ , ﻓﺄﻣﺮﻫﻢ ﺑﺪﺧﻮﻝ ﻗﺮﻳﺔ ﺗﻜﻮﻥ ﻟﻬﻢ ﻋﺰﺍ
ﻭﻭﻃﻨﺎ ﻭﻣﺴﻜﻨﺎ , ﻭﻳﺤﺼﻞ ﻟﻬﻢ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺮﺯﻕ
ﺍﻟﺮﻏﺪ، ﻭﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺩﺧﻮﻟﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ
ﺧﺎﺿﻌﻴﻦ ﻟﻠﻪ ﻓﻴﻪ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ , ﻭﻫﻮ ﺩﺧﻮﻝ
ﺍﻟﺒﺎﺏ } ﺳﺠﺪﺍ { ﺃﻱ: ﺧﺎﺿﻌﻴﻦ ﺫﻟﻴﻠﻴﻦ،
ﻭﺑﺎﻟﻘﻮﻝ ﻭﻫﻮ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻟﻮﺍ: } ﺣِﻄَّﺔٌ { ﺃﻱ ﺃﻥ
ﻳﺤﻂ ﻋﻨﻬﻢ ﺧﻄﺎﻳﺎﻫﻢ ﺑﺴﺆﺍﻟﻬﻢ ﺇﻳﺎﻩ
ﻣﻐﻔﺮﺗﻪ.
} ﻧَﻐْﻔِﺮْ ﻟَﻜُﻢْ ﺧَﻄَﺎﻳَﺎﻛُﻢْ { ﺑﺴﺆﺍﻟﻜﻢ ﺍﻟﻤﻐﻔﺮﺓ،
} ﻭَﺳَﻨَﺰِﻳﺪُ ﺍﻟْﻤُﺤْﺴِﻨِﻴﻦَ { ﺑﺄﻋﻤﺎﻟﻬﻢ , ﺃﻱ :
ﺟﺰﺍﺀ ﻋﺎﺟﻞ ﻭﺁﺟﻼ .
} ﻓَﺒَﺪَّﻝَ ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﻇَﻠَﻤُﻮﺍ { ﻣﻨﻬﻢ , ﻭﻟﻢ ﻳﻘﻞ
ﻓﺒﺪﻟﻮﺍ ﻷﻧﻬﻢ ﻟﻢ ﻳﻜﻮﻧﻮﺍ ﻛﻠﻬﻢ ﺑﺪﻟﻮﺍ } ﻗَﻮْﻟًﺎ
ﻏَﻴْﺮَ ﺍﻟَّﺬِﻱ ﻗِﻴﻞَ ﻟَﻬُﻢْ { ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ ﺑﺪﻝ ﺣﻄﺔ :
ﺣﺒﺔ ﻓﻲ ﺣﻨﻄﺔ، ﺍﺳﺘﻬﺎﻧﺔ ﺑﺄﻣﺮ ﺍﻟﻠﻪ ,
ﻭﺍﺳﺘﻬﺰﺍﺀ ﻭﺇﺫﺍ ﺑﺪﻟﻮﺍ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﻣﻊ ﺧﻔﺘﻪ
ﻓﺘﺒﺪﻳﻠﻬﻢ ﻟﻠﻔﻌﻞ ﻣﻦ ﺑﺎﺏ ﺃﻭﻟﻰ ﻭﺃﺣﺮﻯ،
ﻭﻟﻬﺬﺍ ﺩﺧﻠﻮﺍ ﻳﺰﺣﻔﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺃﺩﺑﺎﺭﻫﻢ , ﻭﻟﻤﺎ
ﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻄﻐﻴﺎﻥ ﺃﻛﺒﺮ ﺳﺒﺐ ﻟﻮﻗﻮﻉ ﻋﻘﻮﺑﺔ
ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻬﻢ، ﻗﺎﻝ: } ﻓَﺄَﻧْﺰَﻟْﻨَﺎ ﻋَﻠَﻰ ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﻇَﻠَﻤُﻮﺍ
{ ﻣﻨﻬﻢ } ﺭِﺟْﺰًﺍ { ﺃﻱ : ﻋﺬﺍﺑﺎ } ﻣِﻦَ ﺍﻟﺴَّﻤَﺎﺀِ {
ﺑﺴﺒﺐ ﻓﺴﻘﻬﻢ ﻭﺑﻐﻴﻬﻢ .
} 60 { } ﻭَﺇِﺫِ ﺍﺳْﺘَﺴْﻘَﻰ ﻣُﻮﺳَﻰ ﻟِﻘَﻮْﻣِﻪِ ﻓَﻘُﻠْﻨَﺎ
ﺍﺿْﺮِﺏْ ﺑِﻌَﺼَﺎﻙَ ﺍﻟْﺤَﺠَﺮَ ﻓَﺎﻧْﻔَﺠَﺮَﺕْ ﻣِﻨْﻪُ ﺍﺛْﻨَﺘَﺎ
ﻋَﺸْﺮَﺓَ ﻋَﻴْﻨًﺎ ﻗَﺪْ ﻋَﻠِﻢَ ﻛُﻞُّ ﺃُﻧَﺎﺱٍ ﻣَﺸْﺮَﺑَﻬُﻢْ ﻛُﻠُﻮﺍ
ﻭَﺍﺷْﺮَﺑُﻮﺍ ﻣِﻦْ ﺭِﺯْﻕِ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﻭَﻟَﺎ ﺗَﻌْﺜَﻮْﺍ ﻓِﻲ ﺍﻟْﺄَﺭْﺽِ
ﻣُﻔْﺴِﺪِﻳﻦَ {
ﺍﺳﺘﺴﻘﻰ , ﺃﻱ: ﻃﻠﺐ ﻟﻬﻢ ﻣﺎﺀ ﻳﺸﺮﺑﻮﻥ ﻣﻨﻪ .
} ﻓَﻘُﻠْﻨَﺎ ﺍﺿْﺮِﺏْ ﺑِﻌَﺼَﺎﻙَ ﺍﻟْﺤَﺠَﺮَ { ﺇﻣﺎ ﺣﺠﺮ
ﻣﺨﺼﻮﺹ ﻣﻌﻠﻮﻡ ﻋﻨﺪﻩ , ﻭﺇﻣﺎ ﺍﺳﻢ ﺟﻨﺲ،
} ﻓَﺎﻧْﻔَﺠَﺮَﺕْ ﻣِﻨْﻪُ ﺍﺛْﻨَﺘَﺎ ﻋَﺸْﺮَﺓَ ﻋَﻴْﻨًﺎ { ﻭﻗﺒﺎﺋﻞ
ﺑﻨﻲ ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ ﺍﺛﻨﺘﺎ ﻋﺸﺮﺓ ﻗﺒﻴﻠﺔ، } ﻗَﺪْ ﻋَﻠِﻢَ
ﻛُﻞُّ ﺃُﻧَﺎﺱٍ { ﻣﻨﻬﻢ } ﻣَﺸْﺮَﺑَﻬُﻢْ { ﺃﻱ: ﻣﺤﻠﻬﻢ
ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺸﺮﺑﻮﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻋﻴﻦ , ﻓﻼ
ﻳﺰﺍﺣﻢ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺑﻌﻀﺎ , ﺑﻞ ﻳﺸﺮﺑﻮﻧﻪ ﻣﺘﻬﻨﺌﻴﻦ
ﻻ ﻣﺘﻜﺪﺭﻳﻦ , ﻭﻟﻬﺬﺍ ﻗﺎﻝ: } ﻛُﻠُﻮﺍ ﻭَﺍﺷْﺮَﺑُﻮﺍ
ﻣِﻦْ ﺭِﺯْﻕِ ﺍﻟﻠَّﻪِ { ﺃﻱ : ﺍﻟﺬﻱ ﺁﺗﺎﻛﻢ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ
ﺳﻌﻲ ﻭﻻ ﺗﻌﺐ، } ﻭَﻟَﺎ ﺗَﻌْﺜَﻮْﺍ ﻓِﻲ ﺍﻟْﺄَﺭْﺽِ {
ﺃﻱ: ﺗﺨﺮﺑﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﺍﻹﻓﺴﺎﺩ .
} 61 { } ﻭَﺇِﺫْ ﻗُﻠْﺘُﻢْ ﻳَﺎ ﻣُﻮﺳَﻰ ﻟَﻦْ ﻧَﺼْﺒِﺮَ
ﻋَﻠَﻰ ﻃَﻌَﺎﻡٍ ﻭَﺍﺣِﺪٍ ﻓَﺎﺩْﻉُ ﻟَﻨَﺎ ﺭَﺑَّﻚَ ﻳُﺨْﺮِﺝْ ﻟَﻨَﺎ
ﻣِﻤَّﺎ ﺗُﻨْﺒِﺖُ ﺍﻟْﺄَﺭْﺽُ ﻣِﻦْ ﺑَﻘْﻠِﻬَﺎ ﻭَﻗِﺜَّﺎﺋِﻬَﺎ ﻭَﻓُﻮﻣِﻬَﺎ
ﻭَﻋَﺪَﺳِﻬَﺎ ﻭَﺑَﺼَﻠِﻬَﺎ ﻗَﺎﻝَ ﺃَﺗَﺴْﺘَﺒْﺪِﻟُﻮﻥَ ﺍﻟَّﺬِﻱ ﻫُﻮَ
ﺃَﺩْﻧَﻰ ﺑِﺎﻟَّﺬِﻱ ﻫُﻮَ ﺧَﻴْﺮٌ ﺍﻫْﺒِﻄُﻮﺍ ﻣِﺼْﺮًﺍ ﻓَﺈِﻥَّ ﻟَﻜُﻢْ
ﻣَﺎ ﺳَﺄَﻟْﺘُﻢْ ﻭَﺿُﺮِﺑَﺖْ ﻋَﻠَﻴْﻬِﻢُ ﺍﻟﺬِّﻟَّﺔُ ﻭَﺍﻟْﻤَﺴْﻜَﻨَﺔُ
ﻭَﺑَﺎﺀُﻭﺍ ﺑِﻐَﻀَﺐٍ ﻣِﻦَ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﺫَﻟِﻚَ ﺑِﺄَﻧَّﻬُﻢْ ﻛَﺎﻧُﻮﺍ
ﻳَﻜْﻔُﺮُﻭﻥَ ﺑِﺂﻳَﺎﺕِ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﻭَﻳَﻘْﺘُﻠُﻮﻥَ ﺍﻟﻨَّﺒِﻴِّﻴﻦَ ﺑِﻐَﻴْﺮِ
ﺍﻟْﺤَﻖِّ ﺫَﻟِﻚَ ﺑِﻤَﺎ ﻋَﺼَﻮْﺍ ﻭَﻛَﺎﻧُﻮﺍ ﻳَﻌْﺘَﺪُﻭﻥَ {
ﺃﻱ: ﻭﺍﺫﻛﺮﻭﺍ , ﺇﺫ ﻗﻠﺘﻢ ﻟﻤﻮﺳﻰ , ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ
ﺍﻟﺘﻤﻠﻞ ﻟﻨﻌﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺍﻻﺣﺘﻘﺎﺭ ﻟﻬﺎ، } ﻟَﻦْ ﻧَﺼْﺒِﺮَ
ﻋَﻠَﻰ ﻃَﻌَﺎﻡٍ ﻭَﺍﺣِﺪٍ { ﺃﻱ : ﺟﻨﺲ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ,
ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻛﻤﺎ ﺗﻘﺪﻡ ﺃﻧﻮﺍﻋﺎ , ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻻ ﺗﺘﻐﻴﺮ،
} ﻓَﺎﺩْﻉُ ﻟَﻨَﺎ ﺭَﺑَّﻚَ ﻳُﺨْﺮِﺝْ ﻟَﻨَﺎ ﻣِﻤَّﺎ ﺗُﻨْﺒِﺖُ ﺍﻟْﺄَﺭْﺽُ
ﻣِﻦْ ﺑَﻘْﻠِﻬَﺎ { ﺃﻱ : ﻧﺒﺎﺗﻬﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻴﺲ ﺑﺸﺠﺮ
ﻳﻘﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﺳﺎﻗﻪ، } ﻭَﻗِﺜَّﺎﺋِﻬَﺎ { ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺨﻴﺎﺭ
} ﻭَﻓُﻮﻣِﻬَﺎ { ﺃﻱ: ﺛﻮﻣﻬﺎ، ﻭﺍﻟﻌﺪﺱ ﻭﺍﻟﺒﺼﻞ
ﻣﻌﺮﻭﻑ، ﻗﺎﻝ ﻟﻬﻢ ﻣﻮﺳﻲ } ﺃَﺗَﺴْﺘَﺒْﺪِﻟُﻮﻥَ
ﺍﻟَّﺬِﻱ ﻫُﻮَ ﺃَﺩْﻧَﻰ { ﻭﻫﻮ ﺍﻷﻃﻌﻤﺔ ﺍﻟﻤﺬﻛﻮﺭﺓ،
} ﺑِﺎﻟَّﺬِﻱ ﻫُﻮَ ﺧَﻴْﺮٌ { ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻤﻦ ﻭﺍﻟﺴﻠﻮﻯ ,
ﻓﻬﺬﺍ ﻏﻴﺮ ﻻﺋﻖ ﺑﻜﻢ، ﻓﺈﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻃﻌﻤﺔ
ﺍﻟﺘﻲ ﻃﻠﺒﺘﻢ , ﺃﻱ ﻣﺼﺮ ﻫﺒﻄﺘﻤﻮﻩ
ﻭﺟﺪﺗﻤﻮﻫﺎ، ﻭﺃﻣﺎ ﻃﻌﺎﻣﻜﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻪ
ﻋﻠﻴﻜﻢ , ﻓﻬﻮ ﺧﻴﺮ ﺍﻷﻃﻌﻤﺔ ﻭﺃﺷﺮﻓﻬﺎ , ﻓﻜﻴﻒ
ﺗﻄﻠﺒﻮﻥ ﺑﻪ ﺑﺪﻻ؟
ﻭﻟﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﺟﺮﻯ ﻣﻨﻬﻢ ﻓﻴﻪ ﺃﻛﺒﺮ ﺩﻟﻴﻞ
ﻋﻠﻰ ﻗﻠﺔ ﺻﺒﺮﻫﻢ ﻭﺍﺣﺘﻘﺎﺭﻫﻢ ﻷﻭﺍﻣﺮ ﺍﻟﻠﻪ
ﻭﻧﻌﻤﻪ , ﺟﺎﺯﺍﻫﻢ ﻣﻦ ﺟﻨﺲ ﻋﻤﻠﻬﻢ ﻓﻘﺎﻝ :
} ﻭَﺿُﺮِﺑَﺖْ ﻋَﻠَﻴْﻬِﻢُ ﺍﻟﺬِّﻟَّﺔُ { ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺸﺎﻫﺪ ﻋﻠﻰ
ﻇﺎﻫﺮ ﺃﺑﺪﺍﻧﻬﻢ } ﻭَﺍﻟْﻤَﺴْﻜَﻨَﺔُ { ﺑﻘﻠﻮﺑﻬﻢ، ﻓﻠﻢ
ﺗﻜﻦ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﻋﺰﻳﺰﺓ , ﻭﻻ ﻟﻬﻢ ﻫﻤﻢ ﻋﺎﻟﻴﺔ ,
ﺑﻞ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﺃﻧﻔﺲ ﻣﻬﻴﻨﺔ , ﻭﻫﻤﻤﻬﻢ ﺃﺭﺩﺃ
ﺍﻟﻬﻤﻢ، } ﻭَﺑَﺎﺀُﻭﺍ ﺑِﻐَﻀَﺐٍ ﻣِﻦَ ﺍﻟﻠَّﻪِ { ﺃﻱ: ﻟﻢ
ﺗﻜﻦ ﻏﻨﻴﻤﺘﻬﻢ ﺍﻟﺘﻲ ﺭﺟﻌﻮﺍ ﺑﻬﺎ ﻭﻓﺎﺯﻭﺍ , ﺇﻻ
ﺃﻥ ﺭﺟﻌﻮﺍ ﺑﺴﺨﻄﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ , ﻓﺒﺌﺴﺖ ﺍﻟﻐﻨﻴﻤﺔ
ﻏﻨﻴﻤﺘﻬﻢ , ﻭﺑﺌﺴﺖ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺣﺎﻟﺘﻬﻢ .
} ﺫَﻟِﻚَ { ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺳﺘﺤﻘﻮﺍ ﺑﻪ ﻏﻀﺒﻪ } ﺑِﺄَﻧَّﻬُﻢْ
ﻛَﺎﻧُﻮﺍ ﻳَﻜْﻔُﺮُﻭﻥَ ﺑِﺂﻳَﺎﺕِ ﺍﻟﻠَّﻪِ { ﺍﻟﺪﺍﻻﺕ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﺤﻖ ﺍﻟﻤﻮﺿﺤﺔ ﻟﻬﻢ , ﻓﻠﻤﺎ ﻛﻔﺮﻭﺍ ﺑﻬﺎ
ﻋﺎﻗﺒﻬﻢ ﺑﻐﻀﺒﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ , ﻭﺑﻤﺎ ﻛﺎﻧﻮﺍ
} ﻳَﻘْﺘُﻠُﻮﻥَ ﺍﻟﻨَّﺒِﻴِّﻴﻦَ ﺑِﻐَﻴْﺮِ ﺍﻟْﺤَﻖِّ {
ﻭﻗﻮﻟﻪ : } ﺑِﻐَﻴْﺮِ ﺍﻟْﺤَﻖِّ { ﺯﻳﺎﺩﺓ ﺷﻨﺎﻋﺔ , ﻭﺇﻻ
ﻓﻤﻦ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻡ ﺃﻥ ﻗﺘﻞ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﺑﺤﻖ ,
ﻟﻜﻦ ﻟﺌﻼ ﻳﻈﻦ ﺟﻬﻠﻬﻢ ﻭﻋﺪﻡ ﻋﻠﻤﻬﻢ .
} ﺫَﻟِﻚَ ﺑِﻤَﺎ ﻋَﺼَﻮْﺍ { ﺑﺄﻥ ﺍﺭﺗﻜﺒﻮﺍ ﻣﻌﺎﺻﻲ
ﺍﻟﻠﻪ } ﻭَﻛَﺎﻧُﻮﺍ ﻳَﻌْﺘَﺪُﻭﻥَ { ﻋﻠﻰ ﻋﺒﺎﺩ ﺍﻟﻠﻪ ,
ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﻲ ﻳﺠﺮ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﺑﻌﻀﺎ، ﻓﺎﻟﻐﻔﻠﺔ
ﻳﻨﺸﺄ ﻋﻨﻬﺎ ﺍﻟﺬﻧﺐ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮ , ﺛﻢ ﻳﻨﺸﺄ ﻋﻨﻪ
ﺍﻟﺬﻧﺐ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ , ﺛﻢ ﻳﻨﺸﺄ ﻋﻨﻬﺎ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﺒﺪﻉ
ﻭﺍﻟﻜﻔﺮ ﻭﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ , ﻓﻨﺴﺄﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻌﺎﻓﻴﺔ ﻣﻦ
ﻛﻞ ﺑﻼﺀ .
ﻭﺍﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻳﺎﺕ ﻷﻣﺔ
ﺑﻨﻲ ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻣﻮﺟﻮﺩﻳﻦ ﻭﻗﺖ
ﻧﺰﻭﻝ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ , ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻷﻓﻌﺎﻝ ﺍﻟﻤﺬﻛﻮﺭﺓ
ﺧﻮﻃﺒﻮﺍ ﺑﻬﺎ ﻭﻫﻲ ﻓﻌﻞ ﺃﺳﻼﻓﻬﻢ , ﻭﻧﺴﺒﺖ
ﻟﻬﻢ ﻟﻔﻮﺍﺋﺪ ﻋﺪﻳﺪﺓ، ﻣﻨﻬﺎ: ﺃﻧﻬﻢ ﻛﺎﻧﻮﺍ
ﻳﺘﻤﺪﺣﻮﻥ ﻭﻳﺰﻛﻮﻥ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ , ﻭﻳﺰﻋﻤﻮﻥ
ﻓﻀﻠﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﻣﺤﻤﺪ ﻭﻣﻦ ﺁﻣﻦ ﺑﻪ، ﻓﺒﻴﻦ ﺍﻟﻠﻪ
ﻣﻦ ﺃﺣﻮﺍﻝ ﺳﻠﻔﻬﻢ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺪ ﺗﻘﺮﺭﺕ ﻋﻨﺪﻫﻢ ,
ﻣﺎ ﻳﺒﻴﻦ ﺑﻪ ﻟﻜﻞ ﺃﺣﺪ ] ﻣﻨﻬﻢ [ ﺃﻧﻬﻢ ﻟﻴﺴﻮﺍ
ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺼﺒﺮ ﻭﻣﻜﺎﺭﻡ ﺍﻷﺧﻼﻕ , ﻭﻣﻌﺎﻟﻲ
ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ، ﻓﺈﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬﻩ ﺣﺎﻟﺔ ﺳﻠﻔﻬﻢ، ﻣﻊ
ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻈﻨﺔ ﺃﻧﻬﻢ ﺃﻭﻟﻰ ﻭﺃﺭﻓﻊ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻤﻦ
ﺑﻌﺪﻫﻢ ﻓﻜﻴﻒ ﺍﻟﻈﻦ ﺑﺎﻟﻤﺨﺎﻃﺒﻴﻦ؟ ."
ﻭﻣﻨﻬﺎ : ﺃﻥ ﻧﻌﻤﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺘﻘﺪﻣﻴﻦ ﻣﻨﻬﻢ ,
ﻧﻌﻤﺔ ﻭﺍﺻﻠﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺘﺄﺧﺮﻳﻦ , ﻭﺍﻟﻨﻌﻤﺔ ﻋﻠﻰ
ﺍﻵﺑﺎﺀ , ﻧﻌﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺑﻨﺎﺀ، ﻓﺨﻮﻃﺒﻮﺍ ﺑﻬﺎ ,
ﻷﻧﻬﺎ ﻧﻌﻢ ﺗﺸﻤﻠﻬﻢ ﻭﺗﻌﻤﻬﻢ .
ﻭﻣﻨﻬﺎ : ﺃﻥ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ ﻟﻬﻢ ﺑﺄﻓﻌﺎﻝ ﻏﻴﺮﻫﻢ , ﻣﻤﺎ
ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻷﻣﺔ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺔ ﻋﻠﻰ ﺩﻳﻦ
ﺗﺘﻜﺎﻓﻞ ﻭﺗﺘﺴﺎﻋﺪ ﻋﻠﻰ ﻣﺼﺎﻟﺤﻬﺎ , ﺣﺘﻰ ﻛﺎﻥ
ﻣﺘﻘﺪﻣﻬﻢ ﻭﻣﺘﺄﺧﺮﻫﻢ ﻓﻲ ﻭﻗﺖ ﻭﺍﺣﺪ ,
ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﺤﺎﺩﺙ ﻣﻦ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺣﺎﺩﺛﺎ ﻣﻦ
ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ.
ﻷﻥ ﻣﺎ ﻳﻌﻤﻠﻪ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﻳﻌﻮﺩ
ﺑﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ , ﻭﻣﺎ ﻳﻌﻤﻠﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺮ
ﻳﻌﻮﺩ ﺑﻀﺮﺭ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ.
ﻭﻣﻨﻬﺎ : ﺃﻥ ﺃﻓﻌﺎﻟﻬﻢ ﺃﻛﺜﺮﻫﺎ ﻟﻢ ﻳﻨﻜﺮﻭﻫﺎ ,
ﻭﺍﻟﺮﺍﺿﻲ ﺑﺎﻟﻤﻌﺼﻴﺔ ﺷﺮﻳﻚ ﻟﻠﻌﺎﺻﻲ، ﺇﻟﻰ
ﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﺤِﻜَﻢ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﻳﻌﻠﻤﻬﺎ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ .
} 62 { ﺛﻢ ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺣﺎﻛﻤﺎ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻔﺮﻕ
ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﻴﺔ : } ﺇِﻥَّ ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﺁﻣَﻨُﻮﺍ ﻭَﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﻫَﺎﺩُﻭﺍ
ﻭَﺍﻟﻨَّﺼَﺎﺭَﻯ ﻭَﺍﻟﺼَّﺎﺑِﺌِﻴﻦَ ﻣَﻦْ ﺁﻣَﻦَ ﺑِﺎﻟﻠَّﻪِ ﻭَﺍﻟْﻴَﻮْﻡِ
ﺍﻟْﺂﺧِﺮِ ﻭَﻋَﻤِﻞَ ﺻَﺎﻟِﺤًﺎ ﻓَﻠَﻬُﻢْ ﺃَﺟْﺮُﻫُﻢْ ﻋِﻨْﺪَ ﺭَﺑِّﻬِﻢْ
ﻭَﻟَﺎ ﺧَﻮْﻑٌ ﻋَﻠَﻴْﻬِﻢْ ﻭَﻟَﺎ ﻫُﻢْ ﻳَﺤْﺰَﻧُﻮﻥَ {
ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﻋﻠﻰ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺧﺎﺻﺔ , ﻷﻥ
ﺍﻟﺼﺎﺑﺌﻴﻦ , ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﺃﻧﻬﻢ ﻣﻦ ﺟﻤﻠﺔ ﻓﺮﻕ
ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ، ﻓﺄﺧﺒﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ
ﺍﻷﻣﺔ , ﻭﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻭﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ , ﻭﺍﻟﺼﺎﺑﺌﻴﻦ ﻣﻦ
ﺁﻣﻦ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻭﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻵﺧﺮ , ﻭﺻﺪﻗﻮﺍ ﺭﺳﻠﻬﻢ ,
ﻓﺈﻥ ﻟﻬﻢ ﺍﻷﺟﺮ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ﻭﺍﻷﻣﻦ , ﻭﻻ ﺧﻮﻑ
ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻭﻻ ﻫﻢ ﻳﺤﺰﻧﻮﻥ، ﻭﺃﻣﺎ ﻣﻦ ﻛﻔﺮ ﻣﻨﻬﻢ
ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻭﺭﺳﻠﻪ ﻭﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻵﺧﺮ , ﻓﻬﻮ ﺑﻀﺪ ﻫﺬﻩ
ﺍﻟﺤﺎﻝ , ﻓﻌﻠﻴﻪ ﺍﻟﺨﻮﻑ ﻭﺍﻟﺤﺰﻥ.
ﻭﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺑﻴﻦ ﻫﺬﻩ
ﺍﻟﻄﻮﺍﺋﻒ , ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻫﻢ , ﻻ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﺇﻟﻰ
ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﺑﻤﺤﻤﺪ , ﻓﺈﻥ ﻫﺬﺍ ﺇﺧﺒﺎﺭ ﻋﻨﻬﻢ ﻗﺒﻞ
ﺑﻌﺜﺔ ﻣﺤﻤﺪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﺃﻥ ﻫﺬﺍ
ﻣﻀﻤﻮﻥ ﺃﺣﻮﺍﻟﻬﻢ، ﻭﻫﺬﻩ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺇﺫﺍ
ﻭﻗﻊ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻨﻔﻮﺱ ﻋﻨﺪ ﺳﻴﺎﻕ ﺍﻵﻳﺎﺕ
ﺑﻌﺾ ﺍﻷﻭﻫﺎﻡ , ﻓﻼ ﺑﺪ ﺃﻥ ﺗﺠﺪ ﻣﺎ ﻳﺰﻳﻞ
ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻮﻫﻢ , ﻷﻧﻪ ﺗﻨﺰﻳﻞ ﻣَﻦْ ﻳﻌﻠﻢ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ
ﻗﺒﻞ ﻭﺟﻮﺩﻫﺎ , ﻭﻣَﻦْ ﺭﺣﻤﺘﻪ ﻭﺳﻌﺖ ﻛﻞ
ﺷﻲﺀ .
ﻭﺫﻟﻚ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺃﻋﻠﻢ - ﺃﻧﻪ ﻟﻤﺎ ﺫﻛﺮ ﺑﻨﻲ
ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ ﻭﺫﻣﻬﻢ , ﻭﺫﻛﺮ ﻣﻌﺎﺻﻴﻬﻢ
ﻭﻗﺒﺎﺋﺤﻬﻢ , ﺭﺑﻤﺎ ﻭﻗﻊ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻨﻔﻮﺱ
ﺃﻧﻬﻢ ﻛﻠﻬﻢ ﻳﺸﻤﻠﻬﻢ ﺍﻟﺬﻡ، ﻓﺄﺭﺍﺩ ﺍﻟﺒﺎﺭﻱ
ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺃﻥ ﻳﺒﻴﻦ ﻣﻦ ﻟﻢ ﻳﻠﺤﻘﻪ ﺍﻟﺬﻡ ﻣﻨﻬﻢ
ﺑﻮﺻﻔﻪ، ﻭﻟﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺃﻳﻀﺎ ﺫﻛﺮ ﺑﻨﻲ ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ
ﺧﺎﺻﺔ ﻳﻮﻫﻢ ﺍﻻﺧﺘﺼﺎﺹ ﺑﻬﻢ. ﺫﻛﺮ ﺗﻌﺎﻟﻰ
ﺣﻜﻤﺎ ﻋﺎﻣﺎ ﻳﺸﻤﻞ ﺍﻟﻄﻮﺍﺋﻒ ﻛﻠﻬﺎ , ﻟﻴﺘﻀﺢ
ﺍﻟﺤﻖ , ﻭﻳﺰﻭﻝ ﺍﻟﺘﻮﻫﻢ ﻭﺍﻹﺷﻜﺎﻝ، ﻓﺴﺒﺤﺎﻥ
ﻣﻦ ﺃﻭﺩﻉ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﻣﺎ ﻳﺒﻬﺮ ﻋﻘﻮﻝ
ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ .
ﺛﻢ ﻋﺎﺩ ﺗﺒﺎﺭﻙ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ ﻳﻮﺑﺦ ﺑﻨﻲ ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ
ﺑﻤﺎ ﻓﻌﻞ ﺳﻠﻔﻬﻢ:
} 63-64 { } ﻭَﺇِﺫْ ﺃَﺧَﺬْﻧَﺎ ﻣِﻴﺜَﺎﻗَﻜُﻢْ ﻭَﺭَﻓَﻌْﻨَﺎ
ﻓَﻮْﻗَﻜُﻢُ ﺍﻟﻄُّﻮﺭَ ﺧُﺬُﻭﺍ ﻣَﺎ ﺁﺗَﻴْﻨَﺎﻛُﻢْ ﺑِﻘُﻮَّﺓٍ
ﻭَﺍﺫْﻛُﺮُﻭﺍ ﻣَﺎ ﻓِﻴﻪِ ﻟَﻌَﻠَّﻜُﻢْ ﺗَﺘَّﻘُﻮﻥَ * ﺛُﻢَّ ﺗَﻮَﻟَّﻴْﺘُﻢْ
ﻣِﻦْ ﺑَﻌْﺪِ ﺫَﻟِﻚَ ﻓَﻠَﻮْﻟَﺎ ﻓَﻀْﻞُ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﻋَﻠَﻴْﻜُﻢْ
ﻭَﺭَﺣْﻤَﺘُﻪُ ﻟَﻜُﻨْﺘُﻢْ ﻣِﻦَ ﺍﻟْﺨَﺎﺳِﺮِﻳﻦَ {
ﺃﻱ: ﻭﺍﺫﻛﺮﻭﺍ } ﺇِﺫْ ﺃَﺧَﺬْﻧَﺎ ﻣِﻴﺜَﺎﻗَﻜُﻢْ { ﻭﻫﻮ
ﺍﻟﻌﻬﺪ ﺍﻟﺜﻘﻴﻞ ﺍﻟﻤﺆﻛﺪ ﺑﺎﻟﺘﺨﻮﻳﻒ ﻟﻬﻢ , ﺑﺮﻓﻊ
ﺍﻟﻄﻮﺭ ﻓﻮﻗﻬﻢ ﻭﻗﻴﻞ ﻟﻬﻢ: } ﺧُﺬُﻭﺍ ﻣَﺎ
ﺁﺗَﻴْﻨَﺎﻛُﻢْ { ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ } ﺑِﻘُﻮَّﺓٍ { ﺃﻱ : ﺑﺠﺪ
ﻭﺍﺟﺘﻬﺎﺩ , ﻭﺻﺒﺮ ﻋﻠﻰ ﺃﻭﺍﻣﺮ ﺍﻟﻠﻪ، } ﻭَﺍﺫْﻛُﺮُﻭﺍ
ﻣَﺎ ﻓِﻴﻪِ { ﺃﻱ : ﻣﺎ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻜﻢ ﺑﺄﻥ ﺗﺘﻠﻮﻩ
ﻭﺗﺘﻌﻠﻤﻮﻩ، } ﻟَﻌَﻠَّﻜُﻢْ ﺗَﺘَّﻘُﻮﻥَ { ﻋﺬﺍﺏ ﺍﻟﻠﻪ
ﻭﺳﺨﻄﻪ , ﺃﻭ ﻟﺘﻜﻮﻧﻮﺍ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺘﻘﻮﻯ.
ﻓﺒﻌﺪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﺍﻟﺒﻠﻴﻎ } ﺗَﻮَﻟَّﻴْﺘُﻢْ {
ﻭﺃﻋﺮﺿﺘﻢ , ﻭﻛﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﻣﻮﺟﺒﺎ ﻷﻥ ﻳﺤﻞ ﺑﻜﻢ
ﺃﻋﻈﻢ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺎﺕ، ﻭﻟﻜﻦ } ﻟَﻮْﻟَﺎ ﻓَﻀْﻞُ ﺍﻟﻠَّﻪِ
ﻋَﻠَﻴْﻜُﻢْ ﻭَﺭَﺣْﻤَﺘُﻪُ ﻟَﻜُﻨْﺘُﻢْ ﻣِﻦَ ﺍﻟْﺨَﺎﺳِﺮِﻳﻦَ {
} 65-66 { } ﻭَﻟَﻘَﺪْ ﻋَﻠِﻤْﺘُﻢُ ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﺍﻋْﺘَﺪَﻭْﺍ
ﻣِﻨْﻜُﻢْ ﻓِﻲ ﺍﻟﺴَّﺒْﺖِ ﻓَﻘُﻠْﻨَﺎ ﻟَﻬُﻢْ ﻛُﻮﻧُﻮﺍ ﻗِﺮَﺩَﺓً
ﺧَﺎﺳِﺌِﻴﻦَ * ﻓَﺠَﻌَﻠْﻨَﺎﻫَﺎ ﻧَﻜَﺎﻟًﺎ ﻟِﻤَﺎ ﺑَﻴْﻦَ ﻳَﺪَﻳْﻬَﺎ
ﻭَﻣَﺎ ﺧَﻠْﻔَﻬَﺎ ﻭَﻣَﻮْﻋِﻈَﺔً ﻟِﻠْﻤُﺘَّﻘِﻴﻦَ {
ﺃﻱ: ﻭﻟﻘﺪ ﺗﻘﺮﺭ ﻋﻨﺪﻛﻢ ﺣﺎﻟﺔ } ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﺍﻋْﺘَﺪَﻭْﺍ
ﻣِﻨْﻜُﻢْ ﻓِﻲ ﺍﻟﺴَّﺒْﺖِ { ﻭﻫﻢ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺫﻛﺮ ﺍﻟﻠﻪ
ﻗﺼﺘﻬﻢ ﻣﺒﺴﻮﻃﺔ ﻓﻲ ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻷﻋﺮﺍﻑ ﻓﻲ
ﻗﻮﻟﻪ: } ﻭَﺍﺳْﺄَﻟْﻬُﻢْ ﻋَﻦِ ﺍﻟْﻘَﺮْﻳَﺔِ ﺍﻟَّﺘِﻲ ﻛَﺎﻧَﺖْ
ﺣَﺎﺿِﺮَﺓَ ﺍﻟْﺒَﺤْﺮِ ﺇِﺫْ ﻳَﻌْﺪُﻭﻥَ ﻓِﻲ ﺍﻟﺴَّﺒْﺖِ {
ﺍﻵﻳﺎﺕ.
ﻓﺄﻭﺟﺐ ﻟﻬﻢ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺬﻧﺐ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ , ﺃﻥ ﻏﻀﺐ
ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻭﺟﻌﻠﻬﻢ } ﻗِﺮَﺩَﺓً ﺧَﺎﺳِﺌِﻴﻦَ {
ﺣﻘﻴﺮﻳﻦ ﺫﻟﻴﻠﻴﻦ.
ﻭﺟﻌﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺔ } ﻧَﻜَﺎﻟًﺎ ﻟِﻤَﺎ ﺑَﻴْﻦَ
ﻳَﺪَﻳْﻬَﺎ { ﺃﻱ: ﻟﻤﻦ ﺣﻀﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﻢ , ﻭﺑﻠﻐﻪ
ﺧﺒﺮﻫﺎ , ﻣﻤﻦ ﻫﻮ ﻓﻲ ﻭﻗﺘﻬﻢ. } ﻭَﻣَﺎ ﺧَﻠْﻔَﻬَﺎ
{ ﺃﻱ: ﻣﻦ ﺑﻌﺪﻫﻢ , ﻓﺘﻘﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ ﺣﺠﺔ
ﺍﻟﻠﻪ , ﻭﻟﻴﺮﺗﺪﻋﻮﺍ ﻋﻦ ﻣﻌﺎﺻﻴﻪ , ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﻻ
ﺗﻜﻮﻥ ﻣﻮﻋﻈﺔ ﻧﺎﻓﻌﺔ ﺇﻻ ﻟﻠﻤﺘﻘﻴﻦ، ﻭﺃﻣﺎ ﻣﻦ
ﻋﺪﺍﻫﻢ ﻓﻼ ﻳﻨﺘﻔﻌﻮﻥ ﺑﺎﻵﻳﺎﺕ .
} 67 - 74 { } ﻭَﺇِﺫْ ﻗَﺎﻝَ ﻣُﻮﺳَﻰ ﻟِﻘَﻮْﻣِﻪِ
ﺇِﻥَّ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﻳَﺄْﻣُﺮُﻛُﻢْ ﺃَﻥْ ﺗَﺬْﺑَﺤُﻮﺍ ﺑَﻘَﺮَﺓً ﻗَﺎﻟُﻮﺍ
ﺃَﺗَﺘَّﺨِﺬُﻧَﺎ ﻫُﺰُﻭًﺍ ﻗَﺎﻝَ ﺃَﻋُﻮﺫُ ﺑِﺎﻟﻠَّﻪِ ﺃَﻥْ ﺃَﻛُﻮﻥَ
ﻣِﻦَ ﺍﻟْﺠَﺎﻫِﻠِﻴﻦَ * ﻗَﺎﻟُﻮﺍ ﺍﺩْﻉُ ﻟَﻨَﺎ ﺭَﺑَّﻚَ ﻳُﺒَﻴِّﻦْ
ﻟَﻨَﺎ ﻣَﺎ ﻫِﻲَ ﻗَﺎﻝَ ﺇِﻧَّﻪُ ﻳَﻘُﻮﻝُ ﺇِﻧَّﻬَﺎ ﺑَﻘَﺮَﺓٌ ﻟَﺎ
ﻓَﺎﺭِﺽٌ ﻭَﻟَﺎ ﺑِﻜْﺮٌ ﻋَﻮَﺍﻥٌ ﺑَﻴْﻦَ ﺫَﻟِﻚَ ﻓَﺎﻓْﻌَﻠُﻮﺍ
ﻣَﺎ ﺗُﺆْﻣَﺮُﻭﻥَ * ﻗَﺎﻟُﻮﺍ ﺍﺩْﻉُ ﻟَﻨَﺎ ﺭَﺑَّﻚَ ﻳُﺒَﻴِّﻦْ
ﻟَﻨَﺎ ﻣَﺎ ﻟَﻮْﻧُﻬَﺎ ﻗَﺎﻝَ ﺇِﻧَّﻪُ ﻳَﻘُﻮﻝُ ﺇِﻧَّﻬَﺎ ﺑَﻘَﺮَﺓٌ
ﺻَﻔْﺮَﺍﺀُ ﻓَﺎﻗِﻊٌ ﻟَﻮْﻧُﻬَﺎ ﺗَﺴُﺮُّ ﺍﻟﻨَّﺎﻇِﺮِﻳﻦَ *
ﻗَﺎﻟُﻮﺍ ﺍﺩْﻉُ ﻟَﻨَﺎ ﺭَﺑَّﻚَ ﻳُﺒَﻴِّﻦْ ﻟَﻨَﺎ ﻣَﺎ ﻫِﻲَ ﺇِﻥَّ ﺍﻟْﺒَﻘَﺮَ
ﺗَﺸَﺎﺑَﻪَ ﻋَﻠَﻴْﻨَﺎ ﻭَﺇِﻧَّﺎ ﺇِﻥْ ﺷَﺎﺀَ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﻟَﻤُﻬْﺘَﺪُﻭﻥَ *
ﻗَﺎﻝَ ﺇِﻧَّﻪُ ﻳَﻘُﻮﻝُ ﺇِﻧَّﻬَﺎ ﺑَﻘَﺮَﺓٌ ﻟَﺎ ﺫَﻟُﻮﻝٌ ﺗُﺜِﻴﺮُ
ﺍﻟْﺄَﺭْﺽَ ﻭَﻟَﺎ ﺗَﺴْﻘِﻲ ﺍﻟْﺤَﺮْﺙَ ﻣُﺴَﻠَّﻤَﺔٌ ﻟَﺎ ﺷِﻴَﺔَ
ﻓِﻴﻬَﺎ ﻗَﺎﻟُﻮﺍ ﺍﻟْﺂﻥَ ﺟِﺌْﺖَ ﺑِﺎﻟْﺤَﻖِّ ﻓَﺬَﺑَﺤُﻮﻫَﺎ ﻭَﻣَﺎ
ﻛَﺎﺩُﻭﺍ ﻳَﻔْﻌَﻠُﻮﻥَ * ﻭَﺇِﺫْ ﻗَﺘَﻠْﺘُﻢْ ﻧَﻔْﺴًﺎ ﻓَﺎﺩَّﺍﺭَﺃْﺗُﻢْ
ﻓِﻴﻬَﺎ ﻭَﺍﻟﻠَّﻪُ ﻣُﺨْﺮِﺝٌ ﻣَﺎ ﻛُﻨْﺘُﻢْ ﺗَﻜْﺘُﻤُﻮﻥَ * ﻓَﻘُﻠْﻨَﺎ
ﺍﺿْﺮِﺑُﻮﻩُ ﺑِﺒَﻌْﻀِﻬَﺎ ﻛَﺬَﻟِﻚَ ﻳُﺤْﻴِﻲ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﺍﻟْﻤَﻮْﺗَﻰ
ﻭَﻳُﺮِﻳﻜُﻢْ ﺁﻳَﺎﺗِﻪِ ﻟَﻌَﻠَّﻜُﻢْ ﺗَﻌْﻘِﻠُﻮﻥَ * ﺛُﻢَّ ﻗَﺴَﺖْ
ﻗُﻠُﻮﺑُﻜُﻢْ ﻣِﻦْ ﺑَﻌْﺪِ ﺫَﻟِﻚَ ﻓَﻬِﻲَ ﻛَﺎﻟْﺤِﺠَﺎﺭَﺓِ ﺃَﻭْ
ﺃَﺷَﺪُّ ﻗَﺴْﻮَﺓً ﻭَﺇِﻥَّ ﻣِﻦَ ﺍﻟْﺤِﺠَﺎﺭَﺓِ ﻟَﻤَﺎ ﻳَﺘَﻔَﺠَّﺮُ
ﻣِﻨْﻪُ ﺍﻟْﺄَﻧْﻬَﺎﺭُ ﻭَﺇِﻥَّ ﻣِﻨْﻬَﺎ ﻟَﻤَﺎ ﻳَﺸَّﻘَّﻖُ ﻓَﻴَﺨْﺮُﺝُ
ﻣِﻨْﻪُ ﺍﻟْﻤَﺎﺀُ ﻭَﺇِﻥَّ ﻣِﻨْﻬَﺎ ﻟَﻤَﺎ ﻳَﻬْﺒِﻂُ ﻣِﻦْ ﺧَﺸْﻴَﺔِ
ﺍﻟﻠَّﻪِ ﻭَﻣَﺎ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﺑِﻐَﺎﻓِﻞٍ ﻋَﻤَّﺎ ﺗَﻌْﻤَﻠُﻮﻥَ {
ﺃﻱ: ﻭﺍﺫﻛﺮﻭﺍ ﻣﺎ ﺟﺮﻯ ﻟﻜﻢ ﻣﻊ ﻣﻮﺳﻰ , ﺣﻴﻦ
ﻗﺘﻠﺘﻢ ﻗﺘﻴﻼ , ﻭﺍﺩﺍﺭﺃﺗﻢ ﻓﻴﻪ , ﺃﻱ: ﺗﺪﺍﻓﻌﺘﻢ
ﻭﺍﺧﺘﻠﻔﺘﻢ ﻓﻲ ﻗﺎﺗﻠﻪ , ﺣﺘﻰ ﺗﻔﺎﻗﻢ ﺍﻷﻣﺮ
ﺑﻴﻨﻜﻢ ﻭﻛﺎﺩ - ﻟﻮﻻ ﺗﺒﻴﻴﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻜﻢ - ﻳﺤﺪﺙ
ﺑﻴﻨﻜﻢ ﺷﺮ ﻛﺒﻴﺮ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻜﻢ ﻣﻮﺳﻰ ﻓﻲ
ﺗﺒﻴﻴﻦ ﺍﻟﻘﺎﺗﻞ: ﺍﺫﺑﺤﻮﺍ ﺑﻘﺮﺓ، ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻦ
ﺍﻟﻮﺍﺟﺐ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻣﺘﺜﺎﻝ ﺃﻣﺮﻩ , ﻭﻋﺪﻡ
ﺍﻻﻋﺘﺮﺍﺽ ﻋﻠﻴﻪ، ﻭﻟﻜﻨﻬﻢ ﺃﺑﻮﺍ ﺇﻻ
ﺍﻻﻋﺘﺮﺍﺽ , ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ: } ﺃَﺗَﺘَّﺨِﺬُﻧَﺎ ﻫُﺰُﻭًﺍ { ﻓﻘﺎﻝ
ﻧﺒﻲ ﺍﻟﻠﻪ : } ﺃَﻋُﻮﺫُ ﺑِﺎﻟﻠَّﻪِ ﺃَﻥْ ﺃَﻛُﻮﻥَ ﻣِﻦَ
ﺍﻟْﺠَﺎﻫِﻠِﻴﻦَ { ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺠﺎﻫﻞ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﻜﻠﻢ
ﺑﺎﻟﻜﻼﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻓﺎﺋﺪﺓ ﻓﻴﻪ , ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ
ﻳﺴﺘﻬﺰﺉ ﺑﺎﻟﻨﺎﺱ، ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﻌﺎﻗﻞ ﻓﻴﺮﻯ ﺃﻥ ﻣﻦ
ﺃﻛﺒﺮ ﺍﻟﻌﻴﻮﺏ ﺍﻟ
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://plus.google.com/app/basic/111256749054740632836
ابوهزاع الدقنسابي
المدير العام
المدير العام
ابوهزاع الدقنسابي


عدد المساهمات : 890
نقاط : 5127
مرسئ : 0
تاريخ التسجيل : 26/08/2013
الموقع : شبكة منتديات القريه عشرين
العمل/الترفيه : المدير العام

تفسير سورة البقرة من الايه 58_78 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة البقرة من الايه 58_78   تفسير سورة البقرة من الايه 58_78 Emptyالجمعة أبريل 11, 2014 11:35 am

نواصل
_________ فقالوا: { أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا } فقال نبي الله: { أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ } فإن الجاهل هو الذي يتكلم بالكلام الذي لا فائدة فيه, وهو الذي يستهزئ بالناس، وأما العاقل فيرى أن من أكبر العيوب المزرية بالدين والعقل, استهزاءه بمن هو آدمي مثله، وإن كان قد فضل عليه, فتفضيله يقتضي منه الشكر لربه, والرحمة لعباده. فلما قال لهم موسى ذلك, علموا أن ذلك صدق فقالوا: { ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ }

أي: ما سنها؟ { قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَا فَارِضٌ } أي: كبيرة { وَلَا بِكْرٌ } أي: صغيرة { عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ فَافْعَلُوا مَا تُؤْمَرُونَ } واتركوا التشديد والتعنت.

{ قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا لَوْنُهَا قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاءُ فَاقِعٌ لَوْنُهَا } أي: شديد { تَسُرُّ النَّاظِرِينَ } من حسنها.

{ قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ إِنَّ الْبَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا } فلم نهتد إلى ما تريد { وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ }

{ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَا ذَلُولٌ } أي: مذللة بالعمل، { تُثِيرُ الْأَرْضَ } بالحراثة { وَلَا تَسْقِي الْحَرْثَ } أي: ليست بساقية، { مُسَلَّمَةٌ } من العيوب أو من العمل { لَا شِيَةَ فِيهَا } أي: لا لون فيها غير لونها الموصوف المتقدم.

{ قَالُوا الْآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ } أي: بالبيان الواضح، وهذا من جهلهم, وإلا فقد جاءهم بالحق أول مرة، فلو أنهم اعترضوا أي: بقرة لحصل المقصود, ولكنهم شددوا بكثرة الأسئلة فشدد الله عليهم, ولو لم يقولوا " إن شاء الله " لم يهتدوا أيضا إليها، { فَذَبَحُوهَا } أي: البقرة التي وصفت بتلك الصفات، { وَمَا كَادُوا يَفْعَلُونَ } بسبب التعنت الذي جرى منهم.

فلما ذبحوها, قلنا لهم اضربوا القتيل ببعضها, أي: بعضو منها, إما معين, أو أي عضو منها, فليس في تعيينه فائدة, فضربوه ببعضها فأحياه الله, وأخرج ما كانوا يكتمون, فأخبر بقاتله، وكان في إحيائه وهم يشاهدون ما يدل على إحياء الله الموتى، { لعلكم تعقلون } فتنزجرون عن ما يضركم.

{ ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ } أي: اشتدت وغلظت, فلم تؤثر فيها الموعظة، { مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ } أي: من بعد ما أنعم عليكم بالنعم العظيمة وأراكم الآيات، ولم يكن ينبغي أن تقسو قلوبكم, لأن ما شاهدتم, مما يوجب رقة القلب وانقياده، ثم وصف قسوتها بأنها { كَالْحِجَارَةِ } التي هي أشد قسوة من الحديد، لأن الحديد والرصاص إذا أذيب في النار, ذاب بخلاف الأحجار.

وقوله: { أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً } أي: إنها لا تقصر عن قساوة الأحجار، وليست " أو " بمعنى " بل " ثم ذكر فضيلة الأحجار على قلوبهم، فقال: { وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ } فبهذه الأمور فضلت قلوبكم. ثم توعدهم تعالى أشد الوعيد فقال: { وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ } بل هو عالم بها حافظ لصغيرها وكبيرها, وسيجازيكم على ذلك أتم الجزاء وأوفاه.

واعلم أن كثيرا من المفسرين رحمهم الله, قد أكثروا في حشو تفاسيرهم من قصص بني إسرائيل, ونزلوا عليها الآيات القرآنية, وجعلوها تفسيرا لكتاب الله, محتجين بقوله صلى الله عليه وسلم: " حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج "

والذي أرى أنه وإن جاز نقل أحاديثهم على وجه تكون مفردة غير مقرونة, ولا منزلة على كتاب الله, فإنه لا يجوز جعلها تفسيرا لكتاب الله قطعا إذا لم تصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذلك أن مرتبتها كما قال صلى الله عليه وسلم: " لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم " فإذا كانت مرتبتها أن تكون مشكوكا فيها, وكان من المعلوم بالضرورة من دين الإسلام أن القرآن يجب الإيمان به والقطع بألفاظه ومعانيه، فلا يجوز أن تجعل تلك القصص المنقولة بالروايات المجهولة, التي يغلب على الظن كذبها أو كذب أكثرها, معاني لكتاب الله, مقطوعا بها ولا يستريب بهذا أحد، ولكن بسبب الغفلة عن هذا حصل ما حصل، والله الموفق.

{ 75 - 78 } { أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ * وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَا بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ قَالُوا أَتُحَدِّثُونَهُمْ بِمَا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ لِيُحَاجُّوكُمْ بِهِ عِنْدَ رَبِّكُمْ أَفَلَا تَعْقِلُونَ *

أَوَلَا يَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ * وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ }

هذا قطع لأطماع المؤمنين من إيمان أهل الكتاب, أي: فلا تطمعوا في إيمانهم وحالتهم لا تقتضي الطمع فيهم, فإنهم كانوا يحرفون كلام الله من بعد ما عقلوه وعلموه, فيضعون له معاني ما أرادها الله, ليوهموا الناس أنها من عند الله, وما هي من عند الله، فإذا كانت هذه حالهم في كتابهم الذي يرونه شرفهم ودينهم يصدون به الناس عن سبيل الله, فكيف يرجى منهم إيمان لكم؟! فهذا من أبعد الأشياء.

ثم ذكر حال منافقي أهل الكتاب فقال: { وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا } فأظهروا لهم الإيمان قولا بألسنتهم, ما ليس في قلوبهم، { وَإِذَا خَلَا بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ } فلم يكن عندهم أحد من غير أهل دينهم، قال بعضهم لبعض: { أَتُحَدِّثُونَهُمْ بِمَا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ } أي: أتظهرون لهم الإيمان وتخبروهم أنكم مثلهم, فيكون ذلك حجة لهم عليكم؟

يقولون: إنهم قد أقروا بأن ما نحن عليه حق, وما هم عليه باطل, فيحتجون عليكم بذلك عند ربكم { أَفَلَا تَعْقِلُونَ } أي: أفلا يكون لكم عقل, فتتركون ما هو حجة عليكم؟ هذا يقوله بعضهم لبعض.

{ أَوَلَا يَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ } فهم وإن أسروا ما يعتقدونه فيما بينهم, وزعموا أنهم بإسرارهم لا يتطرق عليهم حجة للمؤمنين, فإن هذا غلط منهم وجهل كبير, فإن الله يعلم سرهم وعلنهم, فيظهر لعباده ما أنتم عليه.

{ وَمِنْهُمْ } أي: من أهل الكتاب { أُمِّيُّونَ } أي: عوام, ليسوا من أهل العلم، { لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا أَمَانِيَّ } أي: ليس لهم حظ من كتاب الله إلا التلاوة فقط, وليس عندهم خبر بما عند الأولين الذين يعلمون حق المعرفة حالهم, وهؤلاء إنما معهم ظنون وتقاليد لأهل العلم منهم.

فذكر في هذه الآيات علماءهم, وعوامهم, ومنافقيهم, ومن لم ينافق منهم, فالعلماء منهم متمسكون بما هم عليه من الضلال، والعوام مقلدون لهم, لا بصيرة عندهم فلا مطمع لكم في الطائفتين.


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://plus.google.com/app/basic/111256749054740632836
 
تفسير سورة البقرة من الايه 58_78
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» تفسير سورة البقرة من الايه 151حتى الايه 176
» تفسير سورة البقرة من الايه 79حتى الايه 100
» تفسير سورة البقرة من الايه 203 حتى 225
» تفسير سورة البقرة من الايه 253_286
» تفسير سورة البقرة من الايه 101_125

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
عبق التواصل  :: المنتديات :: المنتدي الإسلامي :: القران والتفسير-
انتقل الى: