عبق التواصل
مرحبا بك الزائر العزير بعد اطلاعك على المنتدى يسعدنا ويشرفنا بانضمامك الى منتداك الاول ولك فائق الشكر والتقدير
عبق التواصل
مرحبا بك الزائر العزير بعد اطلاعك على المنتدى يسعدنا ويشرفنا بانضمامك الى منتداك الاول ولك فائق الشكر والتقدير
عبق التواصل
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

عبق التواصل

الموقع الرسمى لأبناء القريه 20
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
مرحبا زائرنا الكريم تفضل بالتسجيل شبكة منتديات القريه عشرين تتشرف بانضمامكم اليها

مبروك قروب واتساب القريه عشرين بانجازاتهم المحققه
واتساب القريه عشرين يبشار اكبر انجاز مشروع طريق معبد يربط القريه عشرين بحلفاج
تشيد او حفر بئر مياه شرب عبر واتساب عشرين
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
Like/Tweet/+1
سحابة الكلمات الدلالية
الخطاب
المواضيع الأخيرة
» الرحيل المنسي(1)
السلام ... Emptyالأربعاء يوليو 28, 2021 3:54 pm من طرف ابوهزاع الدقنسابي

» الرحيل المنسي (2)
السلام ... Emptyالأربعاء يوليو 28, 2021 4:03 am من طرف ابوهزاع الدقنسابي

» رثاء المرحوم/ محمد عبدالرحمن قيل .... بقلم نورالدين ابونوباتيا
السلام ... Emptyالسبت سبتمبر 29, 2018 3:11 am من طرف ابوهزاع الدقنسابي

» رثاء المرحوم الاستاذ/ محمد محي الدين عربي ... بقلم.ابونوباتيا
السلام ... Emptyالسبت سبتمبر 29, 2018 2:13 am من طرف ابوهزاع الدقنسابي

» إختلف الوضع وتغيرت الحال مما عرفنا حاجه إسمها الإغتراب ...
السلام ... Emptyالخميس أغسطس 09, 2018 11:39 pm من طرف ابوهزاع الدقنسابي

» العلاقه بين امبكول وارقو والسراريه
السلام ... Emptyالخميس أغسطس 09, 2018 7:32 pm من طرف ابوهزاع الدقنسابي

» الإطار التشريعي لحماية آثار النوبة
السلام ... Emptyالأربعاء أغسطس 01, 2018 12:59 am من طرف ابوهزاع الدقنسابي

» سياحمد برسي
السلام ... Emptyالسبت يوليو 28, 2018 3:45 am من طرف ابوهزاع الدقنسابي

» الصعوط بالسين ولا الصاد
السلام ... Emptyالجمعة يونيو 29, 2018 4:58 pm من طرف ابوهزاع الدقنسابي

نوفمبر 2024
الأحدالإثنينالثلاثاءالأربعاءالخميسالجمعةالسبت
     12
3456789
10111213141516
17181920212223
24252627282930
اليوميةاليومية
التواجد بالمنتدى والمشاركات
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية reddit      

قم بحفض و مشاطرة الرابط عبق التواصل على موقع حفض الصفحات

 

 السلام ...

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابوهزاع الدقنسابي
المدير العام
المدير العام
ابوهزاع الدقنسابي


عدد المساهمات : 890
نقاط : 5292
مرسئ : 0
تاريخ التسجيل : 26/08/2013
الموقع : شبكة منتديات القريه عشرين
العمل/الترفيه : المدير العام

السلام ... Empty
مُساهمةموضوع: السلام ...   السلام ... Emptyالأربعاء مارس 26, 2014 3:13 pm

ﺍﻟﺴﻼﻡ
) ﺳﻠﻢ ( ﻣﻦ ﺍﻵﻓﺎﺕ ﻭﻧﺤﻮﻫﺎ ﺃﻱ
ﺑﺮﺉ .. ﻭ ) ﺃﺳﻠﻢ ( ﺃﻱ ﺍﻧﻘﺎﺩ، ﻭﺗﻄﻠﻖ
ﺃﻳﻀﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻳﻌﺘﻨﻖ ﺍﻹﺳﻼﻡ ..
ﻭﺃﺳﻠﻢ ﺃﻣﺮﻩ ﻟﻠﻪ ﺃﻱ ﻓﻮﺿﻪ ﻓﻴﻪ،
ﻭﺳﺎﻟﻢ ﺯﻳﺪ ﺃﻱ ﺻﺎﻟﺤﻪ .. ﻭﺳﻠﻢ
ﺑﺎﻷﻣﺮ ﺃﻱ ﺭﺿﻲ ﺑﻪ .. ﻭﺳﻠﻢ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﻘﻮﻡ ﺃﻱ ﺣﻴﺎﻫﻢ ﺑﺘﺤﻴﺔ ﺍﻹﺳﻼﻡ.
ﻭ )ﺍﻹﺳﻼﻡ ( ﻫﻮ ﺍﻟﺨﻀﻮﻉ ﻭﺍﻟﺮﺿﺎ
ﺑﺎﻟﻤﺴﻠﻢ ﺑﻪ.
ﻭﺗﻄﻠﻖ ﺃﻳﻀﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﻧﺰﻟﻪ
ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻋﻠﻰ ﻧﺒﻴﻪ ﻣﺤﻤﺪ
ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻓﻀﻞ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺃﺗﻢ ﺍﻟﺘﺴﻠﻴﻢ .
ﻭ ) ﺍﻟﺴﻢ ( ﺃﻱ ﺍﻟﺼﻠﺢ ﻭﻗﺪ ﻳﺮﺍﺩ ﺑﻬﺎ
ﺍﻹﺳﻼﻡ. ﻭ )ﺍﻟﺴﻼﻡ ( ﺍﺳﻢ ﻣﻦ
ﺃﺳﻤﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺤﺴﻨﻰ، ﻭﻫﻮ ﻳﻌﻨﻲ
ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﺒﺮﺍﺀﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻴﻮﺏ
ﻭﺍﻟﻨﻘﺎﺋﺺ .. ﻭﻳﺸﻤﻞ ﻓﻲ ﺛﻨﺎﻳﺎﻩ
ﻣﻌﺎﻧﻲ ﻣﺘﻌﺪﺩﺓ ﻛﺎﻟﺴﻜﻴﻨﺔ ﻭﺍﻷﻣﺎﻥ
ﻭﺍﻻﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ﻭﺍﻟﻬﺪﻭﺀ. ﻭﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﻴﻢ ـ
ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ـ ﻟﻠﻪ ﺣﻮﻝ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﺳﻢ
ﻣﻦ ﺍﻷﺳﻤﺎﺀ ﺍﻟﺤﺴﻨﻰ ﻗﻮﻝ ﻣﺄﺛﻮﺭ
ﺟﺎﺀ ﻓﻴﻪ ﻣﺎ ﻳﺄﺗﻲ:
ﺍﻟﻠﻪ ﺟﻞ ﻭﻋﻼ ﺃﺣﻖ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻻﺳﻢ ﻣﻦ
ﻛﻞ ﻣﺴﻤﻰ ﺑﻪ، ﻟﺴﻼﻣﺘﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ
ﻣﻦ ﻛﻞ ﻋﻴﺐ ﻭﻧﻘﺺ ﻣﻦ ﻛﻞ
ﻭﺟﻪ ." " ﻓﻬﻮ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺍﻟﺤﻖ ﺑﻜﻞ
ﺍﻋﺘﺒﺎﺭ، ﻭﺍﻟﻤﺨﻠﻮﻕ )ﺃﻱ ﺍﻟﻤﺨﻠﻮﻕ
ﻟﻪ ( ﺳﻼﻡ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ، ﻓﻬﻮ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ
ﺳﻼﻡ ﻓﻲ ﺫﺍﺗﻪ ﻋﻦ ﻛﻞ ﻋﻴﺐ
ﻭﻧﻘﺺ ﻳﺘﺨﻴﻠﻪ ﻭﻫﻢ، ﻭﺳﻼﻡ ﻓﻲ
ﺻﻔﺎﺗﻪ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻋﻴﺐ ﻭﻧﻘﺺ،
ﻭﺳﻼﻡ ﻣﻦ ﺃﻓﻌﺎﻟﻪ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻋﻴﺐ
ﻭﻧﻘﺺ ﻭﺷﺮ ﻭﻇﻠﻢ ﻭﻓﻌﻞ ﻭﺍﻗﻊ
ﻋﻠﻰ ﻏﻴﺮ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ، ﺑﻞ ﻫﻮ
ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺍﻟﺤﻖ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻭﺟﻪ ﻭﺑﻜﻞ
ﺍﻋﺘﺒﺎﺭ، ﻓﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﺳﺘﺤﻘﺎﻗﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ
ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻻﺳﻢ ﺍﻛﻤﻞ ﻣﻦ ﺍﺳﺘﺤﻘﺎﻕ ﻛﻞ
ﻣﺎ ﻳﻄﻠﻖ ﻋﻠﻴﻪ، ﻭﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺣﻘﻴﻘﺔ
ﺍﻟﺘﻨﺰﻳﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﻧﺰﻩ ﺑﻪ ﻧﻔﺴﻪ، ﻭﻧﺰﻫﻪ
ﺑﻪ ﺭﺳﻮﻟﻪ.
ﻓﻬﻮ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺎﺣﺒﺔ ﻭﺍﻟﻮﻟﺪ،
ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻈﻴﺮ ﻭﺍﻟﻜﻒﺀ
ﻭﺍﻟﺴﻤﻰ ﻭﺍﻟﻤﻤﺎﺛﻠﺔ، ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻣﻦ
ﺍﻟﺸﺮﻳﻚ ." " ﻭﻟﺬﻟﻚ ﺇﺫﺍ ﻧﻈﺮﺕ ﺇﻟﻲ
ﺃﻓﺮﺍﺩ ﺻﻔﺎﺕ ﻛﻤﺎﻟﻪ ﻭﺟﺪﺕ ﻛﻞ
ﺻﻔﺔ ﺳﻼﻣﺎ ﻣﻤﺎ ﻳﻀﺎﺩ ﻛﻤﺎﻟﻬﺎ،
ﻓﺤﻴﺎﺗﻪ ﺳﻼﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻭﻣﻦ
ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭﺍﻟﻨﻮﻡ، ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻗﻴﻮﻣﻴﺘﻪ
ﻭﻗﺪﺭﺗﻪ ﺳﻼﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻌﺐ ﻭﺍﻟﻠﻐﻮﺏ،
ﻭﻋﻠﻤﻪ ﺳﻼﻡ ﻣﻦ ﻋﺰﻭﺏ ﺷﻲﺀ ﻋﻨﻪ
ﺃﻭ ﻋﺮﻭﺽ ﻧﺴﻴﺎﻥ ﺃﻭ ﺣﺎﺟﺔ ﺇﻟﻲ
ﺗﺬﻛﺮ ﻭﺗﻔﻜﺮ، ﻭﺇﺭﺍﺩﺗﻪ ﺳﻼﻡ ﻣﻦ
ﺧﺮﻭﺟﻬﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﻭﺍﻟﻤﺼﻠﺤﺔ،
ﻭﻛﻠﻤﺎﺗﻪ ﺳﻼﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺬﺏ ﻭﺍﻟﻈﻠﻢ
ﺑﻞ ﺗﻤﺖ ﻛﻠﻤﺎﺗﻪ ﺻﺪﻗﺎ ﻭﻋﺪﻻ،
ﻭﻏﻨﺎﻩ ﺳﻼﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺎﺟﺔ ﺇﻟﻲ ﻏﻴﺮﻩ
ﺑﻮﺟﻪ ﻣﺎ، ﺑﻞ ﻛﻞ ﻣﺎ ﺳﻮﺍﻩ ﻣﺤﺘﺎﺝ
ﺇﻟﻴﻪ ﻭﻫﻮ ﻏﻨﻲ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻣﺎ ﺳﻮﺍﻩ،
ﻭﻣﻠﻜﻪ ﺳﻼﻡ ﻣﻦ ﻣﺸﺎﺭﻙ ﻟﻪ ﻓﻴﻬﺎ،
ﺑﻞ ﻫﻮ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﻫﻮ،
ﻭﺣﻠﻤﻪ ﻭﻋﻔﻮﻩ ﻭﺻﻔﺤﻪ ﻭﻣﻐﻔﺮﺗﻪ
ﻭﺗﺠﺎﻭﺯﻩ ﺳﻼﻡ ﻣﻦ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻋﻦ
ﺣﺎﺟﺔ ﻣﻨﻪ ﺃﻭ ﺫﻝ ﺃﻭ ﻣﺼﺎﻧﻌﺔ ﻛﻤﺎ
ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﻏﻴﺮﻩ، ﺑﻞ ﻫﻮ ﻣﺤﺾ
ﺟﻮﺩﻩ ﻭﺇﺣﺴﺎﻧﻪ ﻭﻛﺮﻣﻪ. ﻭﻛﺬﻟﻚ
ﻋﺬﺍﺑﻪ ﻭﺍﻧﺘﻘﺎﻣﻪ ﻭﺷﺪﺓ ﺑﻄﺸﻪ
ﻭﺳﺮﻋﺔ ﻋﻘﺎﺑﻪ ﺳﻼﻡ ﻣﻦ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ
ﻇﻠﻤﺎ، ﺃﻭ ﺗﺸﻔﻴﺎ، ﺃﻭ ﻏﻠﻈﺔ، ﺃﻭ
ﻗﺴﻮﺓ، ﺑﻞ ﻫﻮ ﻣﺤﺾ ﺣﻜﻤﺘﻪ
ﻭﻋﺪﻟﻪ ﻭﻭﺿﻌﻪ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﻣﻮﺍﺿﻌﻬﺎ،
ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﺴﺘﺤﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺤﻤﺪ
ﻭﺍﻟﺜﻨﺎﺀ ﻛﻤﺎ ﻳﺴﺘﺤﻖ ﻋﻠﻰ ﺇﺣﺴﺎﻧﻪ،
ﻭﺛﻮﺍﺑﻪ، ﻭﻧﻌﻤﻪ، ﺑﻞ ﻟﻮ ﻭﺿﻊ ﺍﻟﺜﻮﺍﺏ
ﻣﻮﺿﻊ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺔ ﻟﻜﺎﻥ ﻣﻨﺎﻗﻀﺎ
ﻟﺤﻜﻤﺘﻪ ﻭﻟﻌﺰﺗﻪ، ﻓﻮﺿﻌﻪ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺔ
ﻣﻮﺿﻌﻬﺎ ﻫﻮ ﻣﻦ ﻋﺪﻟﻪ، ﻭﺣﻜﻤﺘﻪ،
ﻭﻋﺰﺗﻪ، ﻓﻬﻮ ﺳﻼﻡ ﻣﻤﺎ ﻳﺘﻮﻫﻢ
ﺃﻋﺪﺍﺅﻩ ﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻮﻥ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺧﻼﻑ
ﺣﻜﻤﺘﻪ .
ﻭﻗﻀﺎﺅﻩ ﻭﻗﺪﺭﻩ ﺳﻼﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺒﺚ
ﻭﺍﻟﺠﻮﺭ ﻭﺍﻟﻈﻠﻢ، ﻭﻣﻦ ﺗﻮﻫﻢ
ﻭﻗﻮﻋﻪ ﻋﻠﻰ ﺧﻼﻑ ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ
ﺍﻟﺒﺎﻟﻐﺔ ." "ﻭﺷﺮﻋﻪ ﻭﺩﻳﻨﻪ ﺳﻼﻡ ﻣﻦ
ﺍﻟﺘﻨﺎﻗﺺ ﻭﺍﻻﺧﺘﻼﻑ ﻭﺍﻻﺿﻄﺮﺍﺏ
ﻭﺧﻼﻑ ﻣﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ ﻭﺭﺣﻤﺘﻬﻢ
ﻭﺍﻹﺣﺴﺎﻥ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﻭﺧﻼﻑ ﺣﻜﻤﺘﻪ ـ
ﺃﻱ ﺷﺮﻋﻪ ﻭﺩﻳﻨﻪ ﻣﻄﺎﺑﻖ ﻟﺤﻜﻤﺘﻪ
ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ـ ﺑﻞ ﺷﺮﻋﻪ ﻛﻠﻪ ﺣﻜﻤﻪ،
ﻭﺣﺮﻣﺔ، ﻭﻣﺼﻠﺤﺔ، ﻭﻋﺪﻝ، ﻭﻛﺬﻟﻚ
ﻋﻄﺎﺅﻩ ﺳﻼﻡ ﻣﻦ ﻛﻮﻧﻪ ﻣﻌﺎﺭﺿﺔ ﺃﻭ
ﻟﺤﺎﺟﺔ ﺇﻟﻲ ﺍﻟﻤﻌﻄﻲ، ﻭﻣﻨﻌﻪ ﺳﻼﻡ
ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺨﻞ ﻭﺧﻮﻑ ﺍﻹﻣﻼﻕ، ﺑﻞ
ﻋﻄﺎﺅﻩ ﺇﺣﺴﺎﻥ ﻣﺤﺾ ﻻ ﻟﻤﻌﺎﺭﺿﺔ
ﻭﻻ ﻟﺤﺎﺟﺔ، ﻭﻣﻨﻌﻪ ﻋﺪﻝ ﻣﺤﺾ
ﻭﺣﻜﻤﺔ ﻻ ﻳﺸﻮﺑﻪ ﺑﺨﻞ ﻭﻻ ﻋﺠﺰ.
ﻭﺍﺳﺘﻮﺍﺅﻩ ﻭﻋﻠﻮﻩ ﻋﻠﻰ ﻋﺮﺵ ﺳﻼﻡ
ﻣﻦ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺤﺘﺎﺟﺎ ﺇﻟﻲ ﻣﺎ
ﻳﺤﻤﻠﻪ ﺃﻭ ﻳﺴﺘﻮﻱ ﻋﻠﻴﻪ، ﺑﻞ ﺍﻟﻌﺮﺵ
ﻣﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﺣﻤﻠﺘﻪ ﻣﺤﺘﺎﺟﻮﻥ
ﺇﻟﻴﻪ، ﻓﻬﻮ ﺍﻟﻐﻨﻲ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﺮﺵ ﻭﻋﻦ
ﺣﻤﻠﺘﻪ ﻭﻋﻦ ﻛﻞ ﻣﺎ ﺳﻮﺍﻩ، ﻓﻬﻮ
ﺍﺳﺘﻮﺍﺀ ﻭﻋﻠﻮ ﻻ ﻳﺸﻮﺑﻪ ﺣﺼﺮ ﻭﻻ
ﺣﺎﺟﺔ ﺇﻟﻲ ﻋﺮﺵ ﻭﻻ ﻏﻴﺮﻩ ﻭﻻ
ﺇﺣﺎﻃﺔ ﺷﻲﺀ ﺑﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ،
ﺑﻞ ﻛﺎﻥ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﻻ ﻋﺮﺵ ﻭﻟﻢ
ﻳﻜﻦ ﺑﻪ ﺣﺎﺟﺔ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻐﻨﻲ
ﺍﻟﺤﻤﻴﺪ، ﺑﻞ ﺍﺳﺘﻮﺍﺅﻩ ﻋﻠﻰ ﻋﺮﺷﻪ
ﻭﺍﺳﺘﻴﻼﺅﻩ ﻋﻠﻰ ﺧﻠﻘﻪ ﻣﻦ
ﻣﻮﺟﺒﺎﺕ ﻣﻠﻜﻪ ﻭﻗﻬﺮﻩ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ
ﺣﺎﺟﺔ ﺇﻟﻲ ﻋﺮﺵ ﻭﻻ ﻏﻴﺮﻩ ﺑﻮﺟﻪ
ﻣﺎ .
ﻭﻧﺰﻭﻟﻪ ﻛﻞ ﻟﻴﻠﺔ ﺇﻟﻲ ﺳﻤﺎﺀ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ
ﺳﻼﻡ ﻣﻤﺎ ﻳﻀﺎﺩ ﻋﻠﻮﻩ، ﻭﺳﻼﻡ ﻣﻤﺎ
ﻳﻀﺎﺩ ﻏﻨﺎﻩ. ﻭﻛﻤﺎﻟﻪ ﺳﻼﻡ ﻣﻦ ﻛﻞ
ﻣﺎ ﻳﺘﻮﻫﻢ ﻣﻌﻄﻞ ﺃﻭ ﻣﺸﺒﻪ، ﻭﺳﻼﻡ
ﻣﻦ ﺃﻥ ﻳﺼﻴﺮ ﺗﺤﺖ ﺷﻲﺀ ﺃﻭ
ﻣﺤﺼﻮﺭﺍ ﻓﻲ ﺷﻲﺀ، ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ
ﺭﺑﻨﺎ ﻋﻦ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﻀﺎﺩ ﻛﻤﺎﻟﻪ ."
" ﻭﻏﻨﺎﻩ ﻭﺳﻤﻌﻪ ﻭﺑﺼﺮﻩ ﺳﻼﻡ ﻣﻦ
ﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﺘﺨﻴﻠﻪ ﻣﺸﺒﻪ ﺃﻭ ﻳﺘﻘﻮﻟﻪ
ﻣﻌﻄﻞ ﻭﻣﻮﺍﻻﺗﻪ ﻷﻭﻟﻴﺎﺋﻪ ﺳﻼﻡ ﻣﻦ
ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻋﻦ ﺫﻝ ﻛﻤﺎ ﻳﻮﺍﻟﻲ
ﺍﻟﻤﺨﻠﻮﻕ ﺍﻟﻤﺨﻠﻮﻕ، ﺑﻞ ﻫﻲ ﻣﻮﺍﻻﺓ
ﺭﺣﻤﺔ، ﻭﺧﻴﺮ، ﻭﺇﺣﺴﺎﻥ، ﻭﺑﺮ ﻛﻤﺎ
ﻗﺎﻝ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ :
ﻭﻗﻞ ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻢ ﻳﺘﺨﺬ ﻭﻟﺪﺍً
ﻭﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻟﻪ ﺷﺮﻳﻚ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﻭﻟﻢ
ﻳﻜﻦ ﻟﻪ ﻭﻟﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻝ ) ﺳﻮﺭﺓ
ﺍﻹﺳﺮﺍﺀ ـ 111 (
ﻓﻠﻢ ﻳﻨﻒ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻪ ﻭﻟﻲ ﻣﻄﻠﻘﺎ
ﺑﻞ ﻧﻔﻰ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻪ ﻭﻟﻲ ﻣﻦ
ﺍﻟﺬﻝ.
ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻣﺤﺒﺘﻪ ﻟﻤﺤﺒﺘﻪ ﻭﺃﻭﻟﻴﺎﺋﻪ
ﺳﻼﻡ ﻣﻦ ﻋﻮﺍﺭﺽ ﻣﺤﺒﺔ ﺍﻟﻤﺨﻠﻮﻕ
ﻟﻠﻤﺨﻠﻮﻕ ﻣﻦ ﻛﻮﻧﻬﺎ ﻣﺤﺒﺔ ﺣﺎﺟﺔ
ﺇﻟﻴﻪ ﺃﻭ ﺗﻤﻠﻖ ﻟﻪ ﺃﻭ ﺍﻧﺘﻔﺎﻉ ﺑﻘﺮﺑﻪ،
ﻭﺳﻼﻡ ﻣﻤﺎ ﻳﺘﻘﻮﻟﻪ ﺍﻟﻤﻌﻄﻠﻮﻥ ﻓﻴﻬﺎ.
ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻣﺎ ﺃﺿﺎﻓﻪ ﺇﻟﻲ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﻦ
ﺍﻟﻴﺪ ﻭﺍﻟﻮﺟﻪ ﻓﺈﻧﻪ ﺳﻼﻡ ﻋﻤﺎ
ﻳﺘﺨﻴﻠﻪ ﻣﺸﺒﻪ ﺃﻭ ﻳﺘﻘﻮﻟﻪ ﻣﻌﻄﻞ .
ﻓﺘﺄﻣﻞ ﻛﻴﻒ ﺗﻀﻤﻦ ﺍﺳﻢ ﺍﻟﺴﻼﻡ
ﻛﻞ ﻣﺎ ﻧﺰﻩ ﻋﻨﻪ ﺗﺒﺎﺭﻙ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ . ﻭﻛﻢ
ﻣﻤﻦ ﺣﻔﻆ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﺳﻢ ﻻ ﻳﺪﺭﻱ ﻣﺎ
ﺗﻀﻤﻨﻪ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺳﺮﺍﺭ ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﻧﻲ
ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻤﺴﺘﻌﺎﻥ .
ﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﺟﺎﺀ ﻓﻲ ﺣﺪﻳﺚ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﻴﻢ
ﻋﻦ ﺍﺳﻢ ﺍﻟﺤﻖ ﺟﻞ ﻭﻋﻼ )ﺍﻟﺴﻼﻡ ( .
ﻭﻟﻘﺪ ﺫﻛﺮﻧﺎ ﻣﺮﺍﺭﺍ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺘﺄﻣﻞ ﻟﻜﻮﻥ
ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻻﺑﺪ ﺃﻥ ﻳﻠﻤﺲ ﻟﻜﻞ
ﺻﻔﺔ ﻣﻦ ﺻﻔﺎﺕ ﺍﻟﺤﻖ ﺗﺒﺎﺭﻙ
ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ ﺃﺛﺎﺭﺍ ﻻ ﺗﺤﺼﻰ . ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ
ﺍﺳﻢ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﻤﺎﺀ ﺍﻟﺤﺴﻨﻰ ﺍﻟﺘﻲ
ﺗﻤﺜﻞ ﺻﻔﺔ ﻣﻦ ﺻﻔﺎﺗﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ،
ﻓﺈﺫﺍ ﺗﺄﻣﻠﺖ ﺍﻟﻜﻮﻥ ﺳﺘﺠﺪ ﺃﻥ
ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻛﺎﻣﻦ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺑﻘﻌﺔ ﻣﻦ
ﺑﻘﺎﻋﻪ، ﻓﺎﻟﻜﻮﻥ ﻳﺴﻴﺮ ﻭﻓﻘﺎ ﻟﻨﻈﺎﻡ
ﻣﺤﻜﻢ ﻭﺛﺎﺑﺖ ﻻ ﻳﻌﺘﺮﻳﻪ ﺧﻠﻞ ﻭﻻ
ﻋﻄﺐ .. ﺍﻷﺭﺽ ﺍﻟﺘﻲ ﻧﻌﻴﺶ ﻋﻠﻴﻬﺎ
ﺗﺪﻭﺭ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﺣﻮﻝ ﻧﻔﺴﻬﺎ ..
ﻭﺗﺪﻭﺭ ﻓﻲ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺣﻮﻝ
ﺍﻟﺸﻤﺲ ﺑﻤﺎ ﻳﺘﺮﺗﺐ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ
ﺗﻌﺎﻗﺐ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻭﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ﻭﺗﻌﺎﻗﺐ
ﻓﺼﻮﻝ ﺍﻟﺴﻨﺔ .
ﻭﺭﻏﻢ ﻫﺎﺗﻴﻦ ﺍﻟﺤﺮﻛﺘﻴﻦ ﺗﺠﺪ ﺃﻥ
ﺍﻟﻜﻮﻥ ﺳﻼﻡ ﻣﻦ ﺍﻷﻋﻄﺎﺏ ﻭﺳﻼﻡ
ﻣﻦ ﺍﻻﺿﻄﺮﺍﺑﺎﺕ .. ﺍﻟﺸﻤﺲ
ﺗﺤﺎﻓﻆ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺪ ﺛﺎﺑﺖ ﻣﻦ ﺍﻷﺭﺽ
ﻻ ﺗﺘﺠﺎﻭﺯﻩ ﺑﺎﻟﻨﻘﺺ ﺃﻭ ﺑﺎﻟﺰﻳﺎﺩﺓ ..
ﻓﻠﻮ ﺍﻗﺘﺮﺑﺖ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻣﻦ ﺍﻷﺭﺽ
ﻻﺣﺘﺮﻗﺖ ﻛﻞ ﺍﻟﻜﺎﺋﻨﺎﺕ ﺍﻟﺤﻴﺔ ..
ﻭﻟﻮ ﺑﻌﺪﺕ ﻟﺘﺠﻤﺪﺕ ﻛﻞ ﺍﻟﻜﺎﺋﻨﺎﺕ
ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺮﻭﺩﺓ . ﺍﻟﻜﻮﺍﻛﺐ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺪﻭﺭ
ﻓﻲ ﻓﻠﻜﻬﺎ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﺎ
ﻳﻤﺜﻞ ﺃﺿﻌﺎﻑ ﺃﺿﻌﺎﻑ ﺍﻟﻜﺮﺓ
ﺍﻷﺭﺿﻴﺔ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺍﻟﺤﺠﻢ
ﻭﺍﻟﻮﺯﻥ .. ﻓﻤﺎﺫﺍ ﻟﻮ ﺧﺮﺟﺖ ﺇﺣﺪﻯ
ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﻮﺍﻛﺐ ﻋﻦ ﻣﺪﺍﺭﻫﺎ ﻓﺼﺪﻡ
ﺍﻟﻜﺮﺓ ﺍﻷﺭﺿﻴﺔ؟. ﻻ ﺷﻚ ﺃﻧﻪ
ﺳﻴﺼﻴﺐ ﺍﻷﺭﺽ ﺑﺪﻣﺎﺭ ﺷﺎﻣﻞ ..
ﻭﻫﺐ ﺃﻥ ﺍﻷﺭﺽ ﻓﻘﺪﺕ ﺟﺎﺫﺑﻴﺘﻬﺎ
ﻟﻸﺟﺴﺎﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﻠﻮﻫﺎ؟
ﺃﻟﻦ ﺗﺘﻄﺎﻳﺮ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﺟﺴﺎﻡ ﺇﻟﻲ
ﺍﻟﻔﻀﺎﺀ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻲ ﺑﻼ ﺿﺎﺑﻂ ﻭﻻ
ﺭﺍﺑﻂ ﻭﻣﺎﺫﺍ ﻟﻮ ﺿﻌﻔﺖ ﺍﻟﻘﺸﺮﺓ
ﺍﻷﺭﺿﻴﺔ ﺃﻭ ﺗﻔﻜﻜﺖ؟ ﺃﻟﻦ ﺗﺴﻘﻂ
ﺍﻟﻜﺎﺋﻨﺎﺕ ﺍﻟﺤﻴﺔ ﺿﺤﺎﻳﺎ ﻟﻠﺰﻻﺯﻝ
ﻭﺍﻟﺒﺮﺍﻛﻴﻦ؟. ﺇﻥ ﺍﻟﻤﻮﺟﻮﺩﺍﺕ
ﺍﻟﻜﻮﻧﻴﺔ ﺟﻤﻴﻌﻬﺎ ﺗﺆﺩﻱ ﻋﻤﻠﻬﺎ ﺑﻼ
ﺗﻮﻗﻒ ﻭﺑﻼ ﺃﻋﻄﺎﻝ ﺃﻭ ﺧﻠﻞ،
ﻓﺎﻟﻜﻮﻥ ﻛﻠﻪ ﻓﻲ ﺳﻼﻡ ﻭﺃﻣﺎﻥ
ﻭﺳﻜﻴﻨﺔ ﻭﺍﺳﺘﻘﺮﺍﺭ، ﻭﺍﻥ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺤﻖ
ﺟﻞ ﻭﻋﻼ ﻳﺼﻴﺒﻨﺎ ﺑﺒﻌﺾ ﺍﻟﻜﻮﺍﺭﺙ
ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺤﻴﻦ ﻭﺍﻵﺧﺮ، ﻓﺈﻧﻬﺎ
ﺇﺻﺎﺑﺔ ﻣﻘﺼﻮﺩﺓ ﻭﻟﺤﻜﻤﺔ ﺇﻟﻬﻴﺔ .
ﻓﻘﺪ ﻗﻠﻨﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﻖ ﺗﺒﺎﺭﻙ
ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ ﻳﺮﻳﺪ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﻜﻮﺍﺭﺙ ﺃﻥ
ﻳﺠﻌﻠﻨﺎ ﻧﺬﻛﺮﻩ ﻭﻧﻠﺠﺄ ﺇﻟﻴﻪ ﻟﻨﻄﻠﺐ
ﻣﻨﻪ ﺍﻟﻌﻮﻥ ﻭﺍﻟﻨﺠﺎﺓ.
ﻭﻳﻼﺣﻆ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﻮﺍﺭﺙ ﺗﺄﺗﻲ
ﻓﻲ ﺍﻟﻐﺎﻟﺐ ﺣﻴﻦ ﻳﻜﻮﻥ ﻫﻨﺎﻙ
ﺇﻋﺮﺍﺽ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﺎﻟﺒﻴﺔ ﺍﻟﻌﻈﻤﻰ ﻣﻦ
ﺍﻟﻨﺎﺱ .. ﻓﺘﺄﺗﻲ ﺍﻟﻜﺎﺭﺛﺔ ﻟﻴﻔﻴﻖ
ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﻔﻮﺓ، ﻭﻳﺘﺬﻛﺮ ﺑﻌﺪ
ﺍﻟﻨﺴﻴﺎﻥ. ﻭﻗﺪ ﺗﻜﻮﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﻮﺍﺭﺙ
ﻏﻀﺒﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ
ﺣﻠﺖ ﺑﻬﻢ ﻟﺘﺠﻌﻠﻬﻢ ﻋﺒﺮﺓ ﻟﻠﻤﺆﻣﻨﻴﻦ .
ﻭﻗﺪ ﺗﻜﻮﻥ ﺗﺬﻛﺮﺓ ﻟﻨﺎ ﺑﻨﻌﻤﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ
ﺍﻟﺪﺍﺋﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﻧﻌﻴﺶ ﻓﻴﻪ ﻟﻴﻞ ﻧﻬﺎﺭ
ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻧﻠﺘﻔﺖ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻓﻨﻘﺪﻡ ﻣﻦ
ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻭﺍﻟﺸﻜﺮ ﻟﻠﻪ ﻣﺎ ﻳﻜﺎﻓﺌﻬﺎ . ﻭﻗﺪ
ﻏﻤﺮﺕ ﺻﻔﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺍﻟﻜﻮﻥ ﺑﻌﺪ
ﺑﻌﺜﺔ ﺍﻟﻤﺼﻄﻔﻰ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ
ﻭﺳﻠﻢ، ﻓﻘﺒﻞ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﺍﻟﻤﺤﻤﺪﻳﺔ
ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻳﻌﻴﺸﻮﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻴﺔ
ﺍﻷﻭﻟﻰ، ﻭﻛﺎﻧﻮﺍ ﺟﻤﻴﻌﺎ ﻳﻔﺘﻘﺪﻭﻥ
ﺍﻷﻣﻦ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺴﺒﺐ ﺃﻋﻤﺎﻟﻬﻢ. ﻟﻘﺪ
ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺮﺗﻜﺒﻮﻥ ﻛﻞ ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﻲ
ﻭﺍﻟﺠﺮﺍﺋﻢ ﺑﻼ ﻭﺯﺍﻉ ﻣﻦ ﺩﻳﻦ ﺃﻭ
ﺿﻤﻴﺮ: ﺷﺮﺏ ﺍﻟﺨﻤﺮ .. ﺍﻟﺴﺮﻗﺔ ..
ﺍﻟﺰﻧﺎ .. ﺧﻴﺎﻧﺔ ﺍﻷﻣﺎﻧﺔ .. ﺍﻟﻜﺬﺏ ..
ﺍﻟﻨﻤﻴﻤﺔ .. ﺍﻟﻐﻴﺒﺔ .. ﺍﻟﺮﺑﺎ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ
ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺠﻠﺐ ﻣﻌﻬﺎ
ﺍﻟﺘﻨﺎﺣﺮ ﻭﺍﻟﺤﺮﻭﺏ.
ﻭﺣﺘﻰ ﺍﻷﺩﻳﺎﻥ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻟﻢ ﺗﻘﺾ
ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﻔﻮﺿﻰ ﺍﻟﺘﻲ ﻋﺎﺷﺘﻬﺎ
ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﻗﺒﻞ ﺍﻹﺳﻼﻡ .. ﻓﺎﻟﺪﻭﻟﺔ
ﺍﻟﺮﻭﻣﺎﻧﻴﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻌﺘﻨﻖ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﺔ
ﻭﺭﻏﻢ ﺫﻟﻚ ﻟﻢ ﺗﺨﺘﻠﻒ ﻃﺒﻴﻌﺔ
ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻨﻬﺎ ﻟﺪﻯ ﺍﻟﻘﺒﺎﺋﻞ
ﺍﻟﻮﺛﻨﻴﺔ . ﻭﻗﺪ ﻗﺮﺃﻧﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﺮﻭﺏ
ﺍﻟﻄﺎﺣﻨﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺸﻨﻬﺎ ﻫﺬﻩ
ﺍﻹﻣﺒﺮﺍﻃﻮﺭﻳﺔ ﻟﻜﻲ ﺗﻐﺰﻭ ﺳﺎﺋﺮ
ﺍﻟﺪﻭﻝ ﻭﺗﻀﻤﻬﺎ ﺗﺤﺖ ﺭﺍﻳﺘﻬﺎ .. ﻓﻠﻤﺎ
ﺟﺎﺀ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺑﻌﻘﻴﺪﺗﻪ ﺍﻟﻘﻮﻳﻤﺔ
ﻭﻋﺒﺎﺩﺍﺗﻪ ﻭﻣﻌﺎﻣﻼﺗﻪ ﺣﻞ ﺍﻟﺴﻼﻡ
ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺍﻧﺤﺪﺭﺕ
ﻧﺴﺒﺔ ﺍﻟﺠﺮﺍﺋﻢ ﻟﺘﻮﺷﻚ ﻋﻠﻰ
ﺍﻻﻧﻌﺪﺍﻡ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺪﻭﻝ
ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ . ﻭﻗﺪ ﺍﻧﺘﻘﻠﺖ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﺓ
ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺇﻟﻲ ﺩﻭﻝ ﺃﻭﺭﺑﺎ ﻟﺘﻨﻘﻠﻬﺎ
ﻣﻦ ﻇﻠﻤﺎﺕ ﺍﻟﺠﻬﻞ ﺇﻟﻲ ﻧﻮﺭ ﺍﻟﻌﻠﻢ ..
ﻭﻫﺬﻩ ﺣﻘﺎﺋﻖ ﻳﺮﺻﺪﻫﺎ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ
ﺍﻷﻭﺭﻭﺑﻲ ﻧﻔﺴﻪ ﻭﻟﻴﺴﺖ ﻣﺠﺮﺩ
ﺍﻓﺘﺮﺍﺀ ﺑﺪﺍﻓﻊ ﺍﻹﺣﺴﺎﺱ ﺑﺎﻟﻨﻘﺺ
ﻛﻤﺎ ﻳﺪﻋﻲ ﺍﻟﺒﻌﺾ.
ﺑﻤﺠﻲﺀ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺍﺟﺘﻤﻊ ﺍﻟﺴﻼﻡ
ﺍﻟﻜﻮﻧﻲ ﻣﻊ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ
ﻓﺼﺎﺭ ﺍﻟﻜﻮﻥ ﻛﻠﻪ ﺳﻼﻣﺎ ﻓﻲ
ﺳﻼﻡ .. ﻭﻻ ﻳﻨﻘﺾ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ
ﻭﺟﻮﺩ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺨﻼﻓﺎﺕ ﻭﺍﻟﺤﺮﻭﺏ
ﺑﻴﻦ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺪﻭﻝ، ﻓﺎﻟﻨﺰﺍﻋﺎﺕ
ﻭﺍﻟﺤﺮﺏ ﺳﻨﻦ ﻛﻮﻧﻴﺔ .. ﻭﺇﻧﻤﺎ
ﺍﻟﻔﻴﺼﻞ ﻓﻲ ﺍﻷﻣﺮ ﻫﻮ ﺣﺠﻢ ﻫﺬﻩ
ﺍﻟﺨﻼﻓﺎﺕ ﻭﺍﻟﺤﺮﻭﺏ ﻭﻣﺎ ﻳﻨﺠﻢ
ﻋﻨﻬﺎ ﻣﻦ ﺇﺧﻼﻝ ﺑﺎﻟﺴﻼﻡ ﺍﻟﻜﻮﻧﻲ .
ﻭﺍﻹﺳﻼﻡ ﺳﻤﻲ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻻﺳﻢ ﻟﻤﺎ ﻓﻴﻪ
ﻣﻦ ﺇﺳﻼﻡ ﺍﻟﻮﺟﻪ ﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ
ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﺍﻟﺨﻀﻮﻉ ﻟﻪ ﻭﻃﺎﻋﺘﻪ ..
ﻭﻟﻤﺎ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﻧﺸﺮ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﻴﻦ
ﺍﻟﻨﺎﺱ. ﺇﻥ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺍﺕ ﻓﻲ ﺍﻹﺳﻼﻡ
ﺑﻤﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺗﺬﻛﺮﺓ ﺩﺍﺋﻤﺔ ﻟﻺﻧﺴﺎﻥ
ﺑﺨﺎﻟﻘﻪ ﻭﻟﻤﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺗﺪﺭﻳﺐ ﻋﻠﻰ
ﺿﺒﻂ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻭﻗﻤﻊ ﺍﻷﻫﻮﺍﺀ ﻭﺑﻤﺎ
ﻳﺘﺨﻠﻠﻬﺎ ﻣﻦ ﺇﺭﺷﺎﺩﺍﺕ ﻭﻧﺼﺎﺋﺢ
ﻛﺨﻄﺒﺔ ﺍﻟﺠﻤﻌﺔ ﻭﻛﺎﻻﺳﺘﻤﺎﻉ ﺇﻟﻲ
ﺗﻼﻭﺓ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻼﺓ
ﻭﺧﺎﺭﺝ ﺍﻟﺼﻼﺓ .. ﻛﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻌﺎﻧﻲ
ﺍﻟﻜﺎﻣﻨﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺍﺕ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ
ﺗﻬﺬﺏ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﻭﺗﺠﻌﻞ
ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﺳﻼﻡ ﺩﺍﺧﻠﻲ ﻣﻊ ﻧﻔﺴﻪ
ﻭﻣﻊ ﺧﺎﻟﻘﻪ ﻭﻣﻊ ﺍﻟﻜﻮﻥ ﺍﻟﻤﺤﻴﻂ ﺑﻪ
ﻭﺗﺠﻌﻠﻪ ﻓﻲ ﺳﻼﻡ ﻣﻊ ﻏﻴﺮﻩ ﻣﻦ
ﺍﻟﻨﺎﺱ.
ﻭﺍﻹﺳﻼﻡ ﻗﺪ ﻧﻈﻢ ﺃﻳﻀﺎ ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ
ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﻜﻢ ﺍﻟﻤﻌﺎﻣﻼﺕ ﺑﻴﻦ
ﺍﻟﻨﺎﺱ .. ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﺗﻐﻄﻲ
ﺟﻤﻴﻊ ﺻﻮﺭ ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻼﺕ .. ﻭﺑﻬﺎ ﻣﻦ
ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻣﺎ ﻳﻜﻔﻲ ﻻﺳﺘﻨﺒﺎﻁ
ﻗﻮﺍﻋﺪ ﺗﻔﺼﻴﻠﻴﺔ ﻟﻜﻞ ﻣﺎ ﻳﺴﺘﺠﺪ
ﻣﻦ ﻭﺟﻮﻩ ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ. ﻭﻧﺬﻛﺮ ﻣﻦ
ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻼﺕ ﺍﻟﺒﻴﻮﻉ، ﺍﻟﺴﻠﻢ،
ﺍﻟﺸﻔﻌﺔ، ﺍﻹﺟﺎﺭﺓ، ﺍﻟﻜﻔﺎﻟﺔ، ﺍﻟﻮﻛﺎﻟﺔ،
ﺍﻟﺤﺮﺙ ﻭﺍﻟﻤﺰﺍﺭﻋﺔ، ﺍﻻﺳﺘﻘﺮﺍﺽ
ﻭﺃﺩﺍﺀ ﺍﻟﺪﻳﻮﻥ، ﺍﻟﺮﻫﻦ، ﺍﻟﻌﺘﻖ، ﺍﻟﻬﺒﺔ،
ﺍﻟﻮﺻﻴﺔ ﻭﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ ﻛﺜﻴﺮ.
ﻭﺗﺘﺴﻢ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﺑﺘﺤﻘﻴﻖ
ﺍﻟﻌﺪﻝ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺍﻟﺘﻮﺍﺯﻥ ﺑﻴﻦ
ﻣﺼﺎﻟﺤﻬﻢ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﺭﺿﺔ، ﻣﻤﺎ ﻳﺆﺩﻱ
ﺇﻟﻲ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﻤﺸﺎﻛﻞ
ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﻷﻓﺮﺍﺩ
ﻭﺍﻟﺪﻭﻝ .. ﻓﻴﻘﻴﻬﻢ ﺷﺮ ﺍﻟﺤﺮﻭﺏ
ﺍﻟﻄﺎﺣﻨﺔ ﻭﻳﻨﺸﺮ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻭﺍﻟﻮﺩ
ﻭﺍﻷﻣﺎﻥ.
ﻭﻓﻀﻼ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ . ﻭﺿﻊ ﺍﻹﺳﻼﻡ
ﻋﻘﻮﺑﺎﺕ ﻣﻌﻴﻨﺔ ﻟﻜﻞ ﻣﻦ ﻳﺮﺗﻜﺐ
ﺟﺮﻳﻤﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﺮﺍﺋﻢ ﻛﺎﻟﻘﺘﻞ ﻭﺍﻟﺰﻧﺎ
ﻭﺍﻟﺴﺮﻗﺔ ﻭﺷﺮﺏ ﺍﻟﺨﻤﺮ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ
ﺍﻟﺠﺮﺍﺋﻢ ﺍﻟﻤﺨﻠﺔ ﺑﺎﻷﻣﻦ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ
ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ..
ﻓﻤﻦ ﻳﺮﺗﻜﺐ ﺃﻳﺎ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺠﺮﺍﺋﻢ
ﻳﻌﺎﻗﺐ ﺑﺎﻟﻌﻘﻮﺑﺔ ﺍﻟﻤﺤﺪﺩﺓ ﻟﻬﺎ
ﻓﺘﻜﻮﻥ ﺭﺍﺩﻋﺔ ﻟﻪ ﻭﻟﻜﻞ ﻣﻦ ﺗﺴﻮﻝ
ﻟﻪ ﻧﻔﺴﻪ ﺍﺭﺗﻜﺎﺏ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺠﺮﻳﻤﺔ. ﺇﻧﻪ
ﻧﻈﺎﻡ ﻣﺤﻜﻢ ﺷﻴﺪﻩ ﺍﻹﺳﻼﻡ
ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﺇﻻ ﻣﻦ ﺳﻠﻢ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ ﻣﻦ
ﻟﺴﺎﻧﻪ ﻭﻳﺪﻩ، ﻭﻛﻴﻒ ﻳﻮﺻﻒ ﺑﻪ ﻣﻦ
ﻟﻢ ﻳﺴﻠﻢ ﻫﻮ ﻣﻦ ﻧﻔﺴﻪ؟
ﻭﻳﻘﻮﻝ ﺳﻔﻴﺎﻥ ﺑﻦ ﻋﻴﻴﻨﺔ ﺭﺿﻲ
ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ : ﺃﻭﺣﺶ ﻣﺎ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﺨﻠﻖ،
ﺛﻼﺛﺔ ﻣﻮﺍﻃﻦ: ﻳﻮﻡ ﻳﻮﻟﺪ ﻓﻴﺮﻯ
ﻧﻔﺴﻪ ﺧﺎﺭﺟﺎ ﻣﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻓﻴﻪ، ﺃﻭ ﻳﻮﻡ
ﻳﻤﻮﺕ ﻓﻴﺮﻯ ﻗﻮﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﻜﻮﻥ
ﻋﺎﻳﻨﻬﻢ، ﻭﻳﻮﻡ ﻳﺒﻌﺚ ﻓﻴﺮﻯ ﻧﻔﺴﻪ
ﻓﻲ ﻣﺤﺸﺮ ﻋﻈﻴﻢ. ﻗﺎﻝ : ﻓﺄﻛﺮﻡ ﺍﻟﻠﻪ
ﻓﻴﻬﺎ ﻳﺤﻴﻰ ﻓﺨﺺ ﺑﺎﻟﺴﻼﻡ ﻓﻘﺎﻝ :
ﻭﺳﻼﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﻳﻮﻡ ﻭﻟﺪ ﻭﻳﻮﻡ ﻳﻤﻮﺕ
ﻭﻳﻮﻡ ﻳﺒﻌﺚ ﺣﻴﺎً "15" ) ﺳﻮﺭﺓ
ﻣﺮﻳﻢ ـ 15 (
ﻛﺄﻧﻪ ﺃﺷﺎﺭ ﺇﻟﻲ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ
ﺳﻠﻢ ﻳﺤﻴﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻣﻦ ﺷﺮ
ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻦ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ﻭﺁﻣﻨﻪ ﻣﻦ
ﺧﻮﻓﻬﺎ. ﻓﻌﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺇﺫﺍ ﺳﻠﻢ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﻓﻘﺎﻝ : "ﺍﻟﺴﻼﻡ
ﻋﻠﻴﻜﻢ " ﻓﻜﺄﻧﻪ ﻳﻌﻠﻤﻪ ﺑﺎﻟﺴﻼﻣﺔ ﻣﻦ
ﻧﺎﺣﻴﺘﻪ ﻭﻳﺆﻣﻨﻪ ﻣﻦ ﺷﺮﻩ ﻭﻏﺎﺋﻠﺘﻪ،
ﻛﺄﻧﻪ ﻳﻘﻮﻝ ﻟﻪ: ﺃﻧﺎ ﻣﺴﻠﻢ ﻟﻚ ﻏﻴﺮ
ﺣﺮﺏ، ﻭﻭﻟﻲ ﻏﻴﺮ ﻋﺪﻭ. ﻭﻗﺪ ﺃﺭﺍﺩ
ﺍﻟﺤﻖ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻹﺳﻼﻡ
ﺧﺎﺗﻤﺎ ﻟﻸﺩﻳﺎﻥ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻓﻘﺎﻝ :
ﻭﺃﺗﻤﻤﺖ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﻧﻌﻤﺘﻲ ﻭﺭﺿﻴﺖ
ﻟﻜﻢ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺩﻳﻨﺎً {
ﻭﻗﺎﻝ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ: ﻓﻤﻦ ﻳﺮﻳﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻥ
ﻳﻬﺪﻳﻪ ﻳﺸﺮﺡ ﺻﺪﺭﻩ ﻟﻺﺳﻼﻡ
) ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻷﻧﻌﺎﻡ ـ 125 (
ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻧﻌﻤﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﻜﺎﻓﺊ ﺑﻬﺎ
ﺭﺳﻠﻪ ﻭﻋﺒﺎﺩﻩ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﻴﻦ .. ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ
ﺟﻞ ﻭﻋﻼ: ﻭﻟﻘﺪ ﺟﺎﺀﺕ ﺭﺳﻠﻨﺎ
ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺑﺎﻟﺒﺸﺮﻯ ﻗﺎﻟﻮﺍ ﺳﻼﻣﺎً ﻗﺎﻝ
ﺳﻼﻡ ﻓﻤﺎ ﻟﺒﺚ ﺃﻥ ﺟﺎﺀ ﺑﻌﺠﻞٍ
ﺣﻨﻴﺬٍ "69" ) ﺳﻮﺭﺓ ﻫﻮﺩ (
ﻭﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ : ﻭﺳﻼﻡ ﻋﻠﻴﻪ
ﻳﻮﻡ ﻭﻟﺪ ﻭﻳﻮﻡ ﻳﻤﻮﺕ ﻭﻳﻮﻡ ﻳﺒﻌﺚ
ﺣﻴﺎً "15" ) ﺳﻮﺭﺓ ﻣﺮﻳﻢ ( ﻭﻛﻤﺎ
ﻗﺎﻝ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ : ﻭﺗﺮﻛﻨﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ
ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ "78" ﺳﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﻧﻮﺡ ﻓﻲ
ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ "79" ) ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﺼﺎﻓﺎﺕ (
ﻭﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﻗﻮﻟﻪ ﺍﻟﺤﻖ : ﻭﺗﺮﻛﻨﺎ ﻋﻠﻴﻪ
ﻓﻲ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ "108" ﺳﻼﻡ ﻋﻠﻰ
ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ "109" ) ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﺼﺎﻓﺎﺕ (
ﻭﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺭﺑﻨﺎ ﺗﺒﺎﺭﻙ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ :
ﻭﺗﺮﻛﻨﺎ ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ "119"
ﺳﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﻣﻮﺳﻰ ﻭﻫﺎﺭﻭﻥ
"120" ) ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﺼﺎﻓﺎﺕ (
ﻭﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ : ﻭﺗﺮﻛﻨﺎ ﻋﻠﻴﻪ
ﻓﻲ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ "129" ﺳﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﺁﻝ
ﻳﺎﺳﻴﻦ "130" ) ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﺼﺎﻓﺎﺕ (
ﻭﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ : ﻭﺳﻼﻡ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﻤﺮﺳﻠﻴﻦ "181" ﻭﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﺭﺏ
ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ "182" ) ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﺼﺎﻓﺎﺕ (
ﻭﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ : ﻗﻠﻨﺎ ﻳﺎ ﻧﺎﺭ
ﻛﻮﻧﻲ ﺑﺮﺩﺍً ﻭﺳﻼﻣﺎً ﻋﻠﻰ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ
"69" ) ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ (
ﻭﻟﻘﺪ ﺷﺎﺀﺕ ﺇﺭﺍﺩﺓ ﺍﻟﺤﻖ ﺟﻞ ﻭﻋﻼ
ﺃﻻ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻓﻲ ﺳﻼﻡ ﻛﺎﻣﻞ؛
ﻷﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﺮﺩ ﻟﻠﺪﻧﻴﺎ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺩﺍﺭ
ﻗﺮﺍﺭ .. ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻷﻣﺮ ﻳﺨﺘﻠﻒ ﻓﻲ
ﺍﻵﺧﺮﺓ ﺣﻴﻦ ﻳﻜﺎﻓﺊ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ
ﻋﺒﺎﺩﻩ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﺍﻟﻄﺎﺋﻌﻴﻦ
ﺑﺎﻟﺠﻨﺔ .. ﻓﻘﺪ ﺷﺎﺀ ﺗﺒﺎﺭﻙ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ
ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ .. ﺩﺍﺭ
ﺍﻟﻨﻌﻴﻢ ﺍﻷﺑﺪﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﻘﻄﻌﻪ
ﻣﺜﻘﺎﻝ ﺫﺭﺓ ﻣﻦ ﺷﻘﺎﺀ .. ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺴﻼﻡ
ﺍﻟﻜﺎﻣﻞ . ﻓﺈﺫﺍ ﻛﻨﺎ ﻗﺪ ﻋﺎﻧﻴﻨﺎ ﻓﻲ
ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﺮﺍﺽ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻓﺈﻧﻨﺎ
ﺳﻨﻨﻌﻢ
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://plus.google.com/app/basic/111256749054740632836
 
السلام ...
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
عبق التواصل  :: المنتديات :: المنتدي الإسلامي :: القران والتفسير :: أسماء الله الحسني-
انتقل الى: