عبق التواصل
مرحبا بك الزائر العزير بعد اطلاعك على المنتدى يسعدنا ويشرفنا بانضمامك الى منتداك الاول ولك فائق الشكر والتقدير
عبق التواصل
مرحبا بك الزائر العزير بعد اطلاعك على المنتدى يسعدنا ويشرفنا بانضمامك الى منتداك الاول ولك فائق الشكر والتقدير
عبق التواصل
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

عبق التواصل

الموقع الرسمى لأبناء القريه 20
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
مرحبا زائرنا الكريم تفضل بالتسجيل شبكة منتديات القريه عشرين تتشرف بانضمامكم اليها

مبروك قروب واتساب القريه عشرين بانجازاتهم المحققه
واتساب القريه عشرين يبشار اكبر انجاز مشروع طريق معبد يربط القريه عشرين بحلفاج
تشيد او حفر بئر مياه شرب عبر واتساب عشرين
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
Like/Tweet/+1
سحابة الكلمات الدلالية
الخطاب
المواضيع الأخيرة
» الرحيل المنسي(1)
تفسير سورة البقرة من الايه 79حتى الايه 100 Emptyالأربعاء يوليو 28, 2021 3:54 pm من طرف ابوهزاع الدقنسابي

» الرحيل المنسي (2)
تفسير سورة البقرة من الايه 79حتى الايه 100 Emptyالأربعاء يوليو 28, 2021 4:03 am من طرف ابوهزاع الدقنسابي

» رثاء المرحوم/ محمد عبدالرحمن قيل .... بقلم نورالدين ابونوباتيا
تفسير سورة البقرة من الايه 79حتى الايه 100 Emptyالسبت سبتمبر 29, 2018 3:11 am من طرف ابوهزاع الدقنسابي

» رثاء المرحوم الاستاذ/ محمد محي الدين عربي ... بقلم.ابونوباتيا
تفسير سورة البقرة من الايه 79حتى الايه 100 Emptyالسبت سبتمبر 29, 2018 2:13 am من طرف ابوهزاع الدقنسابي

» إختلف الوضع وتغيرت الحال مما عرفنا حاجه إسمها الإغتراب ...
تفسير سورة البقرة من الايه 79حتى الايه 100 Emptyالخميس أغسطس 09, 2018 11:39 pm من طرف ابوهزاع الدقنسابي

» العلاقه بين امبكول وارقو والسراريه
تفسير سورة البقرة من الايه 79حتى الايه 100 Emptyالخميس أغسطس 09, 2018 7:32 pm من طرف ابوهزاع الدقنسابي

» الإطار التشريعي لحماية آثار النوبة
تفسير سورة البقرة من الايه 79حتى الايه 100 Emptyالأربعاء أغسطس 01, 2018 12:59 am من طرف ابوهزاع الدقنسابي

» سياحمد برسي
تفسير سورة البقرة من الايه 79حتى الايه 100 Emptyالسبت يوليو 28, 2018 3:45 am من طرف ابوهزاع الدقنسابي

» الصعوط بالسين ولا الصاد
تفسير سورة البقرة من الايه 79حتى الايه 100 Emptyالجمعة يونيو 29, 2018 4:58 pm من طرف ابوهزاع الدقنسابي

مايو 2024
الأحدالإثنينالثلاثاءالأربعاءالخميسالجمعةالسبت
   1234
567891011
12131415161718
19202122232425
262728293031 
اليوميةاليومية
التواجد بالمنتدى والمشاركات
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية reddit      

قم بحفض و مشاطرة الرابط عبق التواصل على موقع حفض الصفحات

 

 تفسير سورة البقرة من الايه 79حتى الايه 100

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابوهزاع الدقنسابي
المدير العام
المدير العام
ابوهزاع الدقنسابي


عدد المساهمات : 890
نقاط : 5126
مرسئ : 0
تاريخ التسجيل : 26/08/2013
الموقع : شبكة منتديات القريه عشرين
العمل/الترفيه : المدير العام

تفسير سورة البقرة من الايه 79حتى الايه 100 Empty
مُساهمةموضوع: تفسير سورة البقرة من الايه 79حتى الايه 100   تفسير سورة البقرة من الايه 79حتى الايه 100 Emptyالثلاثاء مارس 11, 2014 10:27 pm

ﺗﻔﺴﻴﺮ ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ ﻋﺪﺩ ﺁﻳﺎﺗﻬﺎ 286 )
ﺁﻳﺔ 100-79 (
ﻭﻫﻲ ﻣﺪﻧﻴﺔ
} 79 { } ﻓَﻮَﻳْﻞٌ ﻟِﻠَّﺬِﻳﻦَ ﻳَﻜْﺘُﺒُﻮﻥَ ﺍﻟْﻜِﺘَﺎﺏَ
ﺑِﺄَﻳْﺪِﻳﻬِﻢْ ﺛُﻢَّ ﻳَﻘُﻮﻟُﻮﻥَ ﻫَﺬَﺍ ﻣِﻦْ ﻋِﻨْﺪِ ﺍﻟﻠَّﻪِ
ﻟِﻴَﺸْﺘَﺮُﻭﺍ ﺑِﻪِ ﺛَﻤَﻨًﺎ ﻗَﻠِﻴﻠًﺎ ﻓَﻮَﻳْﻞٌ ﻟَﻬُﻢْ ﻣِﻤَّﺎ
ﻛَﺘَﺒَﺖْ ﺃَﻳْﺪِﻳﻬِﻢْ ﻭَﻭَﻳْﻞٌ ﻟَﻬُﻢْ ﻣِﻤَّﺎ ﻳَﻜْﺴِﺒُﻮﻥَ {
ﺗﻮﻋﺪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺍﻟﻤﺤﺮﻓﻴﻦ ﻟﻠﻜﺘﺎﺏ , ﺍﻟﺬﻳﻦ
ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﻟﺘﺤﺮﻳﻔﻬﻢ ﻭﻣﺎ ﻳﻜﺘﺒﻮﻥ : } ﻫَﺬَﺍ
ﻣِﻦْ ﻋِﻨْﺪِ ﺍﻟﻠَّﻪِ { ﻭﻫﺬﺍ ﻓﻴﻪ ﺇﻇﻬﺎﺭ ﺍﻟﺒﺎﻃﻞ
ﻭﻛﺘﻢ ﺍﻟﺤﻖ , ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻓﻌﻠﻮﺍ ﺫﻟﻚ ﻣﻊ
ﻋﻠﻤﻬﻢ } ﻟِﻴَﺸْﺘَﺮُﻭﺍ ﺑِﻪِ ﺛَﻤَﻨًﺎ ﻗَﻠِﻴﻠًﺎ {
ﻭﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻛﻠﻬﺎ ﻣﻦ ﺃﻭﻟﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺁﺧﺮﻫﺎ ﺛﻤﻦ
ﻗﻠﻴﻞ، ﻓﺠﻌﻠﻮﺍ ﺑﺎﻃﻠﻬﻢ ﺷﺮﻛﺎ ﻳﺼﻄﺎﺩﻭﻥ
ﺑﻪ ﻣﺎ ﻓﻲ ﺃﻳﺪﻱ ﺍﻟﻨﺎﺱ , ﻓﻈﻠﻤﻮﻫﻢ ﻣﻦ
ﻭﺟﻬﻴﻦ : ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺩﻳﻨﻬﻢ ﻋﻠﻴﻬﻢ ,
ﻭﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺃﺧﺬ ﺃﻣﻮﺍﻟﻬﻢ ﺑﻐﻴﺮ ﺣﻖ , ﺑﻞ
ﺑﺄﺑﻄﻞ ﺍﻟﺒﺎﻃﻞ , ﻭﺫﻟﻚ ﺃﻋﻈﻢ ﻣﻤﻦ
ﻳﺄﺧﺬﻫﺎ ﻏﺼﺒﺎ ﻭﺳﺮﻗﺔ ﻭﻧﺤﻮﻫﻤﺎ، ﻭﻟﻬﺬﺍ
ﺗﻮﻋﺪﻫﻢ ﺑﻬﺬﻳﻦ ﺍﻷﻣﺮﻳﻦ ﻓﻘﺎﻝ : } ﻓَﻮَﻳْﻞٌ
ﻟَﻬُﻢْ ﻣِﻤَّﺎ ﻛَﺘَﺒَﺖْ ﺃَﻳْﺪِﻳﻬِﻢْ { ﺃﻱ : ﻣﻦ
ﺍﻟﺘﺤﺮﻳﻒ ﻭﺍﻟﺒﺎﻃﻞ } ﻭَﻭَﻳْﻞٌ ﻟَﻬُﻢْ ﻣِﻤَّﺎ
ﻳَﻜْﺴِﺒُﻮﻥَ { ﻣﻦ ﺍﻷﻣﻮﺍﻝ، ﻭﺍﻟﻮﻳﻞ : ﺷﺪﺓ
ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ﻭﺍﻟﺤﺴﺮﺓ , ﻭﻓﻲ ﺿﻤﻨﻬﺎ ﺍﻟﻮﻋﻴﺪ
ﺍﻟﺸﺪﻳﺪ .
ﻗﺎﻝ ﺷﻴﺦ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻟﻤﺎ ﺫﻛﺮ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻳﺎﺕ
ﻣﻦ ﻗﻮﻟﻪ : } ﺃَﻓَﺘَﻄْﻤَﻌُﻮﻥَ { ﺇﻟﻰ
} ﻳَﻜْﺴِﺒُﻮﻥَ { ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺫﻡ ﺍﻟﺬﻳﻦ
ﻳﺤﺮﻓﻮﻥ ﺍﻟﻜﻠﻢ ﻋﻦ ﻣﻮﺍﺿﻌﻪ , ﻭﻫﻮ
ﻣﺘﻨﺎﻭﻝ ﻟﻤﻦ ﺣﻤﻞ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ , ﻋﻠﻰ
ﻣﺎ ﺃﺻﻠﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺪﻉ ﺍﻟﺒﺎﻃﻠﺔ.
ﻭﺫﻡ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻻ ﻳﻌﻠﻤﻮﻥ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺇﻻ ﺃﻣﺎﻧﻲ ,
ﻭﻫﻮ ﻣﺘﻨﺎﻭﻝ ﻟﻤﻦ ﺗﺮﻙ ﺗﺪﺑﺮ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﻟﻢ
ﻳﻌﻠﻢ ﺇﻻ ﻣﺠﺮﺩ ﺗﻼﻭﺓ ﺣﺮﻭﻓﻪ، ﻭﻣﺘﻨﺎﻭﻝ
ﻟﻤﻦ ﻛﺘﺐ ﻛﺘﺎﺑﺎ ﺑﻴﺪﻩ ﻣﺨﺎﻟﻔﺎ ﻟﻜﺘﺎﺏ
ﺍﻟﻠﻪ , ﻟﻴﻨﺎﻝ ﺑﻪ ﺩﻧﻴﺎ ﻭﻗﺎﻝ : ﺇﻧﻪ ﻣﻦ ﻋﻨﺪ
ﺍﻟﻠﻪ , ﻣﺜﻞ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻝ : ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﻟﺸﺮﻉ
ﻭﺍﻟﺪﻳﻦ , ﻭﻫﺬﺍ ﻣﻌﻨﻰ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ ,
ﻭﻫﺬﺍ ﻣﻌﻘﻮﻝ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﻭﺍﻷﺋﻤﺔ , ﻭﻫﺬﺍ ﻫﻮ
ﺃﺻﻮﻝ ﺍﻟﺪﻳﻦ , ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺠﺐ ﺍﻋﺘﻘﺎﺩﻩ ﻋﻠﻰ
ﺍﻷﻋﻴﺎﻥ ﻭﺍﻟﻜﻔﺎﻳﺔ، ﻭﻣﺘﻨﺎﻭﻝ ﻟﻤﻦ ﻛﺘﻢ ﻣﺎ
ﻋﻨﺪﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ , ﻟﺌﻼ ﻳﺤﺘﺞ ﺑﻪ
ﻣﺨﺎﻟﻔﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻖ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﻮﻟﻪ.
ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﺟﺪﺍ ﻓﻲ ﺃﻫﻞ
ﺍﻷﻫﻮﺍﺀ ﺟﻤﻠﺔ , ﻛﺎﻟﺮﺍﻓﻀﺔ , ﻭﺗﻔﺼﻴﻼ
ﻣﺜﻞ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻨﺘﺴﺒﻴﻦ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻔﻘﻬﺎﺀ .
} 80 - 82 { } ﻭَﻗَﺎﻟُﻮﺍ ﻟَﻦْ ﺗَﻤَﺴَّﻨَﺎ ﺍﻟﻨَّﺎﺭُ ﺇِﻟَّﺎ
ﺃَﻳَّﺎﻣًﺎ ﻣَﻌْﺪُﻭﺩَﺓً ﻗُﻞْ ﺃَﺗَّﺨَﺬْﺗُﻢْ ﻋِﻨْﺪَ ﺍﻟﻠَّﻪِ
ﻋَﻬْﺪًﺍ ﻓَﻠَﻦْ ﻳُﺨْﻠِﻒَ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﻋَﻬْﺪَﻩُ ﺃَﻡْ ﺗَﻘُﻮﻟُﻮﻥَ
ﻋَﻠَﻰ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﻣَﺎ ﻟَﺎ ﺗَﻌْﻠَﻤُﻮﻥَ * ﺑَﻠَﻰ ﻣَﻦْ ﻛَﺴَﺐَ
ﺳَﻴِّﺌَﺔً ﻭَﺃَﺣَﺎﻃَﺖْ ﺑِﻪِ ﺧَﻄِﻴﺌَﺘُﻪُ ﻓَﺄُﻭﻟَﺌِﻚَ
ﺃَﺻْﺤَﺎﺏُ ﺍﻟﻨَّﺎﺭِ ﻫُﻢْ ﻓِﻴﻬَﺎ ﺧَﺎﻟِﺪُﻭﻥَ *
ﻭَﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﺁﻣَﻨُﻮﺍ ﻭَﻋَﻤِﻠُﻮﺍ ﺍﻟﺼَّﺎﻟِﺤَﺎﺕِ ﺃُﻭﻟَﺌِﻚَ
ﺃَﺻْﺤَﺎﺏُ ﺍﻟْﺠَﻨَّﺔِ ﻫُﻢْ ﻓِﻴﻬَﺎ ﺧَﺎﻟِﺪُﻭﻥَ {
ﺫﻛﺮ ﺃﻓﻌﺎﻟﻬﻢ ﺍﻟﻘﺒﻴﺤﺔ , ﺛﻢ ﺫﻛﺮ ﻣﻊ ﻫﺬﺍ
ﺃﻧﻬﻢ ﻳﺰﻛﻮﻥ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ , ﻭﻳﺸﻬﺪﻭﻥ ﻟﻬﺎ
ﺑﺎﻟﻨﺠﺎﺓ ﻣﻦ ﻋﺬﺍﺏ ﺍﻟﻠﻪ , ﻭﺍﻟﻔﻮﺯ ﺑﺜﻮﺍﺑﻪ ,
ﻭﺃﻧﻬﻢ ﻟﻦ ﺗﻤﺴﻬﻢ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﺇﻻ ﺃﻳﺎﻣﺎ
ﻣﻌﺪﻭﺩﺓ , ﺃﻱ : ﻗﻠﻴﻠﺔ ﺗﻌﺪ ﺑﺎﻷﺻﺎﺑﻊ ,
ﻓﺠﻤﻌﻮﺍ ﺑﻴﻦ ﺍﻹﺳﺎﺀﺓ ﻭﺍﻷﻣﻦ.
ﻭﻟﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﻣﺠﺮﺩ ﺩﻋﻮﻯ , ﺭﺩ ﺍﻟﻠﻪ
ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻓﻘﺎﻝ : } ﻗُﻞْ { ﻟﻬﻢ ﻳﺎ ﺃﻳﻬﺎ
ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ } ﺃَﺗَّﺨَﺬْﺗُﻢْ ﻋِﻨْﺪَ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﻋَﻬْﺪًﺍ { ﺃﻱ
ﺑﺎﻹﻳﻤﺎﻥ ﺑﻪ ﻭﺑﺮﺳﻠﻪ ﻭﺑﻄﺎﻋﺘﻪ , ﻓﻬﺬﺍ
ﺍﻟﻮﻋﺪ ﺍﻟﻤﻮﺟﺐ ﻟﻨﺠﺎﺓ ﺻﺎﺣﺒﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ
ﻳﺘﻐﻴﺮ ﻭﻻ ﻳﺘﺒﺪﻝ . } ﺃَﻡْ ﺗَﻘُﻮﻟُﻮﻥَ ﻋَﻠَﻰ
ﺍﻟﻠَّﻪِ ﻣَﺎ ﻟَﺎ ﺗَﻌْﻠَﻤُﻮﻥَ { ؟ ﻓﺄﺧﺒﺮ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺃﻥ
ﺻﺪﻕ ﺩﻋﻮﺍﻫﻢ ﻣﺘﻮﻗﻔﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﺣﺪ ﻫﺬﻳﻦ
ﺍﻷﻣﺮﻳﻦ ﺍﻟﻠﺬﻳﻦ ﻻ ﺛﺎﻟﺚ ﻟﻬﻤﺎ : ﺇﻣﺎ ﺃﻥ
ﻳﻜﻮﻧﻮﺍ ﻗﺪ ﺍﺗﺨﺬﻭﺍ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻬﺪﺍ ,
ﻓﺘﻜﻮﻥ ﺩﻋﻮﺍﻫﻢ ﺻﺤﻴﺤﺔ.
ﻭﺇﻣﺎ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻧﻮﺍ ﻣﺘﻘﻮﻟﻴﻦ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﺘﻜﻮﻥ
ﻛﺎﺫﺑﺔ , ﻓﻴﻜﻮﻥ ﺃﺑﻠﻎ ﻟﺨﺰﻳﻬﻢ ﻭﻋﺬﺍﺑﻬﻢ،
ﻭﻗﺪ ﻋﻠﻢ ﻣﻦ ﺣﺎﻟﻬﻢ ﺃﻧﻬﻢ ﻟﻢ ﻳﺘﺨﺬﻭﺍ
ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻬﺪﺍ , ﻟﺘﻜﺬﻳﺒﻬﻢ ﻛﺜﻴﺮﺍ ﻣﻦ
ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ , ﺣﺘﻰ ﻭﺻﻠﺖ ﺑﻬﻢ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﺇﻟﻰ
ﺃﻥ ﻗﺘﻠﻮﺍ ﻃﺎﺋﻔﺔ ﻣﻨﻬﻢ , ﻭﻟﻨﻜﻮﻟﻬﻢ ﻋﻦ
ﻃﺎﻋﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻧﻘﻀﻬﻢ ﺍﻟﻤﻮﺍﺛﻴﻖ، ﻓﺘﻌﻴﻦ
ﺑﺬﻟﻚ ﺃﻧﻬﻢ ﻣﺘﻘﻮﻟﻮﻥ ﻣﺨﺘﻠﻘﻮﻥ , ﻗﺎﺋﻠﻮﻥ
ﻋﻠﻴﻪ ﻣﺎ ﻻ ﻳﻌﻠﻤﻮﻥ، ﻭﺍﻟﻘﻮﻝ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻼ
ﻋﻠﻢ , ﻣﻦ ﺃﻋﻈﻢ ﺍﻟﻤﺤﺮﻣﺎﺕ , ﻭﺃﺷﻨﻊ
ﺍﻟﻘﺒﻴﺤﺎﺕ .
ﺛﻢ ﺫﻛﺮ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺣﻜﻤﺎ ﻋﺎﻣﺎ ﻟﻜﻞ ﺃﺣﺪ ,
ﻳﺪﺧﻞ ﺑﻪ ﺑﻨﻮ ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ ﻭﻏﻴﺮﻫﻢ , ﻭﻫﻮ
ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﺣﻜﻢ ﻏﻴﺮﻩ , ﻻ ﺃﻣﺎﻧﻴﻬﻢ
ﻭﺩﻋﺎﻭﻳﻬﻢ ﺑﺼﻔﺔ ﺍﻟﻬﺎﻟﻜﻴﻦ ﻭﺍﻟﻨﺎﺟﻴﻦ،
ﻓﻘﺎﻝ : } ﺑَﻠَﻰ { ﺃﻱ : ﻟﻴﺲ ﺍﻷﻣﺮ ﻛﻤﺎ
ﺫﻛﺮﺗﻢ , ﻓﺈﻧﻪ ﻗﻮﻝ ﻻ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻟﻪ، ﻭﻟﻜﻦ
} ﻣَﻦْ ﻛَﺴَﺐَ ﺳَﻴِّﺌَﺔً { ﻭﻫﻮ ﻧﻜﺮﺓ ﻓﻲ
ﺳﻴﺎﻕ ﺍﻟﺸﺮﻁ , ﻓﻴﻌﻢ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﻓﻤﺎ ﺩﻭﻧﻪ،
ﻭﺍﻟﻤﺮﺍﺩ ﺑﻪ ﻫﻨﺎ ﺍﻟﺸﺮﻙ , ﺑﺪﻟﻴﻞ ﻗﻮﻟﻪ :
} ﻭَﺃَﺣَﺎﻃَﺖْ ﺑِﻪِ ﺧَﻄِﻴﺌَﺘُﻪُ { ﺃﻱ : ﺃﺣﺎﻃﺖ
ﺑﻌﺎﻣﻠﻬﺎ , ﻓﻠﻢ ﺗﺪﻉ ﻟﻪ ﻣﻨﻔﺬﺍ , ﻭﻫﺬﺍ ﻻ
ﻳﻜﻮﻥ ﺇﻻ ﺍﻟﺸﺮﻙ , ﻓﺈﻥ ﻣﻦ ﻣﻌﻪ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ
ﻻ ﺗﺤﻴﻂ ﺑﻪ ﺧﻄﻴﺌﺘﻪ .
} ﻓَﺄُﻭﻟَﺌِﻚَ ﺃَﺻْﺤَﺎﺏُ ﺍﻟﻨَّﺎﺭِ ﻫُﻢْ ﻓِﻴﻬَﺎ
ﺧَﺎﻟِﺪُﻭﻥَ { ﻭﻗﺪ ﺍﺣﺘﺞ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﺨﻮﺍﺭﺝ ﻋﻠﻰ
ﻛﻔﺮ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﻤﻌﺼﻴﺔ , ﻭﻫﻲ ﺣﺠﺔ
ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻛﻤﺎ ﺗﺮﻯ , ﻓﺈﻧﻬﺎ ﻇﺎﻫﺮﺓ ﻓﻲ
ﺍﻟﺸﺮﻙ , ﻭﻫﻜﺬﺍ ﻛﻞ ﻣﺒﻄﻞ ﻳﺤﺘﺞ ﺑﺂﻳﺔ ,
ﺃﻭ ﺣﺪﻳﺚ ﺻﺤﻴﺢ ﻋﻠﻰ ﻗﻮﻟﻪ ﺍﻟﺒﺎﻃﻞ
ﻓﻼ ﺑﺪ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻓﻴﻤﺎ ﺍﺣﺘﺞ ﺑﻪ ﺣﺠﺔ
ﻋﻠﻴﻪ.
} ﻭَﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﺁﻣَﻨُﻮﺍ { ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻭﻣﻼﺋﻜﺘﻪ ,
ﻭﻛﺘﺒﻪ , ﻭﺭﺳﻠﻪ , ﻭﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻵﺧﺮ، } ﻭَﻋَﻤِﻠُﻮﺍ
ﺍﻟﺼَّﺎﻟِﺤَﺎﺕِ { ﻭﻻ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﺻﺎﻟﺤﺔ
ﺇﻻ ﺑﺸﺮﻃﻴﻦ : ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺧﺎﻟﺼﺔ ﻟﻮﺟﻪ
ﺍﻟﻠﻪ , ﻣﺘﺒﻌﺎ ﺑﻬﺎ ﺳﻨﺔ ﺭﺳﻮﻟﻪ.
ﻓﺤﺎﺻﻞ ﻫﺎﺗﻴﻦ ﺍﻵﻳﺘﻴﻦ , ﺃﻥ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻨﺠﺎﺓ
ﻭﺍﻟﻔﻮﺯ , ﻫﻢ ﺃﻫﻞ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ
ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ، ﻭﺍﻟﻬﺎﻟﻜﻮﻥ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﺍﻟﻤﺸﺮﻛﻮﻥ
ﺑﺎﻟﻠﻪ , ﺍﻟﻜﺎﻓﺮﻭﻥ ﺑﻪ .
} 83 { } ﻭَﺇِﺫْ ﺃَﺧَﺬْﻧَﺎ ﻣِﻴﺜَﺎﻕَ ﺑَﻨِﻲ
ﺇِﺳْﺮَﺍﺋِﻴﻞَ ﻟَﺎ ﺗَﻌْﺒُﺪُﻭﻥَ ﺇِﻟَّﺎ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﻭَﺑِﺎﻟْﻮَﺍﻟِﺪَﻳْﻦِ
ﺇِﺣْﺴَﺎﻧًﺎ ﻭَﺫِﻱ ﺍﻟْﻘُﺮْﺑَﻰ ﻭَﺍﻟْﻴَﺘَﺎﻣَﻰ
ﻭَﺍﻟْﻤَﺴَﺎﻛِﻴﻦِ ﻭَﻗُﻮﻟُﻮﺍ ﻟِﻠﻨَّﺎﺱِ ﺣُﺴْﻨًﺎ
ﻭَﺃَﻗِﻴﻤُﻮﺍ ﺍﻟﺼَّﻠَﺎﺓَ ﻭَﺁﺗُﻮﺍ ﺍﻟﺰَّﻛَﺎﺓَ ﺛُﻢَّ ﺗَﻮَﻟَّﻴْﺘُﻢْ
ﺇِﻟَّﺎ ﻗَﻠِﻴﻠًﺎ ﻣِﻨْﻜُﻢْ ﻭَﺃَﻧْﺘُﻢْ ﻣُﻌْﺮِﺿُﻮﻥَ {
ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﺮﺍﺋﻊ ﻣﻦ ﺃﺻﻮﻝ ﺍﻟﺪﻳﻦ , ﺍﻟﺘﻲ
ﺃﻣﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺷﺮﻳﻌﺔ , ﻻﺷﺘﻤﺎﻟﻬﺎ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ , ﻓﻲ ﻛﻞ ﺯﻣﺎﻥ
ﻭﻣﻜﺎﻥ , ﻓﻼ ﻳﺪﺧﻠﻬﺎ ﻧﺴﺦ , ﻛﺄﺻﻞ
ﺍﻟﺪﻳﻦ، ﻭﻟﻬﺬﺍ ﺃﻣﺮﻧﺎ ﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ :
} ﻭَﺍﻋْﺒُﺪُﻭﺍ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﻭَﻟَﺎ ﺗُﺸْﺮِﻛُﻮﺍ ﺑِﻪِ ﺷَﻴْﺌًﺎ {
ﺇﻟﻰ ﺁﺧﺮ ﺍﻵﻳﺔ.
ﻓﻘﻮﻟﻪ : } ﻭَﺇِﺫْ ﺃَﺧَﺬْﻧَﺎ ﻣِﻴﺜَﺎﻕَ ﺑَﻨِﻲ
ﺇِﺳْﺮَﺍﺋِﻴﻞَ { ﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﻗﺴﻮﺗﻬﻢ ﺃﻥ ﻛﻞ ﺃﻣﺮ
ﺃﻣﺮﻭﺍ ﺑﻪ , ﺍﺳﺘﻌﺼﻮﺍ؛ ﻓﻼ ﻳﻘﺒﻠﻮﻧﻪ ﺇﻻ
ﺑﺎﻷﻳﻤﺎﻥ ﺍﻟﻐﻠﻴﻈﺔ , ﻭﺍﻟﻌﻬﻮﺩ ﺍﻟﻤﻮﺛﻘﺔ } ﻟَﺎ
ﺗَﻌْﺒُﺪُﻭﻥَ ﺇِﻟَّﺎ ﺍﻟﻠَّﻪَ { ﻫﺬﺍ ﺃﻣﺮ ﺑﻌﺒﺎﺩﺓ ﺍﻟﻠﻪ
ﻭﺣﺪﻩ , ﻭﻧﻬﻰ ﻋﻦ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﺑﻪ، ﻭﻫﺬﺍ ﺃﺻﻞ
ﺍﻟﺪﻳﻦ , ﻓﻼ ﺗﻘﺒﻞ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﻛﻠﻬﺎ ﺇﻥ ﻟﻢ
ﻳﻜﻦ ﻫﺬﺍ ﺃﺳﺎﺳﻬﺎ , ﻓﻬﺬﺍ ﺣﻖ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ
ﻋﻠﻰ ﻋﺒﺎﺩﻩ , ﺛﻢ ﻗﺎﻝ : } ﻭَﺑِﺎﻟْﻮَﺍﻟِﺪَﻳْﻦِ
ﺇِﺣْﺴَﺎﻧًﺎ { ﺃﻱ : ﺃﺣﺴﻨﻮﺍ ﺑﺎﻟﻮﺍﻟﺪﻳﻦ
ﺇﺣﺴﺎﻧﺎ، ﻭﻫﺬﺍ ﻳﻌﻢ ﻛﻞ ﺇﺣﺴﺎﻥ ﻗﻮﻟﻲ
ﻭﻓﻌﻠﻲ ﻣﻤﺎ ﻫﻮ ﺇﺣﺴﺎﻥ ﺇﻟﻴﻬﻢ، ﻭﻓﻴﻪ
ﺍﻟﻨﻬﻲ ﻋﻦ ﺍﻹﺳﺎﺀﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻮﺍﻟﺪﻳﻦ , ﺃﻭ
ﻋﺪﻡ ﺍﻹﺣﺴﺎﻥ ﻭﺍﻹﺳﺎﺀﺓ، ﻷﻥ ﺍﻟﻮﺍﺟﺐ
ﺍﻹﺣﺴﺎﻥ , ﻭﺍﻷﻣﺮ ﺑﺎﻟﺸﻲﺀ ﻧﻬﻲ ﻋﻦ
ﺿﺪﻩ.
ﻭﻟﻺﺣﺴﺎﻥ ﺿﺪﺍﻥ : ﺍﻹﺳﺎﺀﺓ , ﻭﻫﻲ
ﺃﻋﻈﻢ ﺟﺮﻣﺎ، ﻭﺗﺮﻙ ﺍﻹﺣﺴﺎﻥ ﺑﺪﻭﻥ
ﺇﺳﺎﺀﺓ , ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺤﺮﻡ , ﻟﻜﻦ ﻻ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ
ﻳﻠﺤﻖ ﺑﺎﻷﻭﻝ، ﻭﻛﺬﺍ ﻳﻘﺎﻝ ﻓﻲ ﺻﻠﺔ
ﺍﻷﻗﺎﺭﺏ ﻭﺍﻟﻴﺘﺎﻣﻰ , ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﻛﻴﻦ،
ﻭﺗﻔﺎﺻﻴﻞ ﺍﻹﺣﺴﺎﻥ ﻻ ﺗﻨﺤﺼﺮ ﺑﺎﻟﻌﺪ , ﺑﻞ
ﺗﻜﻮﻥ ﺑﺎﻟﺤﺪ , ﻛﻤﺎ ﺗﻘﺪﻡ.
ﺛﻢ ﺃﻣﺮ ﺑﺎﻹﺣﺴﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻤﻮﻣﺎ
ﻓﻘﺎﻝ : } ﻭَﻗُﻮﻟُﻮﺍ ﻟِﻠﻨَّﺎﺱِ ﺣُﺴْﻨًﺎ { ﻭﻣﻦ
ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﺃﻣﺮﻫﻢ ﺑﺎﻟﻤﻌﺮﻭﻑ ,
ﻭﻧﻬﻴﻬﻢ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻨﻜﺮ , ﻭﺗﻌﻠﻴﻤﻬﻢ ﺍﻟﻌﻠﻢ ,
ﻭﺑﺬﻝ ﺍﻟﺴﻼﻡ , ﻭﺍﻟﺒﺸﺎﺷﺔ ﻭﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ
ﻛﻞ ﻛﻼﻡ ﻃﻴﺐ .
ﻭﻟﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻻ ﻳﺴﻊ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﻤﺎﻟﻪ ,
ﺃﻣﺮ ﺑﺄﻣﺮ ﻳﻘﺪﺭ ﺑﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺣﺴﺎﻥ ﺇﻟﻰ
ﻛﻞ ﻣﺨﻠﻮﻕ , ﻭﻫﻮ ﺍﻹﺣﺴﺎﻥ ﺑﺎﻟﻘﻮﻝ ,
ﻓﻴﻜﻮﻥ ﻓﻲ ﺿﻤﻦ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻨﻬﻲ ﻋﻦ ﺍﻟﻜﻼﻡ
ﺍﻟﻘﺒﻴﺢ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﺣﺘﻰ ﻟﻠﻜﻔﺎﺭ , ﻭﻟﻬﺬﺍ ﻗﺎﻝ
ﺗﻌﺎﻟﻰ : } ﻭَﻟَﺎ ﺗُﺠَﺎﺩِﻟُﻮﺍ ﺃَﻫْﻞَ ﺍﻟْﻜِﺘَﺎﺏِ ﺇِﻟَّﺎ
ﺑِﺎﻟَّﺘِﻲ ﻫِﻲَ ﺃَﺣْﺴَﻦُ {
ﻭﻣﻦ ﺃﺩﺏ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺩﺏ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻪ
ﻋﺒﺎﺩﻩ , ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻧﺰﻳﻬﺎ ﻓﻲ
ﺃﻗﻮﺍﻟﻪ ﻭﺃﻓﻌﺎﻟﻪ , ﻏﻴﺮ ﻓﺎﺣﺶ ﻭﻻ ﺑﺬﻱﺀ ,
ﻭﻻ ﺷﺎﺗﻢ , ﻭﻻ ﻣﺨﺎﺻﻢ، ﺑﻞ ﻳﻜﻮﻥ
ﺣﺴﻦ ﺍﻟﺨﻠﻖ , ﻭﺍﺳﻊ ﺍﻟﺤﻠﻢ , ﻣﺠﺎﻣﻼ ﻟﻜﻞ
ﺃﺣﺪ , ﺻﺒﻮﺭﺍ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﻨﺎﻟﻪ ﻣﻦ ﺃﺫﻯ
ﺍﻟﺨﻠﻖ , ﺍﻣﺘﺜﺎﻻ ﻷﻣﺮ ﺍﻟﻠﻪ , ﻭﺭﺟﺎﺀ ﻟﺜﻮﺍﺑﻪ .
ﺛﻢ ﺃﻣﺮﻫﻢ ﺑﺈﻗﺎﻣﺔ ﺍﻟﺼﻼﺓ , ﻭﺇﻳﺘﺎﺀ
ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ , ﻟﻤﺎ ﺗﻘﺪﻡ ﺃﻥ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻣﺘﻀﻤﻨﺔ
ﻟﻺﺧﻼﺹ ﻟﻠﻤﻌﺒﻮﺩ , ﻭﺍﻟﺰﻛﺎﺓ ﻣﺘﻀﻤﻨﺔ
ﻟﻺﺣﺴﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﺒﻴﺪ.
} ﺛُﻢَّ { ﺑﻌﺪ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ ﻟﻜﻢ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻷﻭﺍﻣﺮ
ﺍﻟﺤﺴﻨﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺇﺫﺍ ﻧﻈﺮ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺍﻟﺒﺼﻴﺮ
ﺍﻟﻌﺎﻗﻞ , ﻋﺮﻑ ﺃﻥ ﻣﻦ ﺇﺣﺴﺎﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ
ﻋﺒﺎﺩﻩ ﺃﻥ ﺃﻣﺮﻫﻢ ﺑﻬﺎ ,, ﻭﺗﻔﻀﻞ ﺑﻬﺎ
ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻭﺃﺧﺬ ﺍﻟﻤﻮﺍﺛﻴﻖ ﻋﻠﻴﻜﻢ } ﺗَﻮَﻟَّﻴْﺘُﻢْ
{ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﺍﻹﻋﺮﺍﺽ، ﻷﻥ ﺍﻟﻤﺘﻮﻟﻲ ﻗﺪ
ﻳﺘﻮﻟﻰ , ﻭﻟﻪ ﻧﻴﺔ ﺭﺟﻮﻉ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﺗﻮﻟﻰ
ﻋﻨﻪ، ﻭﻫﺆﻻﺀ ﻟﻴﺲ ﻟﻬﻢ ﺭﻏﺒﺔ ﻭﻻ ﺭﺟﻮﻉ
ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻭﺍﻣﺮ، ﻓﻨﻌﻮﺫ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻣﻦ
ﺍﻟﺨﺬﻻﻥ.
ﻭﻗﻮﻟﻪ : } ﺇِﻟَّﺎ ﻗَﻠِﻴﻠًﺎ ﻣِﻨْﻜُﻢْ { ﻫﺬﺍ ﺍﺳﺘﺜﻨﺎﺀ ,
ﻟﺌﻼ ﻳﻮﻫﻢ ﺃﻧﻬﻢ ﺗﻮﻟﻮﺍ ﻛﻠﻬﻢ، ﻓﺄﺧﺒﺮ ﺃﻥ
ﻗﻠﻴﻼ ﻣﻨﻬﻢ , ﻋﺼﻤﻬﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺛﺒﺘﻬﻢ.
} 84 - 86 { } ﻭَﺇِﺫْ ﺃَﺧَﺬْﻧَﺎ ﻣِﻴﺜَﺎﻗَﻜُﻢْ ﻟَﺎ
ﺗَﺴْﻔِﻜُﻮﻥَ ﺩِﻣَﺎﺀَﻛُﻢْ ﻭَﻟَﺎ ﺗُﺨْﺮِﺟُﻮﻥَ ﺃَﻧْﻔُﺴَﻜُﻢْ
ﻣِﻦْ ﺩِﻳَﺎﺭِﻛُﻢْ ﺛُﻢَّ ﺃَﻗْﺮَﺭْﺗُﻢْ ﻭَﺃَﻧْﺘُﻢْ ﺗَﺸْﻬَﺪُﻭﻥَ
* ﺛُﻢَّ ﺃَﻧْﺘُﻢْ ﻫَﺆُﻟَﺎﺀِ ﺗَﻘْﺘُﻠُﻮﻥَ ﺃَﻧْﻔُﺴَﻜُﻢْ
ﻭَﺗُﺨْﺮِﺟُﻮﻥَ ﻓَﺮِﻳﻘًﺎ ﻣِﻨْﻜُﻢْ ﻣِﻦْ ﺩِﻳَﺎﺭِﻫِﻢْ
ﺗَﻈَﺎﻫَﺮُﻭﻥَ ﻋَﻠَﻴْﻬِﻢْ ﺑِﺎﻟْﺈِﺛْﻢِ ﻭَﺍﻟْﻌُﺪْﻭَﺍﻥِ ﻭَﺇِﻥْ
ﻳَﺄْﺗُﻮﻛُﻢْ ﺃُﺳَﺎﺭَﻯ ﺗُﻔَﺎﺩُﻭﻫُﻢْ ﻭَﻫُﻮَ ﻣُﺤَﺮَّﻡٌ
ﻋَﻠَﻴْﻜُﻢْ ﺇِﺧْﺮَﺍﺟُﻬُﻢْ ﺃَﻓَﺘُﺆْﻣِﻨُﻮﻥَ ﺑِﺒَﻌْﺾِ
ﺍﻟْﻜِﺘَﺎﺏِ ﻭَﺗَﻜْﻔُﺮُﻭﻥَ ﺑِﺒَﻌْﺾٍ ﻓَﻤَﺎ ﺟَﺰَﺍﺀُ ﻣَﻦْ
ﻳَﻔْﻌَﻞُ ﺫَﻟِﻚَ ﻣِﻨْﻜُﻢْ ﺇِﻟَّﺎ ﺧِﺰْﻱٌ ﻓِﻲ ﺍﻟْﺤَﻴَﺎﺓِ
ﺍﻟﺪُّﻧْﻴَﺎ ﻭَﻳَﻮْﻡَ ﺍﻟْﻘِﻴَﺎﻣَﺔِ ﻳُﺮَﺩُّﻭﻥَ ﺇِﻟَﻰ ﺃَﺷَﺪِّ
ﺍﻟْﻌَﺬَﺍﺏِ ﻭَﻣَﺎ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﺑِﻐَﺎﻓِﻞٍ ﻋَﻤَّﺎ ﺗَﻌْﻤَﻠُﻮﻥَ *
ﺃُﻭﻟَﺌِﻚَ ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﺍﺷْﺘَﺮَﻭُﺍ ﺍﻟْﺤَﻴَﺎﺓَ ﺍﻟﺪُّﻧْﻴَﺎ
ﺑِﺎﻟْﺂﺧِﺮَﺓِ ﻓَﻠَﺎ ﻳُﺨَﻔَّﻒُ ﻋَﻨْﻬُﻢُ ﺍﻟْﻌَﺬَﺍﺏُ ﻭَﻟَﺎ
ﻫُﻢْ ﻳُﻨْﺼَﺮُﻭﻥَ {
ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﺍﻟﻤﺬﻛﻮﺭ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻳﺔ ,
ﻓﻌﻞ ﻟﻠﺬﻳﻦ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻓﻲ ﺯﻣﻦ ﺍﻟﻮﺣﻲ
ﺑﺎﻟﻤﺪﻳﻨﺔ، ﻭﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﺍﻷﻭﺱ ﻭﺍﻟﺨﺰﺭﺝ -
ﻭﻫﻢ ﺍﻷﻧﺼﺎﺭ - ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻗﺒﻞ ﻣﺒﻌﺚ ﺍﻟﻨﺒﻲ
ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻣﺸﺮﻛﻴﻦ , ﻭﻛﺎﻧﻮﺍ
ﻳﻘﺘﺘﻠﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻴﺔ، ﻓﻨﺰﻟﺖ
ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﻔﺮﻕ ﺍﻟﺜﻼﺙ ﻣﻦ ﻓﺮﻕ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ,
ﺑﻨﻮ ﻗﺮﻳﻈﺔ , ﻭﺑﻨﻮ ﺍﻟﻨﻀﻴﺮ , ﻭﺑﻨﻮ ﻗﻴﻨﻘﺎﻉ،
ﻓﻜﻞ ﻓﺮﻗﺔ ﻣﻨﻬﻢ ﺣﺎﻟﻔﺖ ﻓﺮﻗﺔ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ
ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ .
ﻓﻜﺎﻧﻮﺍ ﺇﺫﺍ ﺍﻗﺘﺘﻠﻮﺍ ﺃﻋﺎﻥ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩﻱ ﺣﻠﻴﻔﻪ
ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺎﺗﻠﻴﻪ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺗﻌﻴﻨﻬﻢ ﺍﻟﻔﺮﻗﺔ
ﺍﻷﺧﺮﻯ ﻣﻦ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ , ﻓﻴﻘﺘﻞ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩﻱ
ﺍﻟﻴﻬﻮﺩﻱ , ﻭﻳﺨﺮﺟﻪ ﻣﻦ ﺩﻳﺎﺭﻩ ﺇﺫﺍ ﺣﺼﻞ
ﺟﻼﺀ ﻭﻧﻬﺐ، ﺛﻢ ﺇﺫﺍ ﻭﺿﻌﺖ ﺍﻟﺤﺮﺏ
ﺃﻭﺯﺍﺭﻫﺎ , ﻭﻛﺎﻥ ﻗﺪ ﺣﺼﻞ ﺃﺳﺎﺭﻯ ﺑﻴﻦ
ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﺘﻴﻦ ﻓﺪﻯ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺑﻌﻀﺎ .
ﻭﺍﻷﻣﻮﺭ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ﻛﻠﻬﺎ ﻗﺪ ﻓﺮﺿﺖ ﻋﻠﻴﻬﻢ،
ﻓﻔﺮﺽ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺃﻥ ﻻ ﻳﺴﻔﻚ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺩﻡ
ﺑﻌﺾ , ﻭﻻ ﻳﺨﺮﺝ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺑﻌﻀﺎ، ﻭﺇﺫﺍ
ﻭﺟﺪﻭﺍ ﺃﺳﻴﺮﺍ ﻣﻨﻬﻢ , ﻭﺟﺐ ﻋﻠﻴﻬﻢ
ﻓﺪﺍﺅﻩ، ﻓﻌﻤﻠﻮﺍ ﺑﺎﻷﺧﻴﺮ ﻭﺗﺮﻛﻮﺍ ﺍﻷﻭﻟﻴﻦ ,
ﻓﺄﻧﻜﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺫﻟﻚ ﻓﻘﺎﻝ :
} ﺃَﻓَﺘُﺆْﻣِﻨُﻮﻥَ ﺑِﺒَﻌْﺾِ ﺍﻟْﻜِﺘَﺎﺏِ { ﻭﻫﻮ ﻓﺪﺍﺀ
ﺍﻷﺳﻴﺮ } ﻭَﺗَﻜْﻔُﺮُﻭﻥَ ﺑِﺒَﻌْﺾٍ { ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻘﺘﻞ
ﻭﺍﻹﺧﺮﺍﺝ .
ﻭﻓﻴﻬﺎ ﺃﻛﺒﺮ ﺩﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ
ﻳﻘﺘﻀﻲ ﻓﻌﻞ ﺍﻷﻭﺍﻣﺮ ﻭﺍﺟﺘﻨﺎﺏ
ﺍﻟﻨﻮﺍﻫﻲ، ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻤﺄﻣﻮﺭﺍﺕ ﻣﻦ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ،
ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ : } ﻓَﻤَﺎ ﺟَﺰَﺍﺀُ ﻣَﻦْ ﻳَﻔْﻌَﻞُ ﺫَﻟِﻚَ
ﻣِﻨْﻜُﻢْ ﺇِﻟَّﺎ ﺧِﺰْﻱٌ ﻓِﻲ ﺍﻟْﺤَﻴَﺎﺓِ ﺍﻟﺪُّﻧْﻴَﺎ { ﻭﻗﺪ
ﻭﻗﻊ ﺫﻟﻚ ﻓﺄﺧﺰﺍﻫﻢ ﺍﻟﻠﻪ , ﻭﺳﻠﻂ ﺭﺳﻮﻟﻪ
ﻋﻠﻴﻬﻢ , ﻓﻘﺘﻞ ﻣﻦ ﻗﺘﻞ , ﻭﺳﺒﻰ ﻣﻦ ﺳﺒﻰ
ﻣﻨﻬﻢ , ﻭﺃﺟﻠﻰ ﻣﻦ ﺃﺟﻠﻰ.
} ﻭَﻳَﻮْﻡَ ﺍﻟْﻘِﻴَﺎﻣَﺔِ ﻳُﺮَﺩُّﻭﻥَ ﺇِﻟَﻰ ﺃَﺷَﺪِّ
ﺍﻟْﻌَﺬَﺍﺏِ { ﺃﻱ : ﺃﻋﻈﻤﻪ } ﻭَﻣَﺎ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﺑِﻐَﺎﻓِﻞٍ
ﻋَﻤَّﺎ ﺗَﻌْﻤَﻠُﻮﻥَ {
ﺛﻢ ﺃﺧﺒﺮ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﻦ ﺍﻟﺴﺒﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻭﺟﺐ
ﻟﻬﻢ ﺍﻟﻜﻔﺮ ﺑﺒﻌﺾ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ , ﻭﺍﻹﻳﻤﺎﻥ
ﺑﺒﻌﻀﻪ ﻓﻘﺎﻝ : } ﺃُﻭﻟَﺌِﻚَ ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﺍﺷْﺘَﺮَﻭُﺍ
ﺍﻟْﺤَﻴَﺎﺓَ ﺍﻟﺪُّﻧْﻴَﺎ ﺑِﺎﻟْﺂﺧِﺮَﺓِ { ﺗﻮﻫﻤﻮﺍ ﺃﻧﻬﻢ ﺇﻥ
ﻟﻢ ﻳﻌﻴﻨﻮﺍ ﺣﻠﻔﺎﺀﻫﻢ ﺣﺼﻞ ﻟﻬﻢ ﻋﺎﺭ ,
ﻓﺎﺧﺘﺎﺭﻭﺍ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺎﺭ، ﻓﻠﻬﺬﺍ ﻗﺎﻝ :
} ﻓَﻠَﺎ ﻳُﺨَﻔَّﻒُ ﻋَﻨْﻬُﻢُ ﺍﻟْﻌَﺬَﺍﺏُ { ﺑﻞ ﻫﻮ ﺑﺎﻕ
ﻋﻠﻰ ﺷﺪﺗﻪ , ﻭﻻ ﻳﺤﺼﻞ ﻟﻬﻢ ﺭﺍﺣﺔ
ﺑﻮﻗﺖ ﻣﻦ ﺍﻷﻭﻗﺎﺕ، } ﻭَﻟَﺎ ﻫُﻢْ ﻳُﻨْﺼَﺮُﻭﻥَ
{ ﺃﻱ : ﻳﺪﻓﻊ ﻋﻨﻬﻢ ﻣﻜﺮﻭﻩ.
} 87 { } ﻭَﻟَﻘَﺪْ ﺁﺗَﻴْﻨَﺎ ﻣُﻮﺳَﻰ ﺍﻟْﻜِﺘَﺎﺏَ
ﻭَﻗَﻔَّﻴْﻨَﺎ ﻣِﻦْ ﺑَﻌْﺪِﻩِ ﺑِﺎﻟﺮُّﺳُﻞِ ﻭَﺁﺗَﻴْﻨَﺎ ﻋِﻴﺴَﻰ
ﺍﺑْﻦَ ﻣَﺮْﻳَﻢَ ﺍﻟْﺒَﻴِّﻨَﺎﺕِ ﻭَﺃَﻳَّﺪْﻧَﺎﻩُ ﺑِﺮُﻭﺡِ
ﺍﻟْﻘُﺪُﺱِ ﺃَﻓَﻜُﻠَّﻤَﺎ ﺟَﺎﺀَﻛُﻢْ ﺭَﺳُﻮﻝٌ ﺑِﻤَﺎ ﻟَﺎ
ﺗَﻬْﻮَﻯ ﺃَﻧْﻔُﺴُﻜُﻢُ ﺍﺳْﺘَﻜْﺒَﺮْﺗُﻢْ ﻓَﻔَﺮِﻳﻘًﺎ ﻛَﺬَّﺑْﺘُﻢْ
ﻭَﻓَﺮِﻳﻘًﺎ ﺗَﻘْﺘُﻠُﻮﻥَ {
ﻳﻤﺘﻦ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﻠﻰ ﺑﻨﻲ ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ ﺃﻥ
ﺃﺭﺳﻞ ﻟﻬﻢ ﻛﻠﻴﻤﻪ ﻣﻮﺳﻰ , ﻭﺁﺗﺎﻩ ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ ,
ﺛﻢ ﺗﺎﺑﻊ ﻣﻦ ﺑﻌﺪﻩ ﺑﺎﻟﺮﺳﻞ ﺍﻟﺬﻳﻦ
ﻳﺤﻜﻤﻮﻥ ﺑﺎﻟﺘﻮﺭﺍﺓ , ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺧﺘﻢ
ﺃﻧﺒﻴﺎﺀﻫﻢ ﺑﻌﻴﺴﻰ ﺍﺑﻦ ﻣﺮﻳﻢ ﻋﻠﻴﻪ
ﺍﻟﺴﻼﻡ، ﻭﺁﺗﺎﻩ ﻣﻦ ﺍﻵﻳﺎﺕ ﺍﻟﺒﻴﻨﺎﺕ ﻣﺎ
ﻳﺆﻣﻦ ﻋﻠﻰ ﻣﺜﻠﻪ ﺍﻟﺒﺸﺮ، } ﻭَﺃَﻳَّﺪْﻧَﺎﻩُ ﺑِﺮُﻭﺡِ
ﺍﻟْﻘُﺪُﺱِ { ﺃﻱ : ﻗﻮﺍﻩ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺮﻭﺡ ﺍﻟﻘﺪﺱ .
ﻗﺎﻝ ﺃﻛﺜﺮ ﺍﻟﻤﻔﺴﺮﻳﻦ : ﺇﻧﻪ ﺟﺒﺮﻳﻞ ﻋﻠﻴﻪ
ﺍﻟﺴﻼﻡ , ﻭﻗﻴﻞ : ﺇﻧﻪ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺆﻳﺪ
ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻪ ﻋﺒﺎﺩﻩ .
ﺛﻢ ﻣﻊ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﻌﻢ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﻳﻘﺪﺭ ﻗﺪﺭﻫﺎ ,
ﻟﻤﺎ ﺃﺗﻮﻛﻢ } ﺑِﻤَﺎ ﻟَﺎ ﺗَﻬْﻮَﻯ ﺃَﻧْﻔُﺴُﻜُﻢُ
ﺍﺳْﺘَﻜْﺒَﺮْﺗُﻢْ { ﻋﻦ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﺑﻬﻢ، } ﻓَﻔَﺮِﻳﻘًﺎ
{ ﻣﻨﻬﻢ } ﻛَﺬَّﺑْﺘُﻢْ ﻭَﻓَﺮِﻳﻘًﺎ ﺗَﻘْﺘُﻠُﻮﻥَ {
ﻓﻘﺪﻣﺘﻢ ﺍﻟﻬﻮﻯ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻬﺪﻯ , ﻭﺁﺛﺮﺗﻢ
ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻵﺧﺮﺓ، ﻭﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻮﺑﻴﺦ
ﻭﺍﻟﺘﺸﺪﻳﺪ ﻣﺎ ﻻ ﻳﺨﻔﻰ .
} 88 { } ﻭَﻗَﺎﻟُﻮﺍ ﻗُﻠُﻮﺑُﻨَﺎ ﻏُﻠْﻒٌ ﺑَﻞْ ﻟَﻌَﻨَﻬُﻢُ
ﺍﻟﻠَّﻪُ ﺑِﻜُﻔْﺮِﻫِﻢْ ﻓَﻘَﻠِﻴﻠًﺎ ﻣَﺎ ﻳُﺆْﻣِﻨُﻮﻥَ {
ﺃﻱ : ﺍﻋﺘﺬﺭﻭﺍ ﻋﻦ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﻟﻤﺎ ﺩﻋﻮﺗﻬﻢ
ﺇﻟﻴﻪ , ﻳﺎ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ , ﺑﺄﻥ ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ ﻏﻠﻒ ,
ﺃﻱ : ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻏﻼﻑ ﻭﺃﻏﻄﻴﺔ , ﻓﻼ ﺗﻔﻘﻪ ﻣﺎ
ﺗﻘﻮﻝ، ﻳﻌﻨﻲ ﻓﻴﻜﻮﻥ ﻟﻬﻢ - ﺑﺰﻋﻤﻬﻢ -
ﻋﺬﺭ ﻟﻌﺪﻡ ﺍﻟﻌﻠﻢ , ﻭﻫﺬ
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://plus.google.com/app/basic/111256749054740632836
ابوهزاع الدقنسابي
المدير العام
المدير العام
ابوهزاع الدقنسابي


عدد المساهمات : 890
نقاط : 5126
مرسئ : 0
تاريخ التسجيل : 26/08/2013
الموقع : شبكة منتديات القريه عشرين
العمل/الترفيه : المدير العام

تفسير سورة البقرة من الايه 79حتى الايه 100 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة البقرة من الايه 79حتى الايه 100   تفسير سورة البقرة من الايه 79حتى الايه 100 Emptyالجمعة أبريل 11, 2014 11:41 am

نواصل
__________ 88 } { وَقَالُوا قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَقَلِيلًا مَا يُؤْمِنُونَ }

أي: اعتذروا عن الإيمان لما دعوتهم إليه, يا أيها الرسول, بأن قلوبهم غلف, أي: عليها غلاف وأغطية, فلا تفقه ما تقول، يعني فيكون لهم - بزعمهم - عذر لعدم العلم, وهذا كذب منهم، فلهذا قال تعالى: { بَلْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ } أي: أنهم مطرودون ملعونون, بسبب كفرهم، فقليلا المؤمن منهم, أو قليلا إيمانهم، وكفرهم هو الكثير.

{ 89 - 90 } { وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ * بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ أَنْ يَكْفُرُوا بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ بَغْيًا أَنْ يُنَزِّلَ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ فَبَاءُوا بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ }

أي: ولما جاءهم كتاب من عند الله على يد أفضل الخلق وخاتم الأنبياء, المشتمل على تصديق ما معهم من التوراة, وقد علموا به, وتيقنوه حتى إنهم كانوا إذا وقع بينهم وبين المشركين في الجاهلية حروب, استنصروا بهذا النبي, وتوعدوهم بخروجه, وأنهم يقاتلون المشركين معه، فلما جاءهم هذا الكتاب والنبي الذي عرفوا, كفروا به, بغيا وحسدا, أن ينزل الله من فضله على من يشاء من عباده، فلعنهم الله, وغضب عليهم غضبا بعد غضب, لكثرة كفرهم وتوالى شكهم وشركهم.

{ وللكافرين عذاب مهين } أي: مؤلم موجع, وهو صلي الجحيم, وفوت النعيم المقيم، فبئس الحال حالهم, وبئس ما استعاضوا واستبدلوا من الإيمان بالله وكتبه ورسله, الكفر به, وبكتبه, وبرسله, مع علمهم وتيقنهم, فيكون أعظم لعذابهم.

{ 91 - 93 } { وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا نُؤْمِنُ بِمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَيَكْفُرُونَ بِمَا وَرَاءَهُ وَهُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقًا لِمَا مَعَهُمْ قُلْ فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنْبِيَاءَ اللَّهِ مِنْ قَبْلُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ * وَلَقَدْ جَاءَكُمْ مُوسَى بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ * وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاسْمَعُوا قَالُوا سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمَانُكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ }

أي: وإذا أمر اليهود بالإيمان بما أنزل الله على رسوله, وهو القرآن استكبروا وعتوا, و { قَالُوا نُؤْمِنُ بِمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَيَكْفُرُونَ بِمَا وَرَاءَهُ } أي: بما سواه من الكتب، مع أن الواجب أن يؤمن بما أنزل الله مطلقا, سواء أنزل عليهم, أو على غيرهم, وهذا هو الإيمان النافع, الإيمان بما أنزل الله على جميع رسل الله.

وأما التفريق بين الرسل والكتب, وزعم الإيمان ببعضها دون بعض, فهذا ليس بإيمان, بل هو الكفر بعينه, ولهذا قال تعالى: { إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا أُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقًّا }

ولهذا رد عليهم تبارك وتعالى هنا ردا شافيا, وألزمهم إلزاما لا محيد لهم عنه, فرد عليهم بكفرهم بالقرآن بأمرين فقال: { وَهُوَ الْحَقُّ } فإذا كان هو الحق في جميع ما اشتمل عليه من الإخبارات, والأوامر والنواهي, وهو من عند ربهم, فالكفر به بعد ذلك كفر بالله, وكفر بالحق الذي أنزله.

ثم قال: { مُصَدِّقًا لِمَا مَعَهُمْ } أي: موافقا له في كل ما دل عليه من الحق ومهيمنا عليه.

فلم تؤمنون بما أنزل عليكم, وتكفرون بنظيره؟ هل هذا إلا تعصب واتباع للهوى لا للهدى؟

وأيضا, فإن كون القرآن مصدقا لما معهم, يقتضي أنه حجة لهم على صدق ما في أيديهم من الكتب, قلا سبيل لهم إلى إثباتها إلا به، فإذا كفروا به وجحدوه, صاروا بمنزلة من ادعى دعوى بحجة وبينة ليس له غيرها, ولا تتم دعواه إلا بسلامة بينته, ثم يأتي هو لبينته وحجته, فيقدح فيها ويكذب بها; أليس هذا من الحماقة والجنون؟ فكان كفرهم بالقرآن, كفرا بما في أيديهم ونقضا له.

ثم نقض عليهم تعالى دعواهم الإيمان بما أنزل إليهم بقوله: { قُلْ } لهم: { فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنْبِيَاءَ اللَّهِ مِنْ قَبْلُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ وَلَقَدْ جَاءَكُمْ مُوسَى بِالْبَيِّنَاتِ }

أي: بالأدلة الواضحات المبينة للحق، { ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ } أي: بعد مجيئه { وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ } في ذلك ليس لكم عذر.

{ وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاسْمَعُوا } أي: سماع قبول وطاعة واستجابة، { قَالُوا سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا } أي: صارت هذه حالتهم { وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ } بسبب كفرهم.

{ قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمَانُكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ } أي: أنتم تدعون الإيمان وتتمدحون بالدين الحق, وأنتم قتلتم أنبياء الله, واتخذتم العجل إلها من دون الله, لما غاب عنكم موسى, نبي الله, ولم تقبلوا أوامره ونواهيه إلا بعد التهديد ورفع الطور فوقكم, فالتزمتم بالقول, ونقضتم بالفعل، فما هذا الإيمان الذي ادعيتم, وما هذا الدين؟.

فإن كان هذا إيمانا على زعمكم, فبئس الإيمان الداعي صاحبه إلى الطغيان, والكفر برسل الله, وكثرة العصيان، وقد عهد أن الإيمان الصحيح, يأمر صاحبه بكل خير, وينهاه عن كل شر، فوضح بهذا كذبهم, وتبين تناقضهم.

{ 94 - 96 } { قُلْ إِنْ كَانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الْآخِرَةُ عِنْدَ اللَّهِ خَالِصَةً مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * وَلَنْ يَتَمَنَّوْهُ أَبَدًا بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ * وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذَابِ أَنْ يُعَمَّرَ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ }

أي: { قُلْ } لهم على وجه تصحيح دعواهم: { إِنْ كَانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الْآخِرَةُ } يعني الجنة { خَالِصَةً مِنْ دُونِ النَّاسِ } كما زعمتم, أنه لن يدخل الجنة إلا من كان هودا أو نصارى, وأن النار لن تمسهم إلا أياما معدودة، فإن كنتم صادقين بهذه الدعوى { فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ } وهذا نوع مباهلة بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وليس بعد هذا الإلجاء والمضايقة لهم بعد العناد منهم, إلا أحد أمرين: إما أن يؤمنوا بالله ورسوله، وإما أن يباهلوا على ما هم عليه بأمر يسير عليهم, وهو تمني الموت الذي يوصلهم إلى الدار التي هي خالصة لهم, فامتنعوا من ذلك.

فعلم كل أحد أنهم في غاية المعاندة والمحادة لله ولرسوله, مع علمهم بذلك، ولهذا قال تعالى { وَلَنْ يَتَمَنَّوْهُ أَبَدًا بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ } من الكفر والمعاصي, لأنهم يعلمون أنه طريق لهم إلى المجازاة بأعمالهم الخبيثة، فالموت أكره شيء إليهم, وهم أحرص على الحياة من كل أحد من الناس, حتى من المشركين الذين لا يؤمنون بأحد من الرسل والكتب.

ثم ذكر شدة محبتهم للدنيا فقال: { يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ } وهذا أبلغ ما يكون من الحرص, تمنوا حالة هي من المحالات، والحال أنهم لو عمروا العمر المذكور, لم يغن عنهم شيئا ولا دفع عنهم من العذاب شيئا.

{ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ } تهديد لهم على المجازاة بأعمالهم.

{ 97 - 98 } { قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ * مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ }

أي: قل لهؤلاء اليهود, الذين زعموا أن الذي منعهم من الإيمان بك, أن وليك جبريل عليه السلام, ولو كان غيره من ملائكة الله, لآمنوا بك وصدقوا، إن هذا الزعم منكم تناقض وتهافت, وتكبر على الله، فإن جبريل عليه السلام هو الذي نزل بالقرآن من عند الله على قلبك, وهو الذي ينزل على الأنبياء قبلك, والله هو الذي أمره, وأرسله بذلك, فهو رسول محض.

مع أن هذا الكتاب الذي نزل به جبريل مصدقا لما تقدمه من الكتب غير مخالف لها ولا مناقض, وفيه الهداية التامة من أنواع الضلالات, والبشارة بالخير الدنيوي والأخروي, لمن آمن به، فالعداوة لجبريل الموصوف بذلك, كفر بالله وآياته, وعداوة لله ولرسله وملائكته، فإن عداوتهم لجبريل, لا لذاته بل لما ينزل به من عند الله من الحق على رسل الله.

فيتضمن الكفر والعداوة للذي أنزله وأرسله, والذي أرسل به, والذي أرسل إليه, فهذا وجه ذلك.

{ 99 } { وَلَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلَّا الْفَاسِقُونَ }

يقول لنبيه صلى الله عليه وسلم: { وَلَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ } تحصل بها الهداية لمن استهدى, وإقامة الحجة على من عاند, وهي في الوضوح والدلالة على الحق, قد بلغت مبلغا عظيما ووصلت إلى حالة لا يمتنع من قبولها إلا من فسق عن أمر الله, وخرج عن طاعة الله, واستكبر غاية التكبر.

{ 100 } { أَوَكُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْدًا نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ }

وهذا فيه التعجيب من كثرة معاهداتهم, وعدم صبرهم على الوفاء بها.

فـ " كُلَّمَا " تفيد التكرار, فكلما وجد العهد ترتب عليه النقض، ما السبب في ذلك؟ السبب أن أكثرهم لا يؤمنون، فعدم إيمانهم هو الذي أوجب لهم نقض العهود، ولو صدق إيمانهم, لكانوا مثل من قال الله فيهم: { مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ }.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://plus.google.com/app/basic/111256749054740632836
 
تفسير سورة البقرة من الايه 79حتى الايه 100
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» تفسير سورة البقرة من الايه 151حتى الايه 176
» تفسير سورة البقرة من الايه 203 حتى 225
» تفسير سورة البقرة من الايه 253_286
» تفسير سورة البقرة من الايه 101_125
» تفسير سورة البقرة من الايه 177الى 202

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
عبق التواصل  :: المنتديات :: المنتدي الإسلامي :: القران والتفسير-
انتقل الى: